حلم الفلسطيني قد يكون قد تبخر لسببين السبب الاول رداءة قيادة نتج عنها رداءة برنامج لم يلتزم بمسببات انظلاقة الثورة او الالتزام بالهدف التكويني لمنظمة التحرير الفلسطينية ، اما السبب الثاني وهو ناتج عن الاستغلال المتسارع من قبل الاحتلال وميتخدما عامل الضعف في القيادة والبرنامج ليجهز على اخر امل باقامة دولة موحدة جغرافيا على بقايا الوطن في الضفة وغزة بعد ان أكل الاستيطان معظم الاراضي في الضفة والغور والقدس ، وبالتالي حققت اسرائيل حلمها التوراتي الصهيوني في يهودا والسامرى والذي لن تتنازل عنه وباي مبادرة سياسية سواءاقليمية او دولية ، والارتكاز الفلسطيني على المبادرات الدولية والاقليمية في غياب مشروع وطني مضاد للحلم الاسرائيلي الذي اصبح حقيقة كان بمثابة اعطاء متسع من الوقت والزمن لتقضي فيه اسرائيل على حلم الدولة ولمزيد من وضع الرطوش النهائية لتهويد القدس والضفة الغربية .
كانت اوسلو وعودة عشرات الالاف الى الوطن ، كان لها ان تستغل وطنيا برغم عيوبها وجرائمها الجمة ، الا ان بؤر الفساد في سلطة اوسلو قد ساعدت بشكل او باخر الاسرائيليين على تحقيق حلمهم التاريخي كما يدعون .
الفلسطينيون وهنا اقصد القيادة الفلسطينية التي اغلقت ملفات الثورة التكوينية والتعبوية وميكانيزماتها على الارض بمقابل اعتراف من دول كبرى كامريكا بمنظمة التحرير ممثل شرعي ووحيد ولتخوض بهذا الاعتراف فرقعات سياسية وبالونات اعلانية واعلامية ليست لها جدوى على واقع الفعل والتفاعل لتحقيق الحلم الفلسطيني المختزل ، وليعيش الفلسطيني في مهرجانات انتصارات ائفة لتلك القيادة التي خرجت عن مضمون المصالح العليا للشعب ، والتي تغامر بمستقبله بمقابل وجودها ووجود مصالحها وتشابك تلك المصالح مع الاحتلال .
سري نسيبة يطرح رؤيته للحال الفلسطيني وما كان يصلح من مبادرات قبل عشرة اعوام اصبح الان لا يصلح ويرى للخروج من هذا المأزق التاريخي ان تعود الضفة للاردن وتعود غزة لمصر للخلاص من الاخطبوط الاسرائيلي ، وقد يكون هذا الطرح صحيحا وبوقت مبكر بعد الخروج من بيروت وتعلق تلك القيادة بمشاريع الوهم وتصديره لشعبها ، اما الان فالظرف الاقليمي قد تجاوز هذا الطرح، فالاردن تربطها مشاريع عملاقة مع اسرائيل على طول الحدود في الغور والبحر الميت ، ومصر ايضا تر يد عبئا جديدا عليها بغزة فوق اعبائها الداخلية ، وان كانت غزة استراتيجيا قد تكون تأمينا لامنها القومي والاقليمي ، وقد يكون منظور الضفة السياسي والامني القادم وبدون الحاق كامل بالاردن قد ترتبط فيها التجمعات السكانية برابطة ما ادارية وامنية وبمشاركة اسرائيلية كامر واقع ولان الضفة ايضا تمثل للاردن بعدا خطرا في الامن القومي والاقليمي لها .
سياسة السلطة برئيسها وشلل منظمة التحرير وحالة الاستعطاف للاحتلال من قبل رجالات السلطة والرهان على التحرك الدولي والمؤتمر الدولي لفرض دولة فلسطينية شيء من الوهم وامام فشل كبير في اعداد الجبهة الداخلية للشعب الفلسطيني وتغيير جذري في قيادة وبرنامج السلطة . المجتمع الدولي الذي على مدار الصراع لم يجبر اسرائيل على تنفيذ قرار واحد من القرارات التي انصفت نسبيا الشعب الفلسطيني .
الفلسطينيون تركوا الثورة وجافوها وحاربوها واقصد هنا قيادة السلطة والمنظمة بل اقصوا واغتالوا كوادر الثورة سياسيا وماديا على امل ان ينشئوا مملكتهم وفسادهم وفي تقسيم طبقي لطبقة وليدة انتجت مجموعة المستفيدين من واقع ضياع القضية والشعب الفلسطيني .
قد يكون من الممكن ان يتحقق حلم الشعب الفلسطيني في الدولة هذا اذا لم توئد القيادة الفلسطينية الثورة ولم تقضي على الانتفاضة الاولى والثانية والتي تعمل السلطة الان على وئد صرخة القدس وتحارب وتلاحق اي سلوك يوفر حاضنة شعبية لها ، فالضفة الان قد نبكي عليها ويبكي عليها الشعب والتاريخ فالوقائع على الارض تدعوا للتشاؤم حتى لانقاذ ما يمكن انقاذه ، وتبقى الخطوط مفتوحة نحو غزة التي انسحبت منها اسرائيل لعاملين عامل الكثافة السكانية وعامل الثقافة المقاومة والمتمردة للشعب الفلسطيني في غزة ، وقد تقبل اسرائيل ودول الاقليم لاي مشاريع تحت ضوابط وشروط لكي ينال هذا الجزء من الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله ، وهذا امر واقع ما فوق العواطف والاشجان الوطنية ، ويمكن ان يكون واقع مفروض .
وامام هذا الوضع الكارثي عن اي محكمة دستورية تتحدثون ، وعن اي انتخابات تشريعية ورئاسية ، فالواقع مر يحتاج براعة في وضع المعالجات السريعة والغير اعتيادية ولكن ليس بوجود تلك القيادة الفاشلة التي تسوقنا يوميا من مستنقع الى مستنقع اخر """ وكما قال القيادي الوطني محمد دحلان ، هل يوجد لدينا شيء لارشح نفسي رئيسا عليه.""
سميح خلف