الإشاعة : يؤلفها الحاقد .. و ينشرها الأحمق .. و يصدقها الغبي .. فتوخوا الحذر من حرب الاشاعه التي يتعرض لها مجتمعنا الفلسطيني من بعض أصحاب المصالح والأجندات الخاصة التي تستغل مواقع التواصل الاجتماعي لضرب وحدة المجتمع الفلسطيني والمساس بالآخرين وفق أهداف وغايات مبرمجه
تعتبر الإشاعات من أهم أساليب ووسائل الحروب النفسية والاجتماعية لأنها تستعمل بفاعلية في وقت الحرب وكذلك وقت السلم وتتميز بشدة تأثيرها علي عواطف الجماهير وقدرتها الكبيرة علي الانتشار وفاعليتها العظيمة التي تبدأ منذ وصولها إلي المكان الموجه إليه، وقد أظهرت دراسات عديدة علي تفوقها عن الحروب العسكرية ومدي خطورتها علي تفكك المجتمعات وبث الفتنة بين أفراد المجتمع.
ويعتبر خلق وصناعة ترويج الشائعات علي وجه الخصوص من الظواهر المنتشرة بشكل غريب والتي ساهمت فيها الصحافة الصفراء والمواقع الإخبارية بالإضافة إلي مواقع التواصل الاجتماعي، هذه الشائعات تلاحق كبير وصغير لا تستثني أحد علي الإطلاق، بل طالت قديما وحديثا العديد من مشاهير السياسة ومازال إلي وقتنا الحاضر وأصبحت تطال أفراد المجتمع .
وفي ظل هذا التطور من التكنولوجيا وعالم الاتصالات، أصبح الأعلام له دور هام في تكوين الوعي الاجتماعي لدي الفرد وتشكيل اتجاهاتهم وميولهم ورغباتهم والسلوك تجاه الآخرين، وانفتاح كل بيت علي الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي جعل من الخطاب الإعلامي وسيلة يمكن توظيفها حسب مستوي الفرد والجماعة،
تحاصرنا في كل مكان نذهب إليه بل يكاد يكون في جميع الأوقات. عرف العلماء “الإشاعة” أنها خبر أو مجموعة من الإخبار الزائفة التي تنتشر في المجتمع بشكل سريع وتداولها بين العامة ظنا منهم علي صحتها، ودائماً ما تكون هذه الأخبار شيقة و مثيرة، و تفتقر هذه الإشاعة عادةً إلى المصدر الموثوق الذي يحمل أدلة على صحتها، وتهدف هذه الإخبار إلي التأثير علي الروح المعنوية والبلبلة وزرع بذور الشك، وقد تكون هذه الإشاعة “عسكريا أو سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا.
خطورتها
وأتفق العلماء والمختصون في هذا المجال علي ان لإشاعة تعد من أحد أساليب الحرب النفسية فقد ورد في جميع كتب الحرب النفسية أن الإشاعة أسلوب من أساليبها، أو وسيلة من وسائلها مثلها مثل الدعاية وغسل الدماغ وافتعال الفتن والأزمات وغير ذلك من الأساليب الكثيرة.
أنواع الشائعات
للتعرف على أنواع هذه الإشاعات والتي تنتشر بأشكال وأنواع عديدة حسب حالة وضع المستهدف، وكذلك من حيث مصادرها ومعيار الزمن لسرعة انتشار الشائعات على النحو التالي.
إشاعة الخوف : وهي تستهدف أثارة القلق والخوف والرعب في نفوس أفراد المجتمع وتعتمد هذه الشائعة في نشرها على خاصية موجودة لدى الناس جميعا وهي أن الناس قلقون وخائفون وفي حالة الخوف والقلق يكون الإنسان مستعد لتوهم أمور كثيرة ليس لها أساس من الصحة وتنتشر هذه الشائعات بين الناس أكثر شيء في الحروب وإثناء الأزمات الاقتصادية والسياسيه
إشاعة الحقد والكراهية: وهي اخطر أنواع الشائعات لأنها تسعى للعمل على غرس الفتن بين الناس، ويصدر هذا النوع من الشائعات للتعبير عن مشاعر الكراهية والبغضاء ودوافع العدوان التي تتواجد في نفوس كثير من الناس.
إشاعة الأمل: وهي نوع من الشائعات تعبر عن الأماني والأحلام مروجيها والتي يتمنون ان تكون حقيقة واقعه وهي تنشر في حالات الأزمات والكوارث والحروب بشكل كبير. وتنتشر هذه الشائعات بسرعة لأنها تشعر الناس بشيء من الرضا والسرور ولأنها تشبع فيهم بعض -وهناك أشاعه تمثل رغبات اجتماعيه بغرض المداعبة والتسلية الجماعية على سبيل الفكاهة لشغل الفراغ على حساب الآخرين.
من حيث معيــــار الزمن
أشاعه اندفاعية: وهي التي تنتشر مثل انتشار اللهب في الهشيم ولذلك تجتاح المجتمع في وقت قصير وتستند إلى انفعالات قويه من الغضب أو الفرح. “مثل إشاعات الأسهم.
أشاعه حابيه: وهي تنمو ببطء ويتسع انتشارها في جو من السرية ومنها على سبيل المثال الشائعات العدائية أو التي تكون حول الشخصيات المهمة أو الرسمية.
أشاعه غاطسه: حيث أنها تنتشر فترة ثم تختفي أو تنسى ثم تعود للظهور مره أخرى حينما تسمح الظروف. “مثل إشاعة أن الدابة ظهرت
هذا التعريف المبسط لحرب الاشاعه تتطلب منا جميعا الحذر من مغبة الوقوع في خطرها وشباكها وتتطلب ضرورة معالجتها ووضع حدود لها لحماية المجتمع من خطورتها خاصة واننا اصبحنا امام عالم مفتوح وهذا العالم اصبح له انعكاسات خطره تستهدف الشعوب حيث ان اقصر الطرق لمحاربة مجتمع باكمله نشر الاشاعة في صفوفه.
بقلم/ علي ابوحبله