أمام صمت العاجزين الذين يتاجرون بالوطن وبأسماء الشهداء والجرحى والأسرى القابعين في غياهب السجون,أتساءل أين انتم أيها المتخاذلين في مواقفكم من قضية أسرانا الأفذاذ الذين يدفعون ضريبة الوطن من سنوات أعمارهم وأنتم تنعمون وتناموا على فراش الحرير وحياة أسرانا البواسل الثلاثة المضربين عن الطعام المفتوح في خطر والمتواصل لليوم السبعين على التوالي وهم يحاربون السجان بأمعائهم الخاوية في احتجاج سلمي غير عنيف على اعتقالهم دون تهمة في سجون الاحتلال,فان صورهم المؤلمة والتي بثت عبر شاشات التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي وهم على سرير الاعتقال في مستشفى ولفسون في إسرائيل تدمي القلب وتدمع لها العين,فقد دخلت حياتهم في مرحلة غاية التعقيد والخطورة ووضعهم الصحي صعب للغاية نتيجة الإهمال المتعمد والمماطلة والمعاملة غير الإنسانية,من قبل إدارة مصلحة السجون,فهل من ضمائر حية تتحرك لإنقاذ حياتهم قبل فوات الأوان وقبل أن يعودوا محملين في توابيت على أكتاف المشيعين إلى ذويهم.....
فالأسير محمد البلبول من بلدة صوريف قضاء الخليل وسكان بيت لحم فهو أعزب ومن مواليد 9/9/1990م اعتقل بتاريخ9/6/2016م وأعلن عن خوض إضرابه المفتوح عن الطعام بتاريخ4/7/2016م ويعمل طبيب أسنان,وأصبح يعاني حاليا من العمي المؤقت وحالته الصحية في تراجع وتزداد سوء وخاصة بعد المحاولات التعسفية في إجباره على تناول الطعام بشكل قصري ويعتبر هذا شكلا من أشكال التعذيب,
أما الأسير محمود البلبول شقيق الأسير محمد فهو أعزب ومن مواليد/ 8 / 2 / 1994 يعمل موظفا في التوجيه السياسي والمعنوي وقد اعتقل بنفس تاريخ شقيقه محمد 9 / 6 / 2016م وأعلن إضرابه عن الطعام/1 / 7 / 2016 احتجاجا على سياسة الاعتقال الإداري التعسفي ويواجه خطر الإصابة بالشلل نتيجة تدهور صحته,
أما الأسير مالك القاضي من مدينة بيت لحم جنوب الضفة المحتلة,فهو أعزب ومن مواليد 04/06/1996م اعتقل بتاريخ 25/06/2016م وأعلن إضرابه عن الطعام بتاريخ 167/2016م ويعاني من الآلام حادة في الرأس الصدر والبطن وأصبح مهددا بإصابة أحد أجهزة الجسم بالتلف...
وجميعهم قد أنهك الإضراب المتواصل أجسادهم وفقدوا أكثر من 30 كغم من أوزانهم ويعانوا من ضعف في النظر والسمع والنطق وعدم القدرة على الحركة نتيجة الإهمال والمماطلة في الاستجابة إلى مطالبهم العادلة والمشروعة بإلغاء اعتقالهم الإداري التعسفي دون تهمة ويرفضوا أخذ المدعمات الطبية,فما النصر أو الشهادة...
فأن قرار محكمة العدل العليا الإسرائيلية والذي صدر مساء الأربعاء بالقدس بتجميد الاعتقال الإداري بحق الإخوة محمود ومحمد البلبول يعتبر قرار ظالم بمثابة التفاف قانوني غير مبرر ويشكل خطورة على المعتقلين الإداريين ويعتبر قرار التجميد شكلي لا يلغي ولا ينهي قضية الاعتقال الإداري,وقد يتم اعتقالهم بعد انتهاء فترة العلاج كما حاولوا مع الإخوة المعتقلين السابقين علوان والقيق فترة إضرابهم عن الطعام...
نناشد أبناء شعبنا الفلسطيني بالمشاركة بالفعاليات التضامنية من اجل دعم وإسناد قضية الأسرى في السجون,وتعزيز صمود أسرانا المضربين وبث روح المعنويات لديهم في مواجهه سلطات الاحتلال,ونطالب الجهات الشعبية والرسمية وعلى رأسها الأخ الرئيس أبو مازن بالتحرك العاجل لإنقاذ حياة أسرانا البواسل من الموت بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي للتراجع عن جرائمه بحق كافة الأسرى في سجون الاحتلال ....
الحرية لأسرانا البواسل
بقلم/ سامي فودة