سلطة الدولة هي السلطة الراعية لمصالح مواطنيها في ظل القانون والدستور الذي ينظم العلاقات بين مؤسسات الدولة ، وكذلك تنظم حركة افراد المجتمع بالنظم الاخلاقية الملتزمة بالعادات والقاليد بدون تمييز عشائري او قبلي او جغرافي او حزبي او مذهبي ، وهي الاداة التنفيذية العادلة للمؤسسات التشريعية والقضائية ، وفي ظل العلاقة المتوازنة والتي يحكمها الدستور للفصل بين السلطات الثلاث التشريعية ، والقضائية ، والتنفيذية .
اذا سلطة الدولة المحافظة على سيادة الدولة وتوفير الامن الاجتماعي والسلمي بين المجتمع وهي العصا التنفيذية لتكريس العدالة بدون تمييز طبقي اوطائفي او فردي وتعطي مساحة كاملة من الديموقراطية لحرية الرأي.
دولة السلطة هي تلك الدولة التي تنتفي فيها كل التعريفات السابقة وتعبر طاغية لرأس هرمها وليقود مجموعة من الطغاة والمستبدين الصغار ، فهي دولة لسلطة او طبقة او فئة او حزب تستثمر فيها كل قدرات الوطن لصالح مجموعة شركات او رغبات سياسية وامنية وهم في حد ذاتهم من يترأسو الاجهزة السيادة في السلطة حيث تغيب اي مفاهيم للديموقراطية او الحريات ويكثر فيها النفاق من المتسلقين والانتهازيين والمتجارين بحقوق والالام افراد الشعب ففي مثل هذا النوع من السلطات يعمل الشعب بمبدا صكوك الغفران .
قد تكون دولة السلطة هي اقسى انواع السلطات على الشعوب تغيب فيها السلطات الثلاث بشكلها المؤسساتي وتعمل جميعا وتحت نطاق المؤسسات لخدمة طاغية او مستبد وعن طريق مجموعة المستبدين الصغار الذين يتنفذون تعليمات قيصر السلطة في اجواء من التهليل والتصفيق والانتصارات الزائفة .
في دولة السلطة لاوحدة ولا مساواه جغرافية او حقوق انسان او ضمانات معيشية للفرد والاسرة فكله محوم برضا القيصر او مجموعة المتنفذين الذين يحملون العصا الغليظة لهذا القيصر ، وقد يعاقب مجتمع باسره او مناطق يعتقد القيصر انها خارجه عن طوعه وعن طوع مواليه.
مابين سلطة الدولة ودولة السلطة مسافات شاسعة فالسيد في الاولى الدستور والنظام الاساسي المسير للدولة والمجتمع وفي الثانية هي سلطة الفرد وتجيير القانون والنظام لما يحافظ على نفوذه وطغيانه واستمرايته
ببساطة دولة السلطة قد تشخص انها مجموعة من العصابات او نوع من انواع افلام مصرية لفريد شوقي وتوفيق الدقن وعادل ادهم ومحمود المليجي . والعمل دائما لرئيس العصابة الاكبر الذي تحفه الرهبة والكبرياء والعجرفة .
قد يحدث في عصرنا تطور لنظام الاقطاع لياتي بصورة ناعمة لمستبدين اكثر خطرا على الشعوب وقضاياها الاسشتراتيجية ووحدة اراضيها وسيادتها وخاصة اذا كانت منظومة الاقطاع التي اندمجت مع السلوك الراسمالي ليشكل جبهة عريضة ضد مصالح الشعوب وقضاياها وقد تتالف تلك الطبقة مع اعداء للوطن وللشعوب وخاصة في قضايا التحرير والاستقلال ن فقلد كانت المعاصرة لتلك التجارب التي تعرضت فيها حركات التحرر الوطني لاعداء من الاقطاع والرأسماليين ليضعوا ايديهم مع ايادي الاحتلال تحقيقا لمصالحهم الخاصة ، هذا التناقض وهذا الصراع قد يفرز من داخل حركات التحرر ذوي النفس القصير الذين استثمروا وجودهم في تلك الحركات لحرفها عن مسارها تحقيقا لتلك المصالح وبعامل سلطة قد يكون العدو احد اركانها تتحول تلك السلطة الى سلطة مستبدة وهذا ما يريح العدو ولتكون عصا السلطة هي العصى الغليظة التي تهب وتمنع ،تبارك وتعاقب ، في سرقة كاملة لكل مقدرات الشعوب والوطن وبالتالي يظهر الفقر والبطالة والمرض والجهل وهذه المناخات التي تحقق مصالحهم ومصالح العدو
سميح خلف