الارهاب ...وأبعاد استمرار الصراع !!

بقلم: وفيق زنداح

سيبقي سؤال تاريخ بدء الصراع ....وابعاده ...قائما مستمرا ومتصاعدا ....طالما استمر مشهد الارهاب على الساحة العربية والدولية ....من خلال قوي ظلامية انحرفت بفكرها ومنهج فعلها ....وأساليبها لقتل الابرياء من الاطفال والنساء ....دون رحمة او شفقة ...ودون أدني انسانية يمكن أن تكون.... لدي أي انسان عاقل ومتوازن يحترم حقوق الاخرين في العيش بأمن وسلام .
حادثة مدينة نيس الفرنسية .....والتي سقط خلال هذا الحادث الارهابي العشرات من الابرياء التي سالت دمائهم بفعل عمل جبان ومدان ...وبفعل شياطين الانس.... وما تولد بداخل العقول المنحرفة من منهج القتل والتدمير ....وايقاع الأذى بمخلوقات الله دون رحمة أو شفقة ...ودون أدني التزام بالتعاليم السماوية .....والقوانين الوضعية والتي تحترم أدمية البشر ...وحقهم بالحياة .
الارهاب الذي يواجه فرنسا ....هو ارهاب منظم يستهدف المواقف الفرنسية الساعية لتحقيق تسوية سياسية ....اضافة لأهداف أخري لها علاقة بهذه الدولة وسياساتها منذ عقود طويلة.... وما لحق من أذي ببعض الشعوب التي كان من نصيبها احتلال فرنسا لبلادها ....كما كان من نصيبهم ان تكون وجهتهم وهجرتهم الي ذات البلد الذي استعمرهم واحتلهم لعقود طويلة ....وهذا ليس مبررا بالمطلق لمقابلة الاستضافة ...بإسالة دماء اصحاب البلاد ...فهذا ليس من شيمة العرب والمسلمين ...كما أنه ليس من صفات الانسان العاقل والمتوازن أيا كان دينه وجنسيته.
مشهد الارهاب على الساحة العربية والدولية ....مشهد دموي تكفيري لا زال يتصاعد بأدواته من خلال القتلة المأجورين ...والمرتبطين بمصالح استخباراتية وبتمويلات مالية ....تستهدف ارباك المنطقة ...وحتي ارباك الدول الساعية الي انصاف مواقفها السياسية ....والتي تأخذ منحي الاعتدال في الصراع الدائر داخل منطقتنا .
نحن الفلسطينيون ومنذ النكبة التي المت بنا .....وما وقع علينا من عدوان والذي اسفر عن قتلنا وتهجيرنا عن وطننا ومنازلنا ....ولا زال مشهد القتل والعدوان ....يستمر بمنظومة اجرامية أخذت شرعية وقبول من قبل قوي وعلى رأسها الولايات المتحدة التي لا تعرف سياستها الخارجية.... ادانة الاحتلال ....وتجريم جرائمه ...وانتهاكه لحقوقنا ......برغم ما أبدينا من مواقف ...وما حدث على سياستنا من تطورات أكدت عمق ايماننا بالسلام الحقيقي ....سلام الشجعان ....الذي أعلنه الرئيس الشهيد ياسر عرفات ...والذي يستكمل خطواته الرئيس محمود عباس ....ومع كافة الجهود والمبادرات والقرارات الصادرة عن القمم العربية والاسلامية .....وحتي عن الأمم المتحدة ومجلس الامن الدولي لا زالت اسرائيل تمثل ارهاب الدولة المنظم ....كما تمارس قوة الاحتلال الاخير في هذا التاريخ المعاصر ....ومع كل ما تمارسه دولة الكيان من قتل وتدمير ....حصار واستيطان لا زلنا نسعي بكل ما أوتينا من قوة التحرك ....والعلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة ....حتي نحدث متغيرا يمكن البناء عليه ....في هذا الموقف الاسرائيلي المتعنت ....والذي لا زال على عنجهيته ....وممارساته العنصرية والارهابية ضد شعبنا الذي يتطلع الي السلام العادل والشامل .
وهذا ما يجعلنا نعيش الدهشة والاستغراب..... والي درجة الاستهجان والاستنكار..... لكل موقف يمكن ان يصدر من هنا أو هناك ليعطي مبررا لهذا الاحتلال والعدوان الاسرائيلي .....وتحميلنا لمسئولية ما ألت اليه المفاوضات ...وعملية التسوية السياسية ....وكأن هؤلاء المتحدثين قد اصابهم العمي وفقدان البصيرة ...وذهبت ذاكرتهم الي حيث يريدون ويخططون ...وليس الي حيث الحقائق والتاريخ .....والذي يؤكد أن هذا الاحتلال الارهابي المنظم يمارس عدوانه وارهابه واستيطانه .....منذ عقود طويلة ولا زال على غطرسته ......معتمدا على الانحياز الامريكي ....كما اعتماده على بعض المواقف الخجولة ...وما يحكم بعض المواقف من مصالح استراتيجية يحاولون تبريرها وتمريرها لإسعاف مواقفهم ...وتحسين صورتهم .
ما يحدث على المشهد الدولي من ارهاب .....لا يخرج عن ما يحدث من مشهد ارهابي اسرائيلي داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة ....وما يواجه سلطتنا وشعبنا وقيادتنا الشرعية من محاولات ارهابية اسرائيلية ....لكسر ارادة الصمود .....وانهاك مقومات القوة التي لا زلنا نحافظ عليها ....ونعمل على تطويرها وصيانتها من كافة محاولات المساس بها .
استمرار أبعاد الصراع ....يولد المزيد من العنف .....كما يهيئ المنطقة والعالم للمزيد من الارهاب المرفوض من قبلنا ....لأننا نرفضه منذ بداية نكبتنا ...وما ألم بنا من ويلات وكوارث .....وما جري لشعبنا....وما مورس علينا من أفعال مشينة ومدانة ....ولا انسانية وسيبقي التاريخ شاهد عليها بكل مجازرها ونكباتها وويلاتها .....وهذا ما يجعلنا الاوائل في ادانة الارهاب .....لأننا أول من اكتوينا بناره ....والذي كلفنا الكثير من الخسائر والاعباء .....ولا زال يوقع لدينا خسائر فادحة بتفاصيل حياتنا ...واستقرارنا وأمننا .....كما يوقع بداخلنا خسائر فادحة لكافة أجيالنا ...بحاضرهم ومستقبلهم ....كما تكبدنا الخسائر الكبيرة في عقود مضت ....بفعل هذا الاحتلال والعدوان والارهاب الاسرائيلي .
العالم اليوم وهو يشهد عمليات ارهابية في العديد من العواصم والمدن ....وليس أخرها ما وقع في مدينة نيس الفرنسية ....وما يجري من ارهاب داخل العواصم والمدن العربية ....انما يدلل على أن هذا الارهاب لا دين له ولا وطن .....بل انه ظاهرة تولدت ووجدت المناخ الملائم لنموها ....وانتشارها كالنار بالهشيم ....بفعل أفعال دول لا زالت تمارس سياساتها التي تحاول من خلالها فرض ارادتها .....وشروط علاقاتها مع دول أخري .....وهذا ما يجعل من واجب المجتمع الدولي ان يقف موحدا .....وأن يسقط أجنداته ومصالحه الخاصة لأجل مواجهة الارهاب ....الذي عصف بالكثير من العواصم والمدن والمناطق تحت شعارات كاذبة .
الخطر في أبعاد استمرار الصراع .....في ظل تعنت المواقف الاسرائيلية وما يمارس على الارض من ممارسات عنصرية ارهابية .....يشكل قاعدة ومناخ ....لكي يأخذ الصراع أبعاد أخري أكثر خطورة داخل فلسطين .....كما خارجها .
ان السلام في فلسطين .....السلام في ارض السلام ...سينعكس بالإيجاب والقبول بكافة ارجاء الدنيا ....وهذا ما تم استخلاصه ...وما يجب العمل عليه ...والا فان ابعاد الصراع ستشكل خطورة أكبر ....لا يستطيع أحد تقدير حسابها .
الكاتب : وفيق زنداح