تركيا اليوم بين الانقلاب والقمع .. انها نظرية المؤامرة الاخونجية .. انها صناعة صناعة الموت علي الطريقة الداعشية ..
ان لتلك الاحداث التاريخية التي يسجلها التاريخ لجماعة تنتمي للفكر المتاسلم ان تعيد بالازهان نمط التفكير القمعي الممنهج من اجل خدمة الاهداف الحزبية الخاصة ضاربين بعرض الحائط الي فكر ديمقراطي وحدوي وانهم بالاساس من ينتمون الي جماعات الاخوان المسلمين لا يعترفون بالديمقراطية وان مارسوها تكون فقط من اجل الوصول الي الكرسي والسيطرة علي الحكم تماما كما حاول ان يفعل اخوان مصر واخوان غزة واخوان تركيا واخوان السودان واخوان سوريا واخوان الاردن واخوان الكويت .. انها نظرية المؤامرة الاخونجية الي ينتمون اليها وهي قائمة اساسا علي نفي الاخر واثبات الذات ومن بعدي الطوفان ..
في ضوء ما حدث في تركيا اننا نتسائل هنا هل من الطبيعي ان يتم قمع طباط الجيش التركي واهانتهم من قبل الدكتاتور الاكبر وممارسة كل هذا القمع والتعذيب الوحشي ضد ما اسموهم قادة الانقلاب في تركيا ...
هل من الطبعي ان نشهد مسلسل تركي لاحداث باتت غير واقعية لمشهد اكثر الما يمارس باسم الديمقراطية الذائفة من اجل استهداف ارادة الشعوب ..
هل وصل بنا الامر ان ندافع عن علاقات اسرائيل بتركيا وان نحمي هذه العلاقة الفاضحة بين اوردوغان ونتيناهو .. انه التحالف الاسرائيلي التركي المشبوه والمشوه والذي يخدم التمر علي الشعوب ..
أن ما حدث من مسلسل تركي مدروس يعكس حالة من الانقسام والغليان في الداخل التركي، ستؤثر لاحقا على وضع البلاد وسياساتها الداخلية والخارجية ..
أن عدم تعلم أردوغان وجماعته من درس الانقلاب وتدخله بالشؤون العربية وخاصة الفلسطينية منها يعكس حاله العناد والغباء التي يعانيها، وهو ما قد يؤدي إلى تطور غير محمود في تركيا كاللجوء إلى المواجهة المباشرة بين الجيش والمواطنين بشكل يجعل البلاد على شفا الحرب الأهلية ..
اننا نشهد حالة من الغليان في الشارع التركي وان العملة التركية ستتراجع قليلا وكذلك الاستثمارات الخارجية والسياحة، وهو ما سيمثل ضربة غير مسبوقة في المجال الذي يتفاخر به أردوغان ونظامه الاشد فسادا في الارض ..
اليوم نقف علي اعتاب مرحلة جديدة وهي لعبة صناعة الموت علي الطريقة الداعشية ..
اننا نتسائل هنا كيف لجيش وطني ان يحارب ويكون جيش حامي للوطن وهو يمارس كل هذا التنكيل بجنوده وهم يرتدون الزي العسكري وضربهم بالاحذية واهانتهم بهذه الطريقة المزلة ... كيف يمكن ان يتاعمل الضباط مع الجنود وكيف يمكن ان تكون العلاقة قائمة علي حب الوطن وحمايته ..
هذا هو حكم الخليفة الاوحد ودكتاتورية الديمقراطيات الزائفة لجماعة الاخوان المتاسلمين تجار الدم .. تجار الدين .. وتجار الشعوب ..
اننا اليوم نقف امام احداث مزهلة سيكون لها نتائج ملموسة قريبا ويعلم هؤلاء حقيقة مواقفهم وتامرهم علي الشعوب ...
اخوان غزة يخرجون بمسيرات احتفالا بانتصار اخوان تركيا وافشال الانقلاب !
تركيا ... بداية النهاية ...
عرش اوردوغان ينهار ويتهاوي .. هي البداية لنهاية استمرت عصور وما تلك الصورة التي شاهدناها ستكون شاهدا علي هذا الدكتاتور الذي قمع شعبه بكل اشكال القمع ودمر البلاد وافسد الارض ..
انها بداية الانهيار لمنظومة الفساد في بلاد كانت تاريخا وستبقي خيارا له بعده القومي والاقليمي وتاثيراته علي مجمل الاوضاع السياسية في المنطقة ...
تلك هي حقيقة اوردوغان الذي لا يريد الاعتراف بتلك الاخطاء محاولا قلب الحقائق وعدم الاعتراف بالواقع ..
يبقي لهذه الخطوة المهمة في تاريخ تركيا والتي سيكون لها نتائج ملموسة في التغير وبدء مرحلة جديدة في السياسة التركية رغم السيطرة علي ما وصفوه بالانقلاب العسكري كما يزعم اوردوغان عبر مكالمة السكايبي محاولا وصف ما حدث بالانقلاب الفاشل وسيطرته علي زمام الامور في البلاد ..
هل ستشهد تركيا نهاية حكم الاخوان وتدخل مرحلة حاسمة في تاريخها ...
مما لا شك فيه ان المرحلة القادمة ستكون حاسمه في تاريخ تركيا المعاصر ...
كان بالاول مشكلة حماس في دعمها الي اخوان مصر اليوم دخلنا صراع جديد في دعم اخوان تركيا وتصدير الدم الفلسطيني من قطاع غزة الي شواطىء تركيا بشكل مباشر ...
انها العقلية التي تمارس القمع المنظم للشعوب لا يوجد اي اختلاف بين رابعة في مصر ورابعة غزة وخليفتهم الشيخ اوردوغان ...
الطيور علي اشكالها تقع ...
فلسطينيا كان لظهور صورة ابو العبد هنية الحاكم العسكري لقطاع غزة والتي تسيطر عليه حركة حماس الاخوانجية والتي يظهر فيها جالسا علي الكرسي ةخلفة بعض الاطفال يحملون اعلام تركيا في اشاره الي دعمه لاخوان تركيا حيث تعيدنا هذه الصورة الي صورته المشهورة والتي كان يوزع فيها الحلويات علي ابناء غزة ابان فوز الرئيس المخلوع محمد مرسي ونفس المشهد يتكرر مع الرئيس اوردغان ولكن هذه المرة بحضور اطفال فلسطين واجبارهم علي حمل الاعلام التركية في غزة وتصويرهم بانهم مؤيدين للرئيس التركي الذي يتمرد عليه شعبه ...
انها عقلية المؤامرة .. نفس الشخوص وبنفس الاساليب وبنفس الطرق يتم السيطرة علي مقاليد الحكم فهم ينتمون الي فرق الموت الجاهزة نحن ومن بعدنا الطوفان ...
انها نظرية المؤامرة الاخونجية لما حصل في تركيا من محاولة إنقلابية أدت الى مقتل 160 شخصا بين مدني وعسكري، استفاد منها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ليشدد قبضته على الجيش وعلى السلطة في البلاد، مستخدما الانقلاب للتخلص من خصومه ومعارضيه، مشبهين ما يحصل في تركيا بما حصل في ألمانيا عشية سيطرة هتلر على السلطة في ألمانيا، وذلك باستغلاله لعملية ريشتاغ الانقلابية في العام 1933 للقضاء على المعارضة في ألمانيا النازية ...
صورة السيد اسماعيل هنية حاكم غزة سيدفع قطاع غزة ثمنها كما دفع سابقا صورة هنية مع توزيع الحلويات في رابعة ودعمه الي مرسي المخلوع ...
هنا لا بد من التاكيد علي حقيقة المؤامرة كما نفذت حماس مؤامرتها في غزة واحكمت قبضتها علي قطاع غزة .. وكما حاول اخوان مصر ان يمارسوا لعبتهم القزرة بفارق الامكانيات والاوضاع يسعي اخوان تركيا الي فرض انفسهم بالقوة المسلحة من خلال نظرية المؤامرة في اختلاق محاولة الانقلاب والتي قد تكون مزيفة ومن تخطيط أردوغان نفسه والذي وصفها حين عودته في مطار اسطنبول بالهبة من الله، متهما الاسلامي فتح الله غولن المنفي الى الولايات المتحدة، بقائد الإنقلاب، وقد وعد أردوغان مناصريه الذين احتشدوا لاستقباله في مطار اسطنبول، بتطهير الجيش من الخونة الذين سيدفعون الثمن غاليا لخيانتهم، وقد بدأ إجراءاته بإقالة مئات الضباط الكبار من مناصبهم وإزاحة 2،745 قاضيا من مراكزهم، ورأى بعض المحللين ان ربما يدعو أردوغان الى انتخابات برلمانية مبكرة لتعزيز أكثرية حزب العدالة والتنمية في البرلمان والتي فشل في تحقيقها في الانتخابات الأخيرة، فيعدل الدستور وبذلك يكون حقق أردوغان حلمه بتحويل النظام التركي من برلماني الى رئاسي، ليتفرد بحكم تركيا وحده من دون شراكة ...
تماما كما فعلت حماس وسيطرت علي قطاع غزة واحلت المؤسسات الفلسطينية مخلفة مئات من القتلي وتشريد المئات من العائلات وتدمير كل شيء من اجل احكام سيطرتهم علي قطاع غزة ..
انها نظرية المؤامرة الاخوانجية .. انها المدرسة التركية في قمع الشعوب والتدمير الممنهج للقيم والحياة ...
بقلم/ سري القدوة