تتصاعد في دولة الاحتلال التصريحات حول الممارسات غير الإنسانية فيها وإنها متجهة نحو الفاشية لا بل وصل الأمر بنائب قائد الأركان الصهيوني يائير جولان بمقارنة ما يجري في الكيان اليوم بوضع النازية قبل حوالي ثمانية عقود.
ردود الأفعال العصبية والغاضبة على الأقوال والتصريحات التي تصف دولة الكيان بالفاشية والنازية يمكن فهمها لان المجتمع الصهيوني برمته يقوم أصلا على التطرف وعلى نكران الوجود الفلسطيني من أساسه، كما وتعود على محاباة ونفاق عالمي غير مسبوق، وذلك ان أحدا لا يجرؤ على انتقاد الممارسات الصهيونية لان تهمة اللاسامية جاهزة.
حقيقة الأمر ان دولة العصابات الصهيونية ومنذ تأسست قامت على الممارسات الفاشية ضد الشعب الفلسطيني، وما التصريحات التي تصدر بين الفينة والأخرى من قادتها السياسيين أو العسكريين أو المؤرخين والكتاب، سوى شهادات "مبعثرة" على ان هذا الكيان إنما قام أصلا وما زال من خلال فاشية يقوم العالم على حمايتها ومحاباتها والتغطية عليها.
ان تحذيرات وتصريحات بعض قادة الكيان أمثال جولان ويعالون وباراك وسواهم تعكس الواقع المأزوم التي تعيشه هذه الدولة في ظل تصاعد اليمين واتجاه المجتمع الصهيوني نحو اليمين المتطرف وغياب كامل لليسار، وما صعود غليك إلى البرلمان الصهيوني سوى دليل على تفشي التطرف والعنصرية في هذا الكيان.
الانحدار نحو الفاشية في دولة الاحتلال يمكن ملاحظته بوضوح ليس فقط في كل الممارسات اليومية على حواجز الاحتلال ونقاط التفتيش وخلال عمليات الاقتحام الليلي والإعدامات الميدانية "كما حصل مع عبد الفتاح الشريف في الخليل" التي أصبحت سياسة شبه يومية ضد أطفال ونساء فلسطين، وإنما في كل القوانين التي يتم تبنيها من اجل إيقاع المزيد من الأذى ضد أبناء شعب فلسطين، وكذلك مشاريع القوانين التي يتم الإعداد لها لمزيد من القمع ويمكن هنا فقط للتذكير سوق الاتفاق الذي وقعه ليبرمان ونتانياهو حول عقوبة الإعدام على المقاومين الفلسطينيين، علما بأنه تم إعدام عشرات ان لم يكن مئات المقاومين بدم بارد خلال سنوات الاحتلال الطويلة.
ولا يتوقف التوجه الفاشي في دولة العصابات على ما تقوم به قوات الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة، بل هو يمتد الى أراضي الداخل الفلسطيني 1948 حيث تتجلى الفاشية بشكل صارخ ضد الفلسطينيين هناك، كما يمكن ملاحظتها أيضا في معظم استطلاعات الرأي التي تشير الى توجه المجتمع الصهيوني نحو اليمين والتطرف.
من هنا فإننا نعتقد بان على الطرف الفلسطيني ان يفضح هذه الممارسات وان يكف عن التعامل مع قادة هذه الدولة على أساس انهم طرف في معادلة "سلام" لن يتم، خاصة وان استمرار التواصل واللقاءات مع هؤلاء إنما يوفر غطاء وتلميعا نحن في غنى عنه، خاصة وان الجميع بات يدرك ان لا إمكانية للوصول الى أي نوع من أنواع التسوية مع هذا الكيان، وان أفضل ما يمكن الوصول إليه هو مجرد حكم ذاتي بصلاحيات ربما تكون موسعة نسبيا.
بقلم/ رشيد شاهين