أطفال القدس...فرحة العيد المفقودة

بقلم: خالد معالي

في أيام عيد الفطر السعيد؛ والتي من المفترض أنها أيام فرح وسعادة؛ وفي الوقت الذي فيه أطفال القدس يذودون عن حمى القدس وينوبون عن أمة المليار ونصف من المسلمين؛ نامت وراحت في غيبوبة؛ فإنهم يدفعون ثمنا باهظا من طفولتهم وبراءتهم؛ وينغص  عليهم الاحتلال فرحتهم بالعيد ويفقدهم إياها؛ لأنهم يقاومون ببراءتهم؛ الوحوش والمجرمين من المستوطنين المعربدين في أحياء القدس، والذين يدنسون باحات المسجد الأقصى المبارك، ويهودون القدس المحتلة.

يفتقد أطفال القدس المحتلة فرحة عيد الفطر السعيد كبقية أطفال العالم الإسلامي؛ حيث يعيشون واقعا صعبا جدا؛ فمنهم من يقضي العيد في زنازين الاحتلال، ومنهم من هو في الحبس المنزلي، ومنهم المئات في سجون الاحتلال، أو كوابيس الضرب والاعتقال تلاحقهم؛ خلال أيام عيد الفطر السعيد.

لا احد ينسى الطفل المقدسي محمد أبو خضير؛ والذي أحرق حيا من قبل المستوطنين الحاقدين الذين استجلبوا من مختلف أصقاع الأرض ليستوطنوا أرضا هي خالصة للفلسطينيين والعرب والمسلمين؛ ويزعموا أنها ارض أجدادهم وأرض الميعاد زورا وبهتانا.

كل يوم يجري في القدس المحتلة اعتقالات يومية؛ وهي ممارسة روتينية لقوات الاحتلال، وهي جزء أساسي وممنهجه؛ بحق أطفال وشباب القدس؛ بهدف نزع الروح النضالية للجيل الصاعد من الأطفال المقدسيين؛ ومنعهم لاحقا  من حماية المسجد الأقصى المبارك.

توثق مؤسسات حقوق الإنسان؛ شهادات مؤلمة عن حالات التعذيب التي جرت وتجري وستجري لاحقا أيضا؛ لأطفال القدس المحتلة؛ حيث يتفنن المحققون في تعذيب الأطفال والتنكيل بهم وانتزاع اعترافات منهم تحت الضغط والتهديد والابتزاز واستخدام وسائل تعذيب هي للكبار البالغين.

عمليات استجواب الأطفال القاصرين المهتمين برشق الحجارة ومقاومة المستوطنين في القدس، تتصف بقسوة بالغة جدا؛ فغرف التحقيق اقتطعت من جهنم ووضعت في القدس بحسب روايات الأطفال؛ ففيها يعرى الطفل ويعلق على السقف، ويجلد، ويهان، ويغمى عليه، وتطفأ السجائر في جسده، ويهدد بكل ما هو عنيف وسيئ؛ حيث يهزأ المحققون في المسكوبية بنصوص اتفاقية حقوق الطفل الدولية، وبكل ما تعارفت عليه البشرية جمعاء من حرمة المس بكرامة الأطفال أو تعذيبهم؛ لعلمهم المسبق أنهم لن يحاسبوا ولن يلاحقوا على جرائمهم الشنعاء.

سئم ومل؛ أهالي القدس المحتلة وذوو الأطفال الأسرى المقدسيين؛ من كثرة الخطابات الداعمة لهم على وسائل الإعلام؛ وقلة الدعم الفعلي على أرض الواقع؛ ويريدون خطوة واحدة عملية؛ فهي برأيهم أفضل من ألف خطاب؛ ولسان حالهم يقول للعرب والمسلمين:" نسمع جعجعة ولا نرى طحنا".

ليس أطفال القدس فقط من يقضون فرحة العيد بعيدا عن ذويهم؛ فهم يقضون العيد في غرف التحقيق وغرف السجون المظلمة؛ وأيضا أطفال الضفة الغربية الأسرى؛ والذين يبلغ عددهم بالمئات من بين أكثر 7000 أسير؛ من بينهم طفلات أسيرات قاصرات.

يا أطفال القدس؛ إنما النصر صبر ساعة "والله معكم ولن يتركم أعمالكم"؛ وانتم علمتم العالم كيف تكون الرجولة والبطولة رغم طفولتكم، وستبقوا مرفوعي الرؤوس، وغدا سترفعون رايات التحرير فوق قبة المسجد الأقصى وعلى بواباته؛ وعلى مآذن ومساجد القدس، وفوق قبة الصخرة المشرفة،    "ويسألونك متى هو؛ قل عسى أن يكون قريبا"

د. خالد معالي
السهل للصحافة والاعلام
فلسطين - الضفة الغربية