في ذكرى رحيل أبو على شاهين (رحمه الله) أتذكر ذلك المشهد لعائلته والتي قتل الاحتلال منهم حوالي 13 فرداً تم وضعهم في قبر جماعي في مشهد بكت له العيون.. ثم انتقل من تبقى من العائلة ليكونوا جاراً لنا في مخيم الشابورة، وكان أحد الابناء في جيلي وجمعنا مع الجوار صف المدرسة الثانوية حيث اتيح لي معرفة المزيد عن العائلة. رحم الله شهداءهم جميعاً.
لم أكن في قطاع غزة خلال سنوات نضال (أبو على شاهين)، ولكني سمعت عنه الكثير، وحتى بعد الافراج عنه من سجون الاحتلال، لم يطلقوا سراحه بل وضعوه في منطقة الدهينية شرق مدينة رفح مع الكثير من العملاء، ليكون تحت المراقية الدائمة وبهدف تشويه سيرته.
صحيح أن أبا على شاهين كان فتحاوياً بأفكار يساريه، وله إشكالية مع أصحاب التوجه الإسلامي، ولكنه كان مناضلاً يستحق التقدير...
لقد أفرد الكاتب الأمريكي -الإسرائيلي؛ المعادي للصهيونية، ميكو بيليد، فصلاً كاملاً للحديث عن (أبو على شاهين)،في كتابه "ابن الجنرال"، حيث تناول المجزرة التي طالت عائلته عام 1967، وتجربته النضالية وما مر في حياته خلال سنوات اعتقاله، ثم حجزه ووضعه تحت أعين العملاء لمراقبته في منطقة الدهينية، ومنعه عن الكلام لأكثر من سنتين.
نعم؛ قد يتفق الناس وقد يختلفوا حول الرجل وأفكاره اليسارية، لكنه كان مناضلاً قدم عمره مناضلاً في صفوف حركة فتح، وله من الصفحات الكثير مما يذكره رفقاء الدرب..
وقبل الرحيل ودنو الأجل زاره الكثير من قيادات العمل الوطني والإسلامي، وكان الرجل مستسلماً لقضاء الله.. تم نقله إلى مصر لاستكمال العلاج، وعندما أدرك بأن ساعة لا يستأخرون قادمة، واقترب الأجل، طلب بسرعة نقله إلى غزة، ليموت بعد أسبوع بين أهله وإخوانه ممن ناضلوا إلى جانبه.. نسأل الله له المغفرة والرحمة".
بقلم:أحمد يوسف