الإرهابي بنيامين نتانياهو يتعهد عدم التخلي عن الجولان. أقول له (عبر طرف ثالث لأنني لا يمكن أن أحدثه) إن تل أبيب ليست له. الجولان جزء من سورية، وإسرائيل كلها فلسطين المحتلة.
وزراء في حكومة الاحتلال زاروا الجولان تأكيداً للوجود الإسرائيلي المستمر فيها، وعقدوا جلسة لمجلس الوزراء، أي مجلس الإرهابيين المحتلين. هضبة الجولان كانت بلاد الغساسنة العرب المسيحيين قبل الإسلام، ومنها حكموا القدس التي أشار إليها النابغة الذبياني بقوله:
محلتهم ذات الإله ودينهم / قويم فما يرجون غير العواقب.
نتكلم عادة عن المستوطنين، غير أن فلسطين المحتلة كلها مستوطنة، وأقرأ أن المستوطنات أصبحت تستقبل السيّاح في باصات مصفحة كمصدر آخر للدخل. الحاخام ماير غولدمنز قال عن المستوطنين إنهم "يُعتَبَرون وحوشاً، وإنهم ساقطون في المدرسة الثانوية، يقتلون العرب ويسرقون أراضي الفلسطينيين، ويقتلعون أشجار الزيتون..." (ترجمتي حرفية عن الميديا الإميركية وأحتفظ بالأصل).
لكن الحاخام يزعم لاحقاً أن المستوطنين غير ذلك، إلا أنني أصرّ على أنه وأنهم كما وصفهم فهم محتلون مجرمون.
القصيدة التي مدح فيها النابغة عمرو بن الحارث الأصغر تتحدث عن "يوم السباسب" وهو أحد الشعانين الذي يسبق عيد الفصح عند المسيحيين. والشاعر يقول عن ملوك الغساسنة: ولا يحسبون الخير لا شر بعده / ولا يحسبون الشر ضربة لازب.
ما أقول إن احتلال فلسطين شر ينتهي بعودة المحتلين من حيث جاؤوا، ولا أتوقع أن تشمل العدالة محاكمة أعضاء حكومة إسرائيل كما حوكم النازيون بعد سقوط النازية، وإنما أريدهم أن يرحلوا كما طلب محمود درويش وهو يقول لهم إنهم مارون بين الكلمات العابرة، وأن يحملوا أسماءهم وينصرفوا عنا.
كلهم أخبارهم جريمة أو كذب. عيد الفصح اليهودي كان في 22 من هذا الشهر، وهو يحيي ذكرى خروج اليهود من مصر. معلوماتي من أساتذتي الأميركيين في الجامعة، وهي معلومات يؤكدها الصديق عالم الآثار زاهي حواس فالقصة كلها خرافة توراتية، وأتحداهم أن يأتوا لي بأثر يهودي في مصر أو سيناء، كما تحديتهم يوماً أن يأتوا بأثر يهودي واحد في القدس، أو يعرضوا علينا حجراً من الهيكل المزعوم فهو وهم لم يوجدوا في بلادنا.
هم يرددون منذ أيام أن هجمات المناضلين من الشباب الفلسطينيين على المستوطنين وجنود الاحتلال تراجعت، ثم قرأنا عن انفجار في محطة سيارات ركاب كبيرة وتدمير باص وإصابة 20 بجروح. غداً يوم آخر وحادث آخر.
جماعة مراقبة حقوق الإنسان، ومقرها نيويورك، وزعت تقريراً يقول إن الشرطة الإسرائيلية تسيء معاملة المعتقلين من الصغار الفلسطينيين، فهم يتعرضون للضرب والتهديد، ويتركون محتجزين في أماكن غير آمنة. التقرير يقدم شهادات من صغار اعتُقِلوا، وكلامهم يكفي ليصاب القارىء العربي بالمرض.
من نوع ما سبق خبر في جريدة أميركية عن قرار مصلحة السجون الإسرائيلية الإفراج في وقت مبكر عن طفلة فلسطينية عمرها 12 سنة اعتُقِلت بعد أن ضُبِطَت قرب مستوطنة كارمي تزور في 9 شباط (فبراير) الماضي وقد أخفت تحت ثيابها سكيناً. قرأت أن الطفلة هذه ستخرج من السجن في 24 من هذا الشهر. وقد طلبت من الزميلة فاتنة الدجاني، بنت القدس، أن تبحث لي عنها فعندي لها هدية مالية تمثل حدود ما أقدر عليه.
بعض العرب نسي القضية، مع انفجار قضايا في بلدان عربية كثيرة. كلوفيس مقصود وغازي العريضي وأنا لا تزال قضيتنا فلسطين قبل كل قضية أخرى.