" الله كفيل بخلقة !!! رجاءً لا تتكلموا بإسمه "

بقلم: فراس الطيراوي

 

ان ديننا الأسلامي الحنيف يدعو الى التقدم والنهضة والبناء وليس التخلف والعودة الى الوراء وهو دين العقل والفكر والعمل والمنطق والاجتهاد وليس التطرّف والجهل والغباء  .
إستوقفني منشور على موقع الفيس بوك لبرفسور في غزة هاشم، يقول فيه  : "حماية لعقيدة شبابنا من الفكر والضلال .. لماذا لا يسن المجلس التشريعي في غزة قانون الزندقة، يشارك في اعداده أساتذة في العقيدة، يحدد من هو الزنديق، ويبين فيه عقوبته، وفق الشرع ويطبق القانون" ؟؟؟
نقول لهذا المدعو ( برفسور) ان الجهل والجهالة دركات ... وان العلم والمعرفة درجات ... وان بعض المحسوبين على العلم والمعرفة والثقافة يسقطون احيانا في تلكم الدركات - دون وعي- ويستمرون في تسويق بضائع رخيصة من الثقافة ونتاج زهيد من الفكر الكاسد، وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا باسم الإبداع تارة وباسم الدين والتجديد الفكري تارة اخرى للاسف الشديد.
حقاً الى اين نحن ذاهبون ؟
المطلوب اليوم وليس غداً أولا : عدم السماح للغباء والسطحية واصحاب الفكر الداعشي في الوصول إلينا تدريجياً! ووضع النقاط على الحروف بدون ضبابية ! وإطلاق الأقلام النورانية للكتابة والتصحيح الإيجابي وإنقاذ ما يمكن انقاذه قبل فوات الآوان.
ثانيا : رفض نشر ايديولوجية التجهيل المتعمد وغير المتعمد، التكميم والتكفير، او حتى استغلال مصطلح حرية التعبير بنشر اي نوع من التطرّف والعنصرية او اي ايديولوجية تلغي ملكة العقل.
ثالثا :إطلاق  ثورة إعلامية كبيرة تهتم بالتثقيف والتوعية وسرد التاريخ بشكل صحيح مع تسليط الضوء على الحاضر بدون تجميل ومناقشة افضل الحلول لحماية العقل من الانقراض ،رابعا:  اجراء حوارات وبرامج تحترم العقل وفقط العقل، يكفي استفزاز العقول فعلا -كفى- وإعطاء المجال للشباب والشابات بالتنفيس عن همومهم والبحث عن إبداعاتهم ودعمها، وإعطائهم الإحساس الحقيقي وليس الوهم بأنهم جزء من قرارات الوطن ، فالوطن بشبابه وشابّاته .
ختاما : ما يجمعنا ويوٌحدنا هو الوطن ! فقط الوطن. الله كفيل بخلقه!! رجاءً، لا تتكلموا باسمه! واجتهاداتكم الشخصية الفائضة الذكاء لا تنهض بأمة، احتفظوا بها لانفسكم!المؤامرة التي تتحدثون عنها منذ الازل هي ببساطة: ضعفكم وعدم الاعتراف بالواقع وانشغالكم بالقشور.
كونوا قوة علم وذكاء يُحسَب لها حساب يا شعبي!
لا ذكاء ينقصكم ولا إرادة !!!
لا تسمحوا للجهل ان يكون لسانكم !
العقل الحر لا يخاف، العقل الواعي لا يسمح بالتجهيل .. والعقل الإنساني لا يرضى بالظلم. العقل له اخلاق أيضاً! كفى استفزازاً بالعقول ! واحذروا ثورة العقل ! وانت يا عقل : لك اخلاق وشرف، رونق وأناقة! وادري كم انت مُحبَط... لا تضعف...واحذر كل انواع المخدرات!
وقف بصلابة في وجه الجلّاد والأحمق!
والله والوطن من وراء القصد.

بقلم : فراس الطيراوي عضو الأمانة العامة للشبكة العربية للثقافة والإعلام والرأي / شيكاغو.
[email protected]