وصلتني على بريدي الالكتروني من احد الاصدقاء مشكورا ورقة بعنوان " وطنيون لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة " ومعها طلب للتسجيل لحضور المؤتمر المنوي عقده قبل نهاية شهر ايار 2016م وطبعا اقدر عاليا للمبادرين همتهم وطيب نواياهم ورغبتهم الاكيدة لإنجاز الشعار الذي رفعوه ولكني اجد نفسي ملزما بالمشاركة بنقاش ضروري لهذا الحراك وبيانه وفكرة مؤتمره وفق نقاط راجيا ان يتسع صدر المبادرين لها وان تساهم بخطوة الى الامام وليس العكس وملاحظاتي بوضوح هي:
1- لماذا هذا الحذر الدائم والتكرار الدائم والممل والغير مبرر لحكاية اننا لسنا فصيلا ولسنا حزبا ولسنا بديلا وما الى هناك من لازمة يكررها كل من يحاول الاقتراب من حدود الفصائل وادائها وكان القداسة لا تجوز الا لهم وليس من حق احد ان يشكل حزبا او فصيلا او تيارا وان الشعب الفلسطيني قد اصبح عاقرا بعد ان انتهى بهذه الفصائل رغم الحالة الكارثية التي يعيشها شعبنا وما اوصلونا اليه بإنجازاتهم العظيمة وقيادتهم الرشيدة.
2- لماذا تسمية وطنيون وليس فلسطينيون والجميع في بلادنا يعلم جيدا الحساسية في التسميات ودلالاتها ذلك ان تعبير وطنيون يقابله في بلادنا تعبير اسلاميون والقوى الوطنية تقابلها القوى الاسلامية وقد جرت العادة عند السعي للتوحد القول الوى الوطنية والاسلامية في حين ان اسم فلسطينيون لا يجرؤ احد على نسبته لنفسه او منعه عن غيره فهو اسمنا جميعا واسم بلادنا ولا يحتمل التلون الا بالوان علم بلادنا الاربعة مجتمعة.
3- رغم ان المبادرين اكدوا انهم ليسوا حزبا ولا فصيلا ولا بديلا لاحد وان مهمتهم منحصرة في العنوان " انهاء الانقسام واستعادة الوحدة " الا انهم وفي ورقتهم يقولون انهم تداعوا ايضا " للتفكير الجاد والمسؤول، ومن ثم العمل من أجل حماية واستنهاض المشروع الوطني الفلسطيني بكل أبعاده ومكوناته السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية " وهم بذلك يقتربون من المحرمات كما اعتبروها هم في نفس البيان وهذا اقرار بان المشروع الوطني الفلسطيني برمته مهدد فلماذا الخجل او لماذا الاقتراب مما لا تهدفون اليه فعلا او لماذا لا تملكون القدرة على قول كل الحقيقة وتخلعون روقة التوت التي مصر على الاقتناع انها موجودة مع ان كل ملمتر فيها مخزوق حتى النهاية فهذا يعني انكم تواربون الباب كليا فلا انتم ستفعلون ما تعلنون ولا انتم تقبلون ما حددتم من هدف يتيم هو في حال الاستحالة كهدف معزول عن كل البيئة المحيطة بحالنا ومشروعنا ومؤسساتنا وفي سطر آخر يوضحون ان من ينضم للحراك هذا هم اولئك " الراغبين في العمل على إنهاء الانقسام وبناء النظام السياسي الفلسطيني بما يضمن استكمال مشروع التحرر. " ويرفعون سقف اهدافهم قبل ان يبدوا ويعارضون تحديدهم لأهدافهم قبل ان يجتمعوا.
4- البيان المسودة اصلا يصف المجموعة بانها " تجمع فاعل ومبادر ومستمر ومفتوح " مع ان المبادرين لم يخطو خطوة واحدة بعد الا انهم قرروا كما عادتنا ان يجدوا لأنفسهم القابا تليق بالمقام واصبحوا لمجرد التفكير فاعلين ومبادرين ومستمرين علما بان هذه ليست المبادرة الاولى ولا المحاولة الاولى فقد سبقها العديد العديد من المحاولات لكن لا احد في بلادنا يؤمن بمراكمة فعل الاخرين بل يرى تكرار البدايات وتمجيدها دون الوصول لنتائج افضل من رفد ما بدأه الاخرين من فعل لتحقيق انجاز بتضافر كل الجهود لا تشتيتها وانا هنا لا ادافع عن اية فكرة او مبادرة بل اثمن كل محاولة ايا كانت املا ان تنصب جميعها بفعل حقيقي وعلى الارض موحد وعملي وفاعل.
5- يدعون لتكتل كل " الحريصين والأحرار والمتضررين من الانقسام " وهل هناك برايكم مستفيدين من الانقسام لم تسموهم وهم ايضا في دعوتهم بهذه الطريقة يستبعدون مسبقا بل يغضبون من قد يختلون معهم بأفكارهم وكأن الصيغة تقول وان بغير قصد ان هذه الصفات لا تنطبق الا على من كان معهم مع انهم حراك شعبي فلسطيني له اهداف محددة لا تحتمل كل هذا الشرخ والتفصيل والتطلعات ويعارضون انفسهم من فقرة لأخرى مع انه كان بإمكانهم ان يقفوا عند شعارهم وينطلقون للفعل على ارضيته المحددة وكفى منعا لأي اختلاف او تعارضات مع أي مكون من مكونات شعبنا.
6- في نهاية الورقة يقدمون رؤيا قائلين " إن إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة وإعادة بناء مؤسسات الشعب التمثيلية والقيادية على اختلاف مستوياتها على أسس وطنية وديمقراطية تستند الى حق الجميع في المشاركة بما يضمن تكريس حقيقي للوحدة الوطنية المبنية على الديمقراطية والتعددية والتداول السلمي للسلطة عبر صناديق الانتخاب تتسع للجميع، يشكّل الأساس الذي يجمعنا ويدفعنا للعمل مع كل الوطنيين والخيرين في هذا الشعب " وكان حكاية انهاء الانقسام واستعادة الوحدة بوابة لقول رؤاهم وكيف يفكرون هم لا كيف نقرب المنقسمين من بعضهم.
7- اخيرا لفت انتباهي فكرة طلب التسجيل لحضور المؤتمر المسمى ايضا بالمؤتمر الوطني وبرايي ان مؤتمر يهدف الى وأد الانقسام وتحقيق الوحدة لا يحتاج المواطن الى الطلب من احد لحضوره فهذا مؤتمر فلسطيني لأهداف فلسطينية محددة تهم كل الشعب كما تهم المبادرين.
8- اغرب ما في الطلب للأسف الشديد ان يبدأ الطالب بالرجاء فالنص يقول هكذا " الرجاء تسجيل اسمي في قائمة الراغبين في المشاركة في المؤتمر التأسيسي لمبادرة ( وطنيون لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة ) المنوي عقده قبل نهاية ايار 2016 ." فلماذا ارجو الزملاء والزميلات تسجيل اسمي وهل احتاج لان ارجوهم ليقبلوا مشاركتي.
كنت اتمنى على الزملاء والزميلات بدل هذا ان يحددوا يوما لنشاط ضاغط على الارض وفورا يبدا بالمبادرين انفسهم وفي الشارع فشعبنا مل البيانات والمؤتمرات ومل دوؤ الترجي من قياداته واحزابه وقواه.
كنت اتمنى على الزميلات والزملاء المبادرين والذين احب ان اسميهم " فلسطينيون لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة " ان يعلنوا عن تاسيس تجمعهم او تيارهم او حراكهم او ما ارادوا من صفات عبر الاعلان عن نشاط فاعل على الارض كان يعلنوا الاضراب المفتوح بنفس اللحظة في غزة والضفة والشتات واينما امكن لاجبار الجميع على الرضوخ لارادة الشعب باستعادة الوحدة دون قيد او شرط وافهان الجميع ان هذا الحراك لن يجتمع في قاعة احد الفنادق ولن ينتهي عند الغداء ولن ينتظر تصريحا من احد فوحدة شعبنا وقواه لا يمكن ان يكون الكفاح في سبيلها يحتاج الى ان نرجو من يفكر ان يسمح لنا بالتفكير معه ولا ان نرجوا من ينقسم ان يسمح لنا بدعوته للوحدة مؤكا ان اية خطوة مهما كانت صغيرة ستبقى افضل من الصمت والعجز الذي نعيش.
بقلم
عدنان الصباح