انطلقت، اليوم الإثنين، في العاصمة الموريتانية نواكشوط، الدورة العادية الـ27 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، تحت شعار "قمة الأمل".
وترأس جلسة افتتاح القمة، رئيس الجمهورية الموريتانية محمد ولد عبد العزيز، بحضور قادة الدول العربية وممثليهم ورئيس الاتحاد الافريقي والأمين العام لجامعة الدول العربية، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي، وممثل الأمين العام للأمم المتحدة وعدد من ممثلي الهيئات الدولية والشخصيات المدعوة.
وتسلمت موريتانيا خلال الجلسة الافتتاحية الرئاسة الدورية من جمهورية مصر العربية رئيسة الدورة الـ26.
وأكد الرئيس الموريتاني، في كلمته بعد تسلمه رئاسة، أن الأمة العربية تواجه تحديات كبيرة، سيما القضية الفلسطينية التي هي قضية العرب الأولى، مشيرًا إلى أن المنطقة ستبقى في حالة عدم استقرار ما لم تحل القضية الفلسطينية.
وقال إن الأزمات التي تعصف بالدول العربية بحاجة لحلول شاملة، مؤكدًا أن الإرهاب يعد أحد التحديات التي تواجه الأمة العربية ويشكل تحديًا عالميًا ويتطلب استئصاله استراتيجية جماعية .
وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمته، التي القاها بالنيابة عنه رئيس الوزراء المصري شريف اسماعيل، أن قوة الدول العربية في وحدتها.
وقال إن الظرف الدقيق الذي تمر به المنطقة العربية يتطلب التكاتف لتحقيق تماسك مجتمعاتنا ووحدة شعوبنا وتحقيق التقدم المرجو والسعي لبلورة رؤية واضحة.
وأضاف: يتعين علينا مواجهة التدخلات الخارجية في الشأن العربي ومجابهة التحديات الاقليمية والدولية الراهنة، بالتوازي مع تطوير الخطاب الديني.
وتمنى لمؤتمر القمة النجاح وتحقيق الاستقرار والتقدم للامة العربية.
من جانبه، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن القضية الفلسطينية تأتي في أولوية العمل العربي.
وشدد على أن المواقف الاسرائيلية المتعنتة تتطلب مناهج عمل سياسية فاعلة لاستعادة التوازن في المعادلة الدولية ، داعيا إلى ضرورة الاستفادة من الزخم الدولي في خدمة القضية الفلسطينية.
وقال الرئيس السوداني عمر حسن البشير، في كلمته، إن قضية فلسطين هي قضية العرب المركزية، التي تستحق كل اهتمام، مؤكدا أن دعم فلسطين نابع من المسؤولية الوطنية والاخلاقية والدينية.
وشدد الرئيس السوداني على دعم كافة خيارات الرئيس محمود عباس، وأكد دعم مبادرة السلام الفرنسية لعقد مؤتمر دولي للسلام.
وأشار إلى أنه أتفق مع الرئيس عباس خلال زيارته الاخيرة الى السودان على بدء مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين من خلال توقيع اتفاقيات سياسية واقتصادية لدعم صمود الشعب الفلسطيني.
وشدد الرئيس اليمني عبد ربه منصور، ان القضية الفلسطينية ستظل القضية المحورية للعرب، ونتطلع أن تؤكد قمتنا على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة الدولية الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشريف، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
من جانبه، أكد رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج، أن القضية الفلسطيني ستبقى قضية العرب الأولى، وأن حلها لا يمكن إلا بتحقيق السلام الدائم والشامل، الذي يقوم على أساس إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة الدولية الفلسطينية المستقلة.
وأكد رئيس الوزراء اللبناني سلام تمام أن "لبنان كان ولا يزال يتطلع الى أسرته العربية التي شكلت على الدوام مظلته الحامية وحاضنته وسنده. وشدد على حرصنه الدائم على المصلحة العربية العليا، وتضامننا مع أشقائنا العرب في كل قضاياهم المحقة
وقال: "نتطلع الى غد ينحسر فيه كل هذا الهول، وتلملم أمة العرب شتاتها. ويعود السلام الى أرض السلام فلسطين، وإلى سوريا الحبيبة، والى العراق واليمن وليبيا، وكل أرض عربية تسيل فيها دمعة أم، ويرتعد فيها خوفا قلب طفل صغير".
وتناقش القمة العربية، خلال يومين، 16 بندا، تتضمن القضية الفلسطينية، والصراع العربي – الإسرائيلي، وتفعيل مبادرة السلام العربية، ومتابعة تطورات (القدس، الاستيطان، الجدار، الانتفاضة، اللاجئون، الأونروا، التنمية)، ودعم موازنة دولة فلسطين، وصمود الشعب الفلسطيني، والجولان العربي السوري المحتل، والتضامن مع لبنان ودعمه.
ويشمل جدول أعمال القمة، تقرير رئاسة القمة عن نشاط هيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات الصادرة عن قمة شرم الشيخ 2015م، إلى جانب تقرير الأمين العام عن العمل العربي المشترك.
وستناقش القمة أيضا تطورات الأزمة السورية والأوضاع في ليبيا واليمن، ودعم الصومال والسلام والتنمية في السودان، بالإضافة إلى العلاقات مع إيران، وتطوير جامعة الدول العربية، وصيانة الأمن القومي العربي، ومكافحة الإرهاب، وتحديد موعد ومكان عقد الدورة العادية الثامنة والعشرين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة.
وسيبحث القادة العرب، مشاريع القرارات المرفوعة من المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري، والتي تشمل سبعة بنود أساسية، تتضمن تقرير الأمين العام، وورقة عمل حول دمج القمة العربية التنموية الاقتصادية مع القمة العربية العادية، وتطورات الاتحاد الجمركي العربي، وخطة التنمية المستدامة 2030م، وآلية تنفيذ مبادرة الرئيس السوداني الخاصة بالاستثمار الزراعي العربي في السودان لتحقيق الأمن الغذائي العربي