افتتح مارتن لوثر كينغ الابن اللقاء مع جمهور فلسطيني في مدينة حيفا داخل أراضي 48 بالقول "قتلوا والدي ولاحقوا عائلتي ولكننا رفضنا الانجرار نحو العنف والانتقام وقررنا مواصلة إرث والدي وقيادة نضال سلمي حققنا من خلاله الكثير".
واختتم مارتن لوثر كينغ زيارته إلى البلاد التي خصص معظمها لزيارة المجتمع الفلسطيني ولقاء قياداته السياسية والمجتمعية وتحدث إلى جمهور كبير في ندوة استضافتها حيفا. وافتتحت الندوة منسقة المرافعة الدولية في مركز "مساواة" سمر حاويلا مقتبسة من أقوال مارتن لوثر كينغ الأب "الظلم في أي مكان يمثل تهديدا للعدل في كل مكان".
وقدمت الفنانة رشا نحاس أغنية حول الاحتلال وانتهاك حقوق الآخرين. وقدم مدير مركز "مساواة" جعفر فرح شرحا عن وضع حقوق الإنسان الفلسطيني منذ النكبة مرورا بالحكم العسكري والتمييز القانوني والاقتصادي الاجتماعي، مشيرا إلى دور الوكالة الصهيونية في تنفيذ الفصل العرقي في السكن. كما دعا كينغ إلى الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في إنهاء مأساة الاحتلال واللجوء.
وأعرب مارتن لوثر كينغ الثالث في كلمته عن انفعاله من الاستقبال وملتزما في إثارة المواضيع التي شاهدها مستقبلا. وتبعه الدكتور جوني ماك الذي أدار مؤسسات مارتن لوثر كينغ ويعمل حاليا في البحث الأكاديمي في مجال الصراعات المحلية والإقليمية، متحدثا عن العنف الداخلي وآليات النضال، داعيا إلى تبادل الخبرات وعدم استنساخ التجارب بسبب خاصية ظروف كل مجتمع. وأكد رئيس لجنة المتابعة العليا داخل أراضي 48 محمد بركة على أهمية بناء التضامن بين الشعوب. ودعا إلى فحص البيت الداخلي لفلسطينيي الداخل في ظل تنامي الجريمة بدون التنازل عن تحدي سياسة الحكومة الإسرائيلية وتحميلها مسؤولياتها في جمع السلاح ومكافحة الجريمة وعلاج جذورها.
واستعاد كينغ سيرة العائلة بقوله "كان عمري عشر سنوات عندما اغتيل والدي ولكنني قررت بدل الغضب والانتقام أن أواصل مسيرة والدي وتطوير إرث النضال السلمي من أجل المساواة والعدالة الاجتماعية بالتعاون مع أصدقائه وزملائه للنضال". وكشف أنه يزور البلاد بدعوة شخصية من صديق والده اليهودي الذي دافع عنه خلال نضاله في الستينيات، وكان من أول المبادرين لإنهاء الفصل العنصري في شبكة مطاعمه. وأشار لقرار المؤسسة التي يديرها وتحمل اسم والده بتقديم جائزة لدعم نشطاء حقوق إنسان يهود تقديرا لعملهم، لافتا أنه سيعمل "على تقديم جوائز لنشطاء فلسطينيين".
وأضاف كينغ "مطلوب مجموعة ملتزمة لتحصيل التغيير السياسي والاجتماعي وقيادة الجماهير. والدي لم يتمكن من إنجاز مهمته بأكملها بسبب اغتياله ونحن نواصل نضالنا ونواجه ردة عنصرية في أعقاب انتخاب أول رئيس أمريكي من أصول أفريقية في الولايات المتحدة".
وبدأت زيارة كينغ إلى المجتمع الفلسطيني في قرية جسر الزرقاء الساحلية قضاء حيفا فاستمع لمعطيات حول التمييز العنصري الإسرائيلي الذي تعاني منه القرية. وفي هذه القرية الساحلية الوحيدة التي نجت من تهجير 1948 زار قرية الصيادين والتقى عددا منهم وزار جدار الفصل العنصري بين القرية وبين المدينة الإسرائيلية المجاورة كيساريا. وأعرب خلال زيارته إلى مدرسة عمر بن الخطاب الابتدائية عن صدمته من معاناة القرية قائلا "يذكرني هذا الوضع في ما رأيته من معاناة المجتمع الأمريكي من أصول أفريقية" لافتا أن "لديه التزاما شخصيا بالكفاح ضد التمييز اينما كان".
وجرى الاتفاق بين رئيس المجلس المحلي مراد عماش ومدير المؤسسة الدولية "مجتمعات بدون حدود" في الولايات المتحدة وماك على اتخاذ عدد من الخطوات العملية لمساندة مطالب القرية على أعلى المستويات مستفيدين من اسم مارتن لوثر كينغ وإرثه.
والتقى مارتن لوثر كينغ في جلسة عمل مع عضوي الكنيست يوسف جبارين من القائمة (المشتركة) وزهير بهلول من (المعسكر الصهيوني) ونائب رئيس بلدية حيفا سهيل أسعد والباحثة ماري توتري. تم خلال الجلسة استعراض الوضع الراهن من قبل المشاركين ومناقشة سبل التعاون المستقبلية بين المجتمع الفلسطيني ومؤسسات الأفارقة السود في الولايات المتحدة وممثليهم. وتم الاتفاق على مواصلة الحوار وصياغة برنامج عمل مشترك مستقبلي. وأعرب عن موافقته المبدئية لزيارة الجامعة الأمريكية في جنين خلال زيارته القادمة قريبا.
وقدم عضو إدارة مركز "مساواة" توفيق حصري ومعه عشرات الشباب والنشيطات ضد العنصرية والاحتلال هدية إلى مارتن لوثر كينغ وهي عبارة عن لوحة لوالده رسمها عضو مركز "مساواة" الفنان زاهد حرش وكتب عليها بالعربي والإنكليزي "الظلم في أي مكان يمثل تهديدا للعدل في كل مكان".حسب تقرير لصحيفة " القدس العربي" اللندنية