الانتخابات....ما قبلها ...وما بعدها!!!!

بقلم: وفيق زنداح

الرئيس محمود عباس حسم امس امر الانتخابات وعقدها بتاريخها المقرر بالثامن من اكتوبر القادم ....كما واكد حرصا عاليا علي الديمقراطية والمشاركة المجتمعية وحق الناس في تحديد خياراتهم ....علي قاعدة ان القيادة الفلسطينية جادة وملتزمة بعقد الانتخابات المحلية وتجديد الشرعيات والدماء حتي تتوفر الظروف للنهوض والتقدم وتحقيق طموحات المواطنين برؤية مجالس بلدية قادرة علي تلبية احتياجاتهم وتقديم الخدمات المطلوبة بصورة منتظمة وجيدة بعد سنوات طويلة من التعطيل والاخفاق وتجاهل مطالب الناس واحتياجاتهم .

كما حسمت الفصائل الفلسطينية مشاركتها بالانتخابات المحلية والتمسك بموعد عقدها وعدم القبول بتأجيلها باستثناء حركة الجهاد الاسلامي التي اثرت عدم المشاركة لأسباب تري فيها ما يبرر قرارها الذي اتخذته .

وآيا كانت المواقف المعلنة فان الشكوك وعدم اليقين لا زال يشكل هاجسا لدي المراقبين والمحللين والذين يرون في موقف الفصائل ما يوحي بالقبول النظري بمحاولة تشكيل القوائم من الكفاءات المهنية والشخصيات المستقلة دون محاولة اظهار اسم الفصيل المسمى باسمه مما يزيد من الهواجس والمخاوف بمدي مصداقية التوجهات صوب انتخابات محلية قادرة علي افراز مجالس بلدية تمتلك من عوامل القوة الادارية والمهنية ما يمكنها من تنفيذ مشاريعها المخططة وتوفير ما يلزم من اموال لمعالجة كافة الازمات والمعوقات التي لا زالت تشكل عنوان المرحلة وتحدياتها المستعصية وازماتها الخانقة في ظل احتياجات كبيرة وضعف ملحوظ في تلبية مطالب الناس واحتياجاتهم .

الانتخابات المحلية لها ما قبلها من ضرورة وعي حقيقة الازمات والمشاكل المستعصية التي تواجهها البلديات والمجالس القروية في سياق عملها وخدماتها المقدمة وفي واقع انخفاض ايراداتها لعدم تسديد المواطنين ما يستحق عليهم نتيجة عدم مقدرتهم علي تسديد ما عليهم من مستحقات مالية تراكمت عبر سنوات طويلة وما يواجه البلديات من ازمات لها علاقة بتجميع ونقل ومعالجة النفايات والتخلص من المشاكل المرتبطة بالمياه وجودتها وصلاحيتها ي وما نواجه من مشاكل بالمياه الجوفية والمياه العادمة كل ذلك في اطار البنية التحتية وشيكاتها الهالكة في اطار ازمة مالية وحصار جائر وعدم المقدرة علي توفير كافة الاموال اللازمة وتغطية كافة النفقات التشغيلية والتي تفوق امكانيات البلديات .

هناك مشاكل عديدة تواجه البلديات لكنها ليست مشاكل مستحيلة الحل لكن الحلول ممكنة بحالة توفر الاموال المطلوبة والمستلزمات والمواد اللازمة في اطار الادارة الفنية والقادرة علي التعامل مع كافة الازمات من خلال حلول خلاقة وابداعية تشكل صلب ادارة الازمات في اطار متطلباتها والياتها وامكانياتها .

فالبرامج الانتخابية للقوائم المرشحة يجب ان تتضمن تشخيصا حقيقيا لما هو موجود داخل تلك البلديات وبالأرقام والاحصائيات وما يخطط لتنفيذه في ظل رؤية شاملة لحجم الايرادات المتوقعة والتمويل الممكن توفره خلال المدة القادمة كما يجب ان لا نستثني الاوضاع المحيطة والتي يتم من خلالها الاستنتاج الحقيقي لما يمكن ان يتحقق .

الناس يجب ان تعرف حقيقة ما الت اليه اوضاع البلديات وان لا نبيعها المزيد من الشعارات وان لا يتم وعدها بوعود نظرية غير قابلة للتحقق فالبرامج الانتخابية والقوائم المرشحة يجب ان تكون صادقة في نقل حقيقة الصورة وما تتمني ان تحققه في ظل معطيات محسوبة وارقام واضحة .

يجب ان لا تترك اوضاع البلديات ما قبل اجراء الانتخابات وكأنها بداخل صندوق اسود لا يعلم عنه الا من كان قائما علي تلك البلديات لان معرفة كافة الظروف وحيثياتها وتفاصيلها الخاصة بكل بلدية يحدد ما يجب عمله واتخاذه من خطوات .

الناس وبناء الآمال لهم علي عقد هذه الانتخابات باعتبارها مقدمة لمعالجة الكثير من الازمات يحتاج الي المزيد من الدقة والصراحة والشفافية العالية حتي لا نقع في اخطاء التقدير والحساب .

الشكوك والمخاوف لا زالت قائمة ...لكنها لا يجب ان تبقي سيفا مسلطا علي رقابنا وهاجسا وكابوسا نواجه به احلامنا وتمنياتنا برؤية مدننا وقرانا وهي اكثر نظافة وفي اطار خدمات مقدمة تتسم بالجودة العالية في اطار مرافق قادرة علي تلبية الخدمات وتوفير المستلزمات التي يحتاجها المواطن.

الكاتب/ وفيق زنداح