أربع هجمات إرهابيه تعرضت لها العاصمة البلجيكية بروكسل في أوقات متزامنة وهي تحمل بصمات داعش ، وقد طالت الانفجارات شرايين الحياة في بروكسل المطار الرئيسي ومحطة القطارات الارضيه مترو الأنفاق والانفجارات حدثت في وقت الذروة ، وبحسب آخر إحصاء لما خلفته تفجيرات بروكسل قتل ما يقارب 35 شخصا وجرح أكثر من مئة شخص ، وقد تركت صدى وانعكاس كبير على بلجيكا وأوروبا التي استنفرت قواتها وأعلنت عن حالة تأهب قصوى ،، وتم تداول أنباء عن إخلاء محطة تيانغ النووية، والقصر الملكيّ البلجيكيّ، ورفع حلف الأطلسي «الناتو» مستوى التأهب في مقره الرئيسي في بروكسل، وطُلب من الناس عدم الخروج من أماكن تواجدهم، وأوقفت المباريات الرياضية، وكذلك رحلات القطار مع فرنسا، وهبطت أسعار الأسهم في أنحاء أوروبا.
هناك أسباب عديدة تجعل من هذه العملية علامة نوعيّة في الظاهرة المعقّدة للإرهاب، ولا يتعلّق الأمر فقط بعدد القتلى والجرحى الكبير ولا بشلّها مدينة بروكسل ليوم كامل، بل كذلك في رمزيّة ضرب عاصمة الاتحاد الأوروبي وبوقوعها بعد أيّام قليلة فقط من اعتقال صلاح عبد السلام أحد المشتبه بهم في التخطيط والتنفيذ لهجمات باريس، في تضارب صارخ مع الإحساس الذي نشره ذلك الاعتقال بإغلاق ملفّ الهجمات الدامية في فرنسا، وكذلك في مشاركة عدد من مواطني روسيا البيضاء في العمليّات، في اختراق للكليشيهات التقليدية حول منفّذي العمليات الذين يُفترض أن يكونوا من أصول مغاربية أو «جهاديين» متدرّبين في العراق وسوريا.
لم يكن من خيار أمام مواقع الصحف الأجنبية إلا تسليط الضوء على الانفجارات التي تتالت على مواقع حيوية بالعاصمة البلجيكية بروكسل قبل ساعات قليلة مخلفة ما لا يقل عن 35 قتيلا ومائة مصابا، حتى الآن. نبدأ مطالعتنا من صحيفة "الديلي ميل" البريطانية التي وصفت التفجيرات مبدئيا بأنها تفجيرات "انتحارية"، مشيرة إلى أن صيحات ترددت باللغة العربية قبيل وقوع التفجيرين الأول والثاني بجوار مكتب تسجيل الدخول الخاص بالخطوط الجوية الأمريكية بمطار بروكسل. وبينما هرع الركاب المفزوعين ملطخين بدمائهم على إثر التفجيرين، سُمع دوي انفجار ثالث بالقرب من مقر الاتحاد الأوروبي بمنطقة ميلبييك بوسط العاصمة البلجيكية. وربطت الصحيفة هذه التفجيرات باعتقال السلطات البلجيكية يوم السبت صلاح عبد السلام المشتبه في كونه الرأس المدبر لتفجيرات باريس في نوفمبر الماضي، مشيرة إلى توقع وزير الداخلية البلجيكي أمس هجمات انتقامية على إثر الاعتقال الذي تم قبل يومين. السيناريو لم يختلف كثيرا على صفحات "النيوزويك" الأمريكية، وإن كانت الصحيفة ركزت أكثر على الربط بين هجمات باريس والقبض على صلاح عبد السلام من ناحية وبين تفجيرات بروكسل. وبحسب الصحيفة فإن التفجيرات قد وقعت على الرغم من كون السلطات الأمنية البلجيكية قد رفعت درجة التأهب إلى الدرجة القصوى في عشية الهجمات وذلك على خلفية اعتقال عبد السلام الذي استغرق أربعة أشهر كاملة من المطاردات الأمنية.
انفجارات بروكسل بالتحليل المنهجي والعقلاني والواقعي هو انعكاس للسياسات الاوروبيه الخاطئة لدعمها للإرهاب الممارس ضد ألامه العربية والاسلاميه واصطفاف هذه الدول الاوروبيه لجانب إسرائيل في احتلالها لفلسطين وتغاضيها عن جرائم إسرائيل بحق الفلسطينيين
التفجيرات التي ذهب ضحيتها مواطنين أوروبيين أبرياء يستنكرها كل صاحب ضمير حي ، وهذه التفجيرات وأعمال الإرهاب لا بد للاروبيين من دراسة أسبابه ومسبباته ليعلم الأوروبيين ان السياسات الخاطئة ودعم إسرائيل والتغاضي عن جرائمها واحتلالها لفلسطين ودعم الإرهاب ضد سوريا وليبيا والعراق ولبنان هو احد أهم مسبباته ، وان رفع يد أوروبا عن المنطقة وإعطاء الشعوب العربية لحرية تقرير مصيرها والضغط على إسرائيل للاذعان لقرارات الأمم المتحدة والاعتراف بالحقوق الوطنية الفلسطينية قد يساهم في نزع فتيل الإرهاب الذي يضرب أطنابه في العالم بفعل انعدام العدل وانقلاب الموازين والتعامل بمكيالين في قضايا الشرق الأوسط
على أوروبا أن تسارع بإنقاذ نفسها من خلال مراجعة سياساتها الداعمة للإرهاب وتغاضيها عن هذا الإرهاب الذي يضرب في سوريا لا بل تزويد المجموعات الارهابيه بكل ما يلزم من أسلحه وأموال وفتح قواعد للتدريب وصرف الأموال الباهضه والتي أدركت واشنطن وحلفائها مؤخرا عن خطورة هذه القواعد التي تخرج آلاف الإرهابيين الذين يستهدفون سوريا والعراق ولبنان واليمن ، ولا يمكن فصل الإرهاب عن دعم أوروبا لإسرائيل التي اغتصبت الحقوق الوطنية الفلسطينية وما زالت عبر قرون تمارس سياسة عنصريه ضد الفلسطينيين وهي تقوم بمشروعها الاستيطاني والتهويدي مما يتطلب وضع حد للسياسات الخاطئة ضمن عملية مراجعة الحسابات لتحقيق الأمن والاستقرار
منذ اليوم الأول حذرنا من نتائج الحرب الصليبية التي أعلن جورج بوش الابن الرئيس الجمهوري الأمريكي عن شنها على العالم الإسلامي وإعلانه عن احتلال العراق وأفغانستان تحت مسمى محاربة الإرهاب ، وحذرنا من سياسة إدارة جورج بوش الابن من سياسة الفوضى ألخلاقه ومن تنفيذه لسياسة اليمين الأمريكي المتصهين استنادا لكتاب العدل الإلهي المتضمن السياسة اليمينية للمتصهينيين الجدد والذين هدفوا من سياستهم إلى تدمير مقومات دول الشرق الأوسط ضمن مسعى تحقيق امن إسرائيل
إن الإرهاب الذي يشهده العالم هو نتاج وصناع امريكيه صهيونيه وبتحالف مع المنضوين تحت الحلف الأمريكي الصهيوني لمحاربة تطلعات الشعوب للحرية والديموقراطيه بمعناه الحق وتحقيق العدالة الوطنية ضمن الحفاظ على الكرامة الوطنية
السياسات الامريكيه الخاطئة ودعم إسرائيل واحتلالها ومساندتها في مشروعها لتسود الشرق الأوسط هو الذي فجر الصراعات التي نشهدها اليوم وهذه السياسات الامريكيه والغربية قد انعكست على امن أوروبا والتي تشهد حاله من الإرباك الأمني وخرق امني أصبح يتهددها بفعل انحيازها للسياسات الامريكيه اليمينية المتصهينه ودعمها للسياسات العنصرية ضد تطلعات الشعوب في الشرق الأوسط ودعمها لمخطط الفوضى ألخلاقه وتحويل دول الشرق الأوسط لدول فاشلة
وقد اعتبرت الأمم المتحدة والمعارضة السورية، الثلاثاء 22 مارس/آذار 2016، أن الاعتداءات الدامية التي استهدفت بروكسل تذكِّر بضرورة التوصل إلى حل سياسي للحرب السورية عبر المفاوضات التي تجري في جنيف.
وقال موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، أمس الثلاثاء، إن "مأساة" بروكسل تؤكد مرة جديدة ضرورة "عدم إضاعة الوقت والعمل لإخماد النار المشتعلة" في سوريا.
وتابع دي ميستورا أن "الحل اللازم لمكافحة الإرهاب يمرّ بالتوصل إلى صيغة للانتقال السياسي في سوريا".
ويُشرف دي ميستورا على مفاوضات غير مباشرة بين ممثلي النظام والمعارضة السوريين في جنيف.
وأدت الاعتداءات التي استهدفت مطار بروكسل ومحطة مترو في العاصمة البلجيكية، الثلاثاء، الى مقتل 34 شخصاً على الأقل ووقوع أكثر من 200 جريح. وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية هذه الاعتداءات.
وزادت الحرب في سوريا من وطأة المشكلة ببلجيكا ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى، وتبين التقديرات أن بلجيكا تعد البلد الذي صدّر عدداً من المقاتلين إلى سوريا يفوق أي دولة أخرى بأوروبا.(وفقاً لعدد السكان).
ويقول الخبراء إن عدد المقاتلين الذين سافروا إلى سوريا من بلجيكا يبلغ حوالي 450 مقاتلاً من أصل نصف مليون مسلم يعيشون في البلد الذي يبلغ تعداد سكانه 11 مليون نسمة.
ويعدّ الباحث بيتر فان أوستاين، صاحب أعلى رقم توصلت إليه تلك الأبحاث، حيث يقول إن عددهم وصل إلى 562 مقاتلاً.
ومعظم هؤلاء انضم إلى تنظيم الدولة الإسلامية، بينما فضّل بعضهم الانضمام إلى جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا.
وقد قُتل أكثر من 80 من هؤلاء، وكثير منهم قُتل في المعارك الأخيرة في سوريا.
ان محاربة الارهاب تتطلب تحقيق العداله للشعوب المقهوره وتتطلب وقف دعم المجموعات الارهابيه التي تعمل في سوريا والعراق وليبيا والصومال والسودان وكذلك تتطلب وقف الحرب على اليمن وتتطلب وضع حد للاحتلال الاسرائيلي لفلسطين ووضع حد للتطرف والارهاب الاسرائيلي الممارس بحق الفلسطينيين ،
ما لم تقم اوروبا بمراجعة سياساتها والكف عن التعامل بمكيالين فيما يخص قضايا الشرق الاوسط فان الارهاب الذي يضرب اطنابه في اوروبا قد لا يجد موانع لمنعه ليعم كل اوروبا مما يتطلب مراجعه شامله للسياسات الاوروبيه الخاطئه ضمن خطوات تعتبر مهمه لمكافحة الإرهاب.
بقلم/ علي ابوحبله