ثمة متغيرات مفاجئة طرأت على مدى الاهتمام بملف الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وبعد جمود في المفاوضات ، استمرت فيها المغازلات الدبلوماسية بين السلطة واسرائيل وكذلك اصرار امني على التنسيق الامني وبرغم قرارات المجلس المركزي وتوصياته التي لم يؤخذ منها الا جانب الاستثمار للضغط على اسرائيل لوقف اجتياحاتها للمنطقة a والتي اكدت اسرائيل على موقفها الذي يستند على مقدار تجاوب السلطة في ملاحقة نشطاء صرخة القدس والمحرضين لها ، اسرائيل التي لم تتفوه في لغتها السياسية والامنية ومنذ اتفاق اوسلو في 93م على قول مصطلح الانسحاب بل كانت تؤكد على مصطلح اعادة الانتشار والتمركز والتموضع لقواتها واجهزتها الامنية ، هذا للذاكرة ، بل عملت اسرائيل خلال زمنية التفاوض على تكريس الاستيطان وتهويد القدس وامام اطروحات اسرائيلية مختلفة لاعادة الانتشار او الانسحاب من المدم من طرف واحد، او الحاق المدن والقرى والمناطق ذات الكثافة السكانية بالاردن ومن خلال ايجاد سلطات محلية امنية وادارية وضوابط ترتبط بالاردن وهذا ما عارضته الاردن واخيرا الكونفدرالية التي لم يتجاوب معها الاردن ايضا وبدون سيادة حقيقية لدولة فلسطينية ، واستمرارا لتلك الاطروحات عن مستقبل غزة والتوسع وهذا ما نفاه المصريين او ميناء ومطار تحت السيادة الدولية وايضا ما نفاه المتحدث باسم وكالة الغوث للاجئين ، ونريد ان نذكر ايضا بالدور القطري التركي لفك الحصار عن غزة وتزويد غزة بخط غاز ومحطة كهرباء ولو كانت عائمة في البحر .
امام تلك الملاطشات والمناخات ، ربما تحولت اسس الصراع في المنطقة من صراع عربي اسرائيلي الى مفهوم القطرية والاقليمية ليتحول الصراع الى فلسطيني اسرائيلي وليتجاوز الواقع هاذين المصطلحين الى مصطلح الصراع بين محور محاربة الارهاب والارهاب في حد ذاته وليعلن نتنياهو ان كثير من العرب اصدقاءه وعلى القيادة الفلسطينية ان تستوعب ذلك ، ام ليبرمان الذي اصبح وزير الحرب الصهيوني فقد صرح بانه مع المبادرة العربية وفيها من الاشياء الايجابية التي يمكن التعامل معها في حين ابدى بعض العرب تجاوبا لطرح نتنياهو بتعديل بعض البنود واعتقد ان الفقرة بايجاد حل عادل ومتفق عليه وبناء على المرجعيات الدولية للاجئين هي نقطة اعتراض اسرائيل على تلك المبادرة اما المبادرة في حد ذاتها فانها لصالح الجغرافيا السياسية لاسرائيل التي تطالب فيها بوجود نص الاعتراف بالدولة اليهودية والضمانات الامنية سواء مؤسساتية او جغرافية في الضفة وغزة.
وامام حالة الفشل الذريع والاحباط الذي يعتم على الفلسطينيين من فشل قادته في تحقيق امانيهم ولو بالحد الادنى والخوف من انفلات الامر في الضفة وغزة والذي بدأت بوادره في نابلس وربما يكون انفجارا في غزة يفرز مجموعات اكثر تشددا وتطرفا تلاحقت الجهود الدولية والاقليمية لاعطاء بارقة امل للفلسطينيين بمبادرات لعودة المفاوضات وحل ازمات الشعب الفلسطيني انسانيا واقتصاديا بعيدا عن اي معطيات لاصول القضية بالمفهوم الوطني وبمفهوم اساسيات وركائز الصراع .
1- المبادرة السويسرية وهي مبادرة طرحتها وزارة الخارجية السويسرية من اجل المصالحة بين فتح وحماس ولها اجتماع في 30يونيو لبحث الاليات الانسانية لحل مشكلة الموظفين وبحث حل الدولتين
2- المبادرة الفرنسية وهي مبادرة توظف العمل الدبلوماسي والسياسي لنظرية الامن الاسرائيلي وفك العقد والاشكاليات في الجانب الاسرائيلي بمغريات اقتصادية وسياسية وامنية وبنفس المنطق مغريات للجانب الفلسطيني وحوافز اقتصادية ومالية للتنازل اكثر في حين ان قضية القدس واللاجئين ملف مغلق، وان اسرائيل عارضتها ولسبب ان اسرائيل قد حققت وتجاوزت ما هو مطروح بحلمها فيما يسمى يهودا والسامرى، وبالتاكيد ان اسرائيل في ازمة ايديولوجية وبطرحها ماهية الدولة اليهودية وفي سياسة اليمين المتطرف الذي يتجه لدولة واحدة ثنائية القومية .
3- المبادرة العربية وهي مبادرة مطروحة منذ 2002 وهي تنص على التطبيع مقابل الارض والتي طالبت اسرائيل بتعديلها للبحث في استمرارية المفاوضات على اساس حل الدولتين .
التصور الاستراتيجي الجيوسياسي والامني الدولي الهادف في كل المبادرات الى اعطائها ملف امني خاص باسرائيل والمفاوضات الثنائية بعيدا عن القرارات الدولية هو لحفظ الخريطة الامنية في المنطقة التي اهم اعمدتها اسرائيل ومن هنا تاتي المبادرات المتلاحقة التي لن تثمر ولن تنجز شيئا للفلسطينيين وكما قال احد الاصدقاء انها بدون عريس وعروس اي بدون الفلسطينيين واسرائيل ولكن من هو العريس ومن هو العروس ... وفي اعتقادي ان الفلسطينيين ولخطورة ما يطرح ومؤثراته على جوهر الصراع والحقوق كان لابد من انهاء كل نزاعاتهم وخلافاتهم وانهاء المؤثرات الاقليمية والدولية عليهم وبدون وسطاء وخاصة في الخلاف والانقسام الفتحاوي الفتحاوي او الفتحاوي الحمساوي والا سيصبح العض هم شركاء في ضياع الوطن الفلسطيني ومستقبل الفلسطينيين على الارض بل هم شركاء في كل ماسي الشعب الفلسطيني ، فتالمبادرات المطروحة لا تلبي الحد الادني من طموحات الفلسطينيين في وطن فلسطيني تعاد فيه الحقوق لاصحابها
سميح خلف