القدس بكل ما فيها من عظمة وقدسية دينية تاريخية انسانية باعتبارها نموذجا فلسطينيا حضاريا راقيا اردنا ان نصدره للعالم باسره باننا الحريصون دوما علي التقاء الاديان وممارسة الشعائر الدينية وحريتها امام الجميع علي ارضية التعايش والسلام والمحبة ....هذه القدس العربية الفلسطينية التي نحرص عليها ....تتعرض ومنذ سنوات طويلة لمخططات التدمير والالحاق والتبعية والضم وممارسة الاجراءات التعسفية التي تزيد من جراحها وآلامها ...وما يعصف بها من مؤامرات خبيثة ومخططات ارهابية عنصرية صهيونية تستهدف مقدساتنا واهلنا اصحاب الارض والمقيمين علي ارضها وبجانب اسوارها وابوابها وما يمارس ضدهم من مضايقات واجراءات ومحاولات مستمرة ومتصاعدة للنيل من صمودهم ووجودهم.. تاريخهم ...وواقعهم ومستقبلهم من خلال احتلال مجرم لا زال علي اغتصابه ونهبه وتعسفه وتزويره للتاريخ وما يجري من محاولات تدمير مقدساتنا من خلال حفرياتهم واحزمتهم الاستيطانية التي تضيق علي السكان والمواطنين حرية الحركة وقدرتهم علي الوصول الي اماكن عبادتهم واداء صلواتهم .
القدس واذ تستصرخ الضمائر وتعلوا بصوتها من ارض السلام الي كافة المحبين والمؤمنين بالعدالة والمحبة والانسانية وحرية الاديان للوقوف معها والتماسك من اجلها حفاظا علي قدسيتها وطهارتها ونقائها وعدم العبث بتراثها وتاريخها ومقدساتها .
هذا الاحتلال الاسرائيلي المتناقض مع كافة المبادئ والقرارات الاممية والتي لازال يضرب بعرض الحائط كافة المطالبات الدولية السياسية والدينية والقانونية والثقافية المطالبة باحترام حقوقنا الوطنية والالتزام بالمبادئ والتعاليم والقوانين الدولية التي لا تجيز الاستيلاء علي ارض الغير بالقوة والتي لا توفر الحد الأدنى من الحقوق من خلال قرار ضم منفرد لازال محل اعتراض دولي ورفض اممي سياسي وديني .
الكيان الاسرائيلي الذي اراد منذ احتلال القدس بالعام 67 وما جري بعدها من قرار ضمها ان يستبق التاريخ وان يفرض الوقائع وان يعجل بتغير المعالم وان يحدث المتغيرات الجغرافية والديمغرافية لمحاولة خلق وقائع جديدة يمكن ان تؤكد لهم حقا لكنه الوهم والخداع لأنفسهم ولكل من يستمع اليهم ومن يشاهدهم والذي يؤكد علي عروبة القدس وفلسطينيتها .
القدس العاصمة الابدية لدولة فلسطين وهي مدخل السلام والتسوية اذا كان هناك من يريدون السلام والتسوية كما انها ستكون مدخل المواجه الحتمية اذا ما حاولت دولة الكيان ان تسلب حقنا في عاصمتنا وقدسنا ومقدساتنا وان تمس رمزية فلسطين وتعايش اهلها .
الكيان العنصري الاسرائيلي يعمل علي تزوير التاريخ كما حاولوا ان يثبتوا تاريخا زائفا في فلسطين يحاولون ان يحققوا ذات التزييف في القدس من خلال إجراءاتهم ومحاولاتهم المستمرة للنيل من صمود اهلها وخلق اجواء الخناق عليهم ومحاولة تهجيرهم وتدمير منازلهم وزعزعة مقومات صمودهم من خلال محاولات التهويد وبناء الوحدات الاستيطانية واحزمتها الخانقة للمدينة المقدسة.
القدس المحاصرة وما يجري ضدها من مخططات الاحتواء والضم والتدمير وما يمارس بحقها من اجراءات تعسفية بمحاولة فرض الضرائب علي اهلها وقطع سبل الحياة عنهم وتضييق الخناق عليهم لإرباك مقومات صمودهم والمساس بمعنوياتهم وكأنهم قد اصبحوا بعزلة عن باقي وطنهم وخارج اطار قيادتهم وشرعيتهم هذه المحاولات الاسرائيلية الاحتلالية لم تنجح عبر العقود الماضية ولم تفلح علي ارض الواقع لوعي اهلنا المقدسيين وما ابدوه من صمود وقدرة للتمسك بارضهم وعاصمة وطنهم ومقدساتهم الدينية الاسلامية والمسيحية والتي يؤكدون من خلالها انه مهما طال الاحتلال ومهما كانت إجراءاته التعسفية فان الوطن واحد وموحد والشعب واحد ومترابط ولم تستطيع اسرائيل بكل إجراءاتها وقوتها المادية من سلخ القدس العربية عن محيطها الفلسطيني العروبي والاسلامي .
القدس نموذج فلسطيني نحرص عليه لكل ما اوتينا من قوة وامكانيات ونعمل علي تعزيز جماليات المشهد المقدسي الفلسطيني بكل ما في القدس من مقدسات وحرص اكيد علي عروبتها وفلسطينيتها ....والرفض القاطع لقرار ضمها واحتوائها وتهويدها وتغيير معالمها الجغرافية والديمغرافية والمصنعة بفعل مؤامرة صهيونية
القدس بكل مالها من قيمة وعظمة وقدسية تستصرخ الضمائر الإنسانية...القانونية....الاعلامية ...الثقافية ...الاقتصادية...السياسية....تستصرخ كافة المنابر للمطالبة بإنهاء الاحتلال عنها ووقف كافة الحفريات التي تمس مقدساتها وانهاء كافة الطرق والسبل لتزييف تاريخها وتغيير معالمها .
العالم باسره مطالب بان يقف امام هذه الهجمة الصهيونية التي تستهدف قدس الاقداس وتحاول من خلال مخططاتها ان تهدد كل ما هو فلسطيني وعربي واسلامي .
القدس واذ تستصرخ الضمائر العالمية للوقوف الي جانبها فإنها تستصرخ ضمائرنا اولا ...وما يجب علينا عمله .
بقلم/ وفيق زنداح