تمثل معركة الإضراب عن الطعام التي يخوضها الاسير البطل بلال كايد والأسرى في سجون الاحتلال وفي مقدمتهم القائد المناضل احمد سعدات أحد أكبر ملاحم البطولة في مواجهة الجلاد الصهيوني، فبأمعائهم الخاوية، وبلحمهم الحي يخوضون مواجهة حقيقية يعرفون من الممارسة والتاريخ أنها حصدت أرواح العديد من الأبطال شهداء على طريق الكرامة والحرية.
ان معركة الأمعاء الخاوية، الذي يقودها القائد احمد سعدات وبلال كايد ورفاقهم واخوانهم الاسرى تؤكد ان الاسرى البواسل يصنعون من القيد أسطورة للنضال ، حيث تعلمنا الحركة الاسيرة المناضلة في سجون الإحتلال الصهيوني معنى الحرية و الصمود والمقاومة، تعلمنا كيف نقاوم وكيف نحرر الأرض ، ولهذا نقول ان ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة .
وفي ظل هذه الظروف التي تستدعي من الكل الوطني الفلسطيني دعم حركة كل الأسرى والأسيرات القابعين خلف القضبان في زنازين الإحتلال وهم يخوضون معارك الإضراب عن الطعام بشكل متكرر احتجاجا على أوضاعهم السيئة داخل سجون الاحتلال وضد الاعتقال الاداري، فهم نجوم ساطعه في افق الوطن وقناديل تضئ عتمة فلسطين بامعاءها وبدمائها مسطرين بالجوع والصبر والاصرار صيرورة هذا الصمود الاسطوري وهذه الانسانيه العالية الجوده التي تقاتل بامعائها الخاويه بحاجة التي استنهاض طاقات وسائل الاعلام والجماهير والأقلام الوطنية الصادقة ، المخلصة حتى نحفظ فلسطين ونحفظ تضحيات شهدائها ونحفظ تاريخ الحركة الاسيرة المناضلة ومسيرتها الكفاحية ، وكثيرين هم الذين تحركوا وتضامنوا وأعلنوا مساندتهم للأسرى المضربين عن الطعام والتضامن مع المناضل بلال كايد والقائد احمد سعدات ، والكثير ردد اسماءهم حباً وافتخاراً ، وحناجر أحرار وثوار العالم باختلاف دياناتهم وأطيافهم السياسية ومعتقداتهم الفكرية هتفت لهم وأشادوا ببطولاتهم وجرأتهم غير المسبوقة في تحدي الاحتلال ومقاومته .
الحركة الاسيرة حفرت اسمها على صفحات تاريخها المضيء ، وحجزت لها مساحة مرموقة على صفحات مجدها وعزها ، بجانب قوافل قادة عظام سبقوه في النضال والاعتقال والشهادة.
ومن موقعنا، نحيي القائد المناضل احمد سعدات ورفاقه وكل الاسرى والاسيرات الذين لهم قيمة كبيرة ومكانة وطنية مرموقة ، حيث شكَّلوا تجربة ثورية متكاملة ، عكست في سلوكهم مقولة الشهيد غسان كنفاني " الإنسان قضية " أينما حل وفي أصعب الظروف وأحلكها ، أنصح كل من أحب فلسطين ، ويعشق المقاومة ويناضل ضد الظلم والإحتلال ، أن يقرأ عن الثائر أحمد سعدات ، كما قراء قادة الحركة الاسيرة وفي مقدمتهم الشهداء ابو العباس وعمر القاسم ويتعمق بتمعن في سيرة حياتهم ، ويقلب صفحاتها ومراحلها المختلفة ، وحينها سيجد أن التاريخ الفلسطيني سينصف القائد احمد سعدات.
وامام كل ذلك اقول يكفينا فخر بانتفاضة الشابات والشباب الفلسطيني وهم يرسمون خارطة الوطن بالدم والاعتقال ويواجهون الاحتلال ، ويتضامنون مع اسرى الحرية ، فهذا فخراً بأن فلسطين باقية على خارطة الامم مهما حاولوا من بطش وارهاب القوى الغاشمة الصهيونية ،
فهي من أنجبت المناضلين لتثأر لها من مغتصبيها ،ورغم ما نراه من تطبيع مع كيان احلالي احتلالي عنصري ، فالشعب الفلسطيني بمواجهة سياسة التطبيع، ويرى ان الاحزاب العربية وشعوبها تقف مع فلسطين واسراها في مواجهة الصلف الصهيوني .
ان قضية الاسرى وحقوقهم ، قضية سياسية وقانونية يكفلها القانون الدولي والانساني قبل كل شيء ، الامر الذي يتطلب الاتعاظ من التجارب السابقة التي اجحفت بحقوق اسرى الشعب الفلسطيني الذين ما زالو يدفعون الاثمان المضاعفة بسبب خداع الاحتلال وصلفه وعنجهيته ، وضربه عرض الحائط باتفاقية جنيف الرابعة ، وشرعة حقوق الانسان التي تعتبر اسرى النضال ضد الاحتلال ، اسرى حرية يكفل القانون الدولي حقوقهم السياسية والقانونية والانسانية.
اليوم يقف ليرفع صوته بنبرة عالية تضامنا مع الحركة الاسيرة ، مع قادتها ومناضليها مع بلال كايد واحمد سعدات ومروان البرغوثي وفؤاد الشوبكي وبسام الخندقجي وسامر العيساوى ووائل سمارة ، فعلى العرب الذين لا يضعون فلسطين ضمن اجندتهم ان يأخذوا من تجربة وصمود الاسيرات والاسرى الأبطال ، وعلى الفصائل الفلسطينية ان تضع قضية الاسيرات والأسرى الفلسطينيين على سلم اجندتها، باعتبارها قضية وطنية كبرى تحتاج لرؤية مشتركة وتمتد مع امتداد وجود شعبنا في أرضه المحتلة وعلى كل مساحة الشتات الفلسطيني في المنافي،من خلال تقديم مصلحة استعادة الوحدة الوطنية على ما سواها،فبدونها لن يبقى اي معنى أو مصداقية أو فرصة لمجابهة وافشال جرائم الاحتلال وحصاره ومخططاته .
ختاما : لا بد من القول ، ان الوفاء للحركة الاسيرة بنسائها ورجالها واطفالها ، بشيوخها وشبابها وقادتها ولدماء الشهداء وعذابات شعبنا يتطلب الشروع الفوري في وضع حد لحالة الانقسام التي باتت تهدد المشروع الوطني ووحدة شعبنا ونضاله ومؤسساته وتقدم أعظم خدمة للاحتلال ومخططاته الرامية لتصفية القضية الوطنية ، فعلينا التمسك بالثوابت والاهداف الوطنية بما فيها قضية الارض والعودة والدولة والقدس وحرية الاسرى.
بقلم/ عباس الجمعة