رحّبت ألبانيا ومقدونيا وكوسوفو بحرارة بإعلان البابا فرنسيس الاعتراف بالأم تيريزا كقديسة اليوم الأحد، فيما ادّعت دول البلقان الثلاثة الصلة بالراهبة الشهيرة.
وولدت الأم تريزا عام 1910 في أوشكوب، التي هي اليوم العاصمة المقدونية سكوبي. وكانت عائلتها ألبانية، برغم كونهم من الكاثوليك، إذ إن معظم الألبان مسلمون.
بخلاف ألبانيا ذاتها، يشكّل الألبان أغلبية ساحقة في كوسوفو وربع سكان مقدونيا.
وقال رئيس كوسوفو هاشم تقي، ذو الأصل الألباني، خلال الاحتفالات في روما: "شعبنا منح للعالم أمّاً محبة للجميع″.
وقال الأسقف الكاثوليكي لكوسوفو دودا جيرجي إن 4 أيلول/سبتمبر هو يوم مهم بالنسبة للعالم كله "لأن الأم تيريزا أصبحت رمزاً للوحدة والمصالحة والمحبة".
كان الإقليم السابق مسرحاً للحرب الوحشية في 1999، التي قاتل خلالها غالبية الألبان، صربيا، من أجل الاستقلال. تركت الحرب آثاراً وندوباً عميقة في جميع أنحاء المنطقة، ودعا جيرجي إلى السلام.
وقال إن تقديس الأم تيريزا مهم "خاصة بالنسبة لنا نحن الألبان، ولكن أيضاً لجميع الكنائس والشعوب في منطقة البلقان، بل هو يوم عظيم، لأنه من خلال الأم تيريزا يمكننا التلاقي مع بعضنا البعض، والتوافق".
وكتب وزير خارجية ألبانيا، ديتمير بوشاتي، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "بلد صغير- قديسون كبار".
وأحيت البلاد ذكرى قضاء القديسة شبابها في ألبانيا عبر تسمية ساحة الأم تيريزا في وسط العاصمة تيرانا، وتسمية المطار هناك على اسمها.
في سكوبي لم يعد بيت الأم تيريزا الأصلي موجوداً، لكن في موقعه هناك نصب تذكاري جديد- متحف بُني على طراز المنزل وتمثال من البرونز.
وفى مقدونيا، وفى خضم أزمة سياسية طويلة الأمد بسبب تناحر الزعماء السياسيين الرئيسيين، يلتمس رئيس الوزراء المؤقت إميل ديميتريف قيم الأم تيريزا كمؤشر على طريق الخروج من الأزمة.
وأضاف ديميتريف، بحسب وكالة الأنباء الرسمية "إم آي ايه" "في الأزمة السياسية الدائمة بمقدونيا، هذه فرصة جيدة لتذكر أفعال الأم تيريزا وإمكانية تبني قيمها".
وتابع "من شأنها أن تساعد تماماً لتجاوز هذه الأزمة، لأنها ساعدت (الناس) بغض النظر عن عقيدتهم أو لون بشرتهم أو عرقهم".