أروني موقفا أكثر بذاءة مما انتم فيه ؟؟؟

بقلم: حازم عبد الله سلامة

بسم الله الرحمن الرحيم
أروني موقفا أكثر بذاءة مما انتم فيه ؟؟؟

شعبنا الفلسطيني شعب مناضل وثائر يعشق الحرية والكرامة ، شعب يحمل قضية عادلة ، شعب بسيط حلمه بوطن حر وحياة كريمة فوق أرضه كباقي شعوب العالم ، شعب يناضل لنيل حقوقه المشروعة ، وهذا الشعب بحاجة لقيادة ثائرة مناضلة تحمل همه وهم القضية الوطنية تكافح لأجل الوطن والشعب وتحافظ علي دماء الشهداء وتصون العهد والقسم الذي ارتقي لأجله آلاف الشهداء والتضحيات ،

شعبنا برئ من هؤلاء الانهزاميين الذي تهافتوا لتقديم التعازي بالمجرم القاتل شمعون بيرس دون خجل أو أي حس وطني أو مراعاة لدماء الشهداء التي لولا تضحياتهم لما تنعمتم بالامتيازات والمواكب والبرستيج والمال والسلطة والجاه ،
ماذا ستقولون لأطفال مجزرة قانا التي تمزقت أشلاؤهم وتناثرت كالفراشات تحلق في سماء الوطن تشكوا إلي الله قاتلها ؟؟؟
ماذا ستقولون للثكالي التي مازالت تذرف الدموع علي فلذات أكبادها التي ارتقت في عملية عناقيد الغضب ؟؟؟
كيف ستنظرون في عين أمهات شهداء جنين ونابلس وغزة ؟؟؟ بأي وجه شؤم ستقابلونهم ؟؟؟ وبأي وجه قبيح ستخرجون علينا لتتحدثوا عن الوطن والوطنية والقضية ؟؟؟

عذرا لكم أيها الشهداء ... فهذا زمن المسخ زمن صارت فيه الخيانة وجهة نظر ونهج وممارسة ، هذا زمن استحكم واستبد به الأنذال وتحكموا برقاب الأحرار وقيدوا كل حر بالأغلال ، وسجنوا الكلمة والحرف واعتقلوا بندقية الثوار وكتموا الأنفاس وكسروا الأقلام ، واستفردوا بالوطن كأنه عزبة خاصة لهم ولأبنائهم وأحفادهم وأزلامهم ، وتفاخروا بصداقتهم ومحبتهم لمن قتلكم وشردنا وسرق أرضنا ،
فعذرا لكم أيها الشهداء ، فسامحونا واقبلوا اعتذارنا ومن حق دمكم أن يصرخ بوجوهنا ولا يقبل منا أي اعتذار ، من حقكم أن تبكوا علي حالنا وتلعنوا هذا الزمان وتبصقوا علي تلك المرحلة ،

فيا وفد الشؤم ، لا أنذل ولا أجبن ولا أرذل من أن تهون عليكم كرامتكم وتستهينوا بدماء شعبكم النازفة وتمارسون رذيلة تقديم التعازي والمواساة لعدوكم والسير بجنازة قاتل شعبكم وسارق أرض جدودكم ومشرد شعبكم !!!
أروني موقفا أكثر بذاءة مما انتم فيه ؟؟؟

يا شعبنا المكلوم يا جرحنا النازف يا وطننا الجريح ابصق غضبك بوجوههم دما ، علهم يستفيقوا من غيبوبتهم و يعودوا إلي رشدهم بعد ضلال ، ويتشافوا من الجلطة السياسية التي أصابت مسارهم الوطني فأدت إلي شلل كامل بأدمغة نخوتهم وكرامتهم ،

أيها الجرح النازف من قلب الوطن لا تسامح ، ولا تغفر لمن تاجر بنزيفك ومازال يرش الملح بالجرح ليتلذذ بإيلامك وصراخك وعذابك ، واقذف دمك بوجوههم لهيبا ونارا ، واحمل جرحك غضبا يزلزل أركانهم ،
إلي الجحيم وبئس المصير المجرم شمعون بيرس ومن قدم العزاء ومن شارك بجنازته إلي الجحيم ،

واختتم بقصيدة شاعر الحرية أحمد مطر بعنوان احتمالات ، ربما الماء يروب ، ربما الزيت يذوب ، ربما يحمل ماء في ثقوب ، ربما الزاني يتوب ، ربما تطلع شمس الضحى من صوب الغروب ، ربما يبرأ شيطان ، فيعفو عنه غفار الذنوب ، إنما لا يبرأ الحكام في كل بلاد العرب من ذنب الشعوب ،

كتب : حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "

[email protected]