قِفْ أمامَكَ ضَبابٌ ...
قَدْ تَشَابهَ البَقرُ عَليناَ ...
إلا رُكوبها ...
الشُعْلَةُ المرتَجِفَةُ ...
تقفُ في مَهَبِ الريحِ ...
والساعةُ الماضَوِيةُ ...
تَضبِطُ الوَقتَ ...
على وقعِ المَاضيِ ...
****
إنتبهوا لأَوجَاعِنا ...
ونَحنُ بَيْنَكُمْ ...
لا تَدعوا الضَجِيجَ ...
يُغَطيِ على صوتِ الوَجَعْ ...
****
من امتَلَكَ طائِرةً ...
من ورقٍ وَخيطانْ ...
وأَطلَقَهَا مَعَ الريحِ ...
كانَ إعلانٌ لِلحربْ ...
****
على ضِفافِ ...
واديِ القلوبِ ...
شَيدتُ حَقلَ وفاءٍ ...
مُزدَهِرٍ ...
****
في مَقهى على مُفتَرقٍ ...
كان عَجوزٌ يَتَناولُ قَهوَتَهُ ...
بِصَمتٍ ...
رَجُلٌ يُحَدِقُ في الأُفُقْ ...
وآخرُ طَلبَ وجبة خفيفةً ...
والنَهارُ كان مُشمِسَاً ...
والنادِلُ مُبتَسِماً ...
****
لا أُريدُ لإسميِ ...
أَنْ تُحَاصِرُهُ الكلماتْ ...
ولا أن تَتَفكَكَ حُروفَهُ ...
ويُبعثِرُهَا الهواءْ ...
****
وَحدَهَا الجسورُ ...
تَستَمِرُ وَتَحيَا ...
أمَا الجُدْرَانُ ...
مَصِيرُهَا الهَدمُ ...
والزَوالْ ...
****
في بحرٍ أزرقٍ ...
تَنمو ...
طحالبٌ ...
وأسماكٌ ...
****
وفي زمنٍ خريفيٍ ...
كانتْ تنمو ...
حروفٌ خضراءُ ...
في غيابِ أوراقٍ بَيضَاءْ ...
قَدْ بَعثَرتْها الرِيحُ ...
وتَسَاقَطَتْ عَنها الحروفُ ...
****
وشَيعهاَ الريحُ ...
على الأكفِ ...
مُعلناً إنتصَار الكلماتْ ...
رَغمَ إنكسارِ السطورِ ...
وتمازجِ الألوان ...
****
الآنَ ...
أُعلن أنَنَا نَحتاجُ ...
إلى نقطةِ نِظام ...!!!
****
بقلم/ د. عبد الرحيم جاموس