اذا ما تمت الامور بمواقيتها المحددة ....وبحسب ما تم التخطيط له واعتماده من تواريخ منظمة للعملية الانتخابية المحلية ....فان المفاجأة المتوقعة ستكون ما بعد اجراء الانتخابات والاعلان عن نتائجها ....التي ستحدد من جديد معالم الخارطة السياسية والاجتماعية داخل الساحة الفلسطينية .
معالم الخارطة السياسية الداخلية ما قبل اجراء الانتخابات ومرحلة الاستعداد يكتنفها الغموض والالتباس وعدم الوضوح من خلال ما يحاول البعض اطلاقه من رسائل حول وجوده الأقوى وحول اندثار من حوله بمحاولة خلق الاوهام المصنعة التي لا تعبر عن حملة انتخابية لكنها تعبر عن تمنيات مخيفة وعبثية.
محاولة البعض فرض ارادته بما يمثله من قوة لفرض ارادته السياسية لتغيير معالم الارادة الانتخابية ....والتأكيد علي ان المسار الانتخابي يحتاج الي قوة قانونية وديمقراطية غالبة تعطي كل ذي حق حقه في اتمام حملته الانتخابية والتحرك بحرية وبشفافية لا تشوبها شائبة .
النتائج المتوقعة لنتائج الانتخابات المحلية يصعب تحديدها بدقة ....لكنه بحسب توجهات الراي العام واراء الناس وشبكات التواصل الاجتماعي والتجربة وسنواتها والاحداث ونتائجها تشكل بحدها الأدنى رؤية متواضعة لما يمكن ان تسير عليه تلك الانتخابات والتي تؤكد ان هناك قوة سوف تعود الي سابق عهدها ومركز ثقلها وقوة قرارها واتزان وموضوعية فعلها ومتابعتها ....وان قوة اخري سيتناقص عدد المؤيدين لها وستحتفظ بمكانة أقل قدرة وقوة وتأثير .....وان هناك قوي اخري ستزداد بأزمتها وستضعف بوجودها وسيكون حالها باسوأ مما كانت عليه .
وحتي اكون واضحا فان الشعب الفلسطيني سيكون الفائز الاكبر والوحيد بهذه الانتخابات اذا ما تمت واذا ما كانت المشاركة باعلي نسبها ...لأنه سيعيد الاعتبار لنفسه ولمكانته كما سيعزز الثقة بذاته وقدراته وتحكمه بقرار وجوده ومستقبله كما امتلاكه لقرار من يريده ان يحكم ويقود .
الشعب الفلسطيني بشرعيته الدستورية التي منحت له بحسب القانون وبكامل حقوقه الممنوحة وغير القابلة للتنازع له القول الفصل من خلال صناديق الاقتراع والادلاء بأصواته بكل حرية ....ليعود من جديد وبعد سنوات لممارسة هذا الحق ويحدد معالم الخارطة السياسية للقوي الداخلية بحسب قراره وتجربته الممتدة منذ سنوات وما استطاع فرزه من نتائج واستخلاصات عبر ودروس.
السياسيين في بلادنا لا يقرأون ....ولا يتابعون ما يكتب وعندما نتحدث لا يعيرون اهمية لما يكتب لانهم يعتبرون انفسهم الاقدر علي معرفة خبايا الامور وانهم يمتلكون صحيح القرار ونتائجه وهذا بعكس الحقيقة والواقع والتجربة.
لقد قلنا بمقالات سابقة وغيرنا الكثيرين من الكتاب والمحللين بانه سياتي اليوم الذي سوف تعودون به لشعبكم وعليكم الاستعداد ليوم الامتحان العظيم يوم تحتاجون فيه الي كل صوت ولن ينفع كل ما يمكن عمله من اقوال وتصريحات تحسب عليكم ....ولن تحسب لكم .
لم تتخذ القوي بمعظمها خطوات جادة وفاعلة علي طريق المكاشفة والمصارحة والالتحام بالجماهير مما خلق حالة فراغ ستنعكس بالسلب علي الكثير من النتائج النهائية لتلك الانتخابات وستحدد معالم الخارطة السياسية الداخلية .
شعبنا لازال علي معاناته عذاباته صبره وجلده ....علي حرمانه وحصاره علي جوعه وبطالته علي مرضه وحصاره ...لا زال الكثيرين امام حالة الموت والمرض وحتي الانتحار.... ولم تمتد لهم يد المساعدة للبقاء علي قيد الحياة والعيش بكرامة انسانية في ظل اسر عديدة لا زالت بالعراء وبداخل الكرا فانات .
لم نحسن معاملة شعبنا بأغلبيتنا ....وحاول البعض استخدام شعبنا حيث يريد .... وبالطريقة التي يريدها ....لكننا لم نشاركه همومه ولم نسعفه ولم نمد يد العون له لتقديم ما يحتاج ...ويتطلب من ادني متطلبات الحياة .
اليوم تأتي الانتخابات والجميع يحتاج الي شعبنا للإدلاء بصوته وتحديد مصيره ومعالم الخارطة السياسية الداخلية... حتي وان كانت انتخابات محلية خدماتية لكنها ستعطي مؤشرا ودليلا حول طبيعة الخارطة الداخلية ومكونات قوتها السياسية.
شعبنا الفلسطيني الذي اعتاد علي صبره وتضحياته ...كما اعتاد علي سلبيات قياداته وقواه السياسية لا يمكن الا ان يكون وفيا وشجاعا بقرار ذهابه الي صناديق الاقتراع وبنسب عالية ستفوق كافة التصورات ليحدد من سيختار من القوائم الانتخابية ....كما سيحدد الطريق بعد تجربة مريرة لسنوات طويلة دفع فيها اثمان غالية .
الدروس المستفادة تؤكد ان شعبنا باستخلاصاته والدروس المستفادة ....قادر علي الفرز والفصل حتي تكون التجربة الجديدة .....ذات نتائج افضل ....يمكن ان تغير من ظروفه القهرية وحرمانه وحتي ينعم علي الأقل بخدمات لائقة .
بقلم/ وفيق زنداح