قراءتنا للتاريخ الحديث .....وخاصة الحركات السياسية والثورية ....تجعلنا أكثر ثقة وايمان بأن حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح مفجرة الثورة المعاصرة ...وقائدة مسيرة الكفاح الوطني ....قد أثبتت بالملموس بتاريخنا الوطني ومنذ النكبة التي المت بنا وما قبلها وحتي يومنا هذا ....ما يؤكد باليقين القاطع أننا لم نشهد..... ولم نتعرف.... ولم نقرأ عن حركة سياسية فلسطينية واجهت هذا الكم من التحديات ....وتحملت هذا الكم من المسئوليات الوطنية والتاريخية كما حركة فتح .....برغم كل ما تعرضت له عبر تاريخها الطويل وحتي يومنا هذا من حملات وتشويهات....لكنها جميعا وقد سقطت من خلال مطلقيها ومن قاموا عليها..... منذ الانشقاق الذي سقط أمام استقلالية القرار الوطني المستقل وأصبح المنشقين جماعة هامشية لا علاقة لها بحركة فتح من قريب أو بعيد..... لأنها جماعة اختارت الطريق الخطأ واستندت الي مرجعيات وأنظمة لم تسعفها ....ولم تستطع أن تحقق لها الاستمرار والثبات ....حتي تلاشت ...وكان الندم يصاحبها بنهاية المطاف .
حركة فتح وعبر مسيرة نضالها الطويل تحملت مسئولية اطلاق الشرارة الأولي للثورة الفلسطينية ....كما تحملت مسئولية اعتماد خيار الكفاح المسلح في ظل أجواء اقليمية ودولية لا تسمح بظهور قوة فلسطينية يمكن أن تستخدم السلاح لحل الصراع .
كانت فتح أمام حالة من التحدي بخطواتها الاولي منذ الفكرة وحتي الانطلاقة التي انتهجت فيها خيار الكفاح المسلح وفق مبادئ تنظيمية معلنة ...ووفق ثوابت وطنية محددة ....وها هي اليوم بحالة تحدي من خلال استمرارها برفع راية الخيار السياسي ...والنضال الشعبي ....والحراك الدائم والمستمر مع كافة القوي الدولية والاقليمية ومع مجموعة عدم الانحياز ومع دول القارة الافريقية ....وكافة الدول والمنظمات الاقليمية والدولية .
العالم بأسره بكافة أقطاره ودوله وحتي جزره بحالة تواصل دائم مع القيادة الفلسطينية وعلى راسها الرئيس محمود عباس .....وهذا ما يؤكد سلامة التوجهات السياسية واستنادها للشرعية الدولية ولمجمل القرارات الأممية .
حركة دائمة ....وحضور مستمر ....ومسئوليات متجددة أمام فتح وعبر عقود وحتي يومنا هذا .....وهي لا زالت تمتلك من القدرات الكامنة والمتجددة ما يؤهلها ويقوي من مكانتها ويعزز من دورها وقيادتها ما يجعل الجميع أمام موقف الاعتراف بها .
الايام القادمة تؤشر لقرارات حاسمة..... وتأكيدات تنظيمية..... أن فتح قادرة على تجاوز المحن والمصاعب والتحديات ....مهما راهن المراهنون ....ومهما قدر ما لا يمتلكون قدرة الحساب..... ومعرفة مكامن القوة التي تنهض في لحظات المصاعب .
فتح بملايينها الشعبية ..... ولمن لا يعرفون مدي قدرتها على مواجهة المحن والمصاعب ....عليهم بقراءة تاريخها ....ومسيرة نضالها ....ورموز كفاحها الوطني.... وقوافل شهدائها ....وقادتها الأحياء بفعلهم ونضالهم وصلابة مواقفهم .....والتي تجسد باجتماعات المركزية وكافة الاطر الفتحاوية على طريق عقد المؤتمر السابع والمجلس الثوري وما يمكن أن يخرج من قرارات تنظيمية ....وترتيب البيت الفتحاوي كما القرارات الوطنية الوحدوية لإنهاء ملف الانقسام ...وتعزيز وحدة الشعب والارض والنظام السياسي واسقاط كافة المراهنات والمؤامرات التي تحاك خيوطها من أجل اضعاف المارد الفتحاوي الذي يقوي بما يخطط ضده ...وبما يتعرض له بحكم خبراته الطويلة.... ومسئولياته العظيمة ....ودوره الوطني المركزي في مسيرة نضال شعبنا .
حركة فتح باجتماع مركزيتها برئاسة الرئيس عباس ومجلسها الثوري ...ومؤتمرها السابع وما يتم تجهيزه واعداده لأجل عقد المجلس الوطني وتشكيل حكومة وحدة وطنية ...واجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ....انما يؤكد ديمقراطية هذه الحركة ومدي عمق مسئولياتها وحرصها الدائم على استمرار البناء وتعزيز الخطوات وفق الأولويات الوطنية العليا المعتمدة داخل هذه الحركة العملاقة .....وبما يكفل لفلسطين وقيادتها الشرعية المزيد من القدرة على التحرك السياسي لانتزاع الاستقلال الوطني عبر العلاقات الدولية ....والحراك الدبلوماسي وحتي نتمكن من ايجاد قاعدة أكبر من القوي الدولية الضاغطة على دولة الكيان وحتي نتمكن حتي العام 2017 على انهاء الاحتلال ...وتجسيد الاستقلال الوطني .
قلنا .....ولا زلنا نقول ....أن حركة الجماهير الفلسطينية تمتلك الكثير من مقومات الصمود والتحدي ....كما وتجدد من مقومات قوتها لمواجهة تحدياتها بكل اتزان وموضوعية وبهدوء تام ....ودون ضجيج اعلامي ...وبعيدا عن اسلوب الاثارة والخطابة .
ما يميز فتح بقيادتها وأطرها التنظيمية ...وقواعدها وجماهيرها ....أنها تدرك مسئولياتها الوطنية والتاريخية وتحرص عليها بحدقات عيونها ....وتحسب لخطواتها ...كما لقرارتها .
حركة فتح وعبر قيادتها ولجنتها المركزية انما تؤكد على المصالحة والوحدة الوطنية .....كما وتؤكد على تعزيز الديمقراطية داخل الاطر التنظيمية .
حركة فتح وقد تحملت كافة المسئوليات ....وهي لا زالت بالمقدمة بمواجهة حكومة نتنياهو على الساحة الدولية وداخل الاراضي الفلسطينية المحتلة ....بما تمتلك من قوة الاقناع السياسي المستند لقرارات الشرعية الدولية ومدي التمسك الفلسطيني بها .....ومدي الالتزام بمبادرة السلام العربية ....كما والالتزام والعمل من أجل عقد المؤتمر الدولي للسلام ....انما يؤكد أن القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس عباس وحركة فتح أحد الركائز الاساسية لهذه القيادة .....لا زالوا على اصرارهم وثباتهم وقوة موقفهم..... اعتمادا على قاعدتهم الجماهيرية التي تساندهم ....وتلتف من حولهم.... مهما ازدادت التحديات .
الكاتب : وفيق زنداح