أوصى عدد من المتحدثين بضرورة قيام الوزرات المعنية والدوائر الحكومية ذات العلاقة بوضع خطة شاملة تهدف إلى تطوير البنية التحتية في منطقة مواصي خان يونس الواقعة غرب المدينة، والعمل الجاد لإيجاد تسوية قانونية لملكيات الأراضي بين "الحكومة والمواطنين" وذلك للمساهمة في دفع عجلة التنمية المحلية قدماً إلى الأمام بما يحقق التطور لتلك المنطقة المهمشة منذ عشرات السنين، مشددين على ضرورة أن تضم الخطة المزمع تنفيذها شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء والاتصالات.
جاءت تلك التوصيات خلال ورشة عمل متخصصة للجنة الخاصة لدراسة تنمية منطقة المواصي عقدت في بلدية خان يونس بحضور رئيس البلدية المهندس يحيى الأسطل، ومدير المنطقة الجنوبية بوزارة الحكم المحلي المهندس فرج الصرفندي، ورئيس قسم التخطيط الحضري المهندس محمد الفرا والمهندس ياسين الأسطل، وأخصائية التنمية الاقتصادية الأستاذة هيا الأغا، ورئيس لجنة حي المواصي الأستاذ أحمد زعرب، وممثلين عن وزارة الأشغال والتعليم والصحة والزراعة.
وكان في وقت سابق وحسب تعليمات نائب أمين عام مجلس الوزراء إلى وزارة الحكم المحلي، فقد تقرر تشكيل لجنة خاصة لدراسة تنمية منطقة المواصي في خان يونس، برئاسة وزارة الحكم المحلي وعضوية كلاً من وزارة الأشغال والإسكان، وزارة التربية والتعليم العالي، وزارة الصحة، ووزارة الزراعة.
ووصف المهندس الأسطل الورشة أنها بمثابة عصف ذهني ونقاش مفتوح لدراسة الظروف الميدانية لمنطقة المواصي، والتعرف على أهم المشاكل والتحديات التي تواجه عمليات التطوير، إلى جانب استعراض الجهود المبذولة لتطوير الوضع القائم والخطط التنموية للمنطقة ليتم الإنطلاق بها تماشياً مع رسم السياسة العامة في مجلس الوزراء الهادفة إلى تطوير تلك المنطقة.
وبين م. الأسطل وجود إشكالية عدم توفر شبكات الصرف الصحي التي تؤثر على الخزان الجوفي القريب من سطح الأرض، ولتجاوز تلك الإشكالية يجب العمل على إنشاء شبكة صرف صحي والإشراف على عزل وكسح الحفر الامتصاصية الخاصة بالسكان، لافتاً إلى وجود إشكالية ملكية الأرض والتعديات وتداخل الملكيات (المندوب والطابو والحكومي) في ظل غياب الرؤية لدى السلطات المحلية في تسجيل الملكيات، مؤكداً ضرورة قيام الجهات الحكومية بمنع التعديات القائمة وتحقيق الاستغلال الأمثل للأراضي من خلال تنفيذ المشاريع الاستثمارية.
ومن جانبه بين المهندس الصرفندي أن بلدية خان يونس هي الحاضنة لهذا المشروع لتوافر العدد الكبير من الكوادر البشرية والخبرات المتراكمة لديهم في رسم السياسات، وكونها سباقة في وضع الخطط المشابهة والتي تم عرضها على اللجان المركزية المختلفة، مشيراً إلى أن تخصيصات الأراضي التي تتم بشكل عشوائي ولا يتم اعتماد مخطط اقليمي فيها دون تحقيق رؤية البلدية فيها مما قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات مستقبلاً، لافتاً إلى أن اللجنة يتمثل دورها في الخروج بخطة مستقبلية ورؤية متكاملة سيتم رفعها مع التوصيات إلى مجلس الوزراء.
وفي ذات السياق شرح المهندس الفرا دراسات الوضع القائم لحي المواصي الشمالي والجنوبي في ظل مساعي البلدية المختلفة لإعداد مخططات تفصيلية للحي لافتاً إلى أنه تم في وقت سابق عمل دراسات للوضع القائم للأحياء بتقرير فني شمل الخدمات القائمة وتحليل تركيبة السكان واستعمالات الأراضي والمنشآت، وبعد الدراسات المستفيضة تم وضع مخطط تفصيلي.
وقدم الفرا عرضاً مصوراً عن المخطط الهيكلي لمدينة خان يونس لأهم المرافق الخدماتية من مدراس ومراكز الدفاع المدني والمراكز الصحية والدينية والثقافية بناءً على عدد السكان واحتياجاتهم.
وبدوره استعرض المهندس ياسين الأسطل من قسم التخطيط الحضري بالبلدية أهم الاشكاليات والتعديات القائمة في منطقة المواصي، ومنها الطبوغرافية لوجود اختلاف كبير في مناسيب المنطقة يتصف بالتباين وتغب عليه العشوائية ويمكن حلها بوضع تصور للمناسيب التصميمية لشوارع المخطط التفصيلي لتوفير التصريف المناسب لمياه الأمطار والصرف الصحي وإلزام المواطنين بتحقيق المنسوب التصميمي في حالة البناء، بالإضافة إلى توعية سكان المنطقة بأهمية الالتزام بالإجراءات الفنية وتأثيرها مستقبلاً.
واختتمت الورشة بفتح باب النقاش والتحاور عن أهم المشاكل والتحديات التي تواجه المنطقة من خلال رؤى الوزارات المختلفة والمواطنين ودور كلٍ منهم في ظل تزايد النمو السكاني في المنطقة وحاجة المواطنين المتزايدة إلى توفير المدارس التعليمية والمراكز الصحية القريبة من أماكن سكناهم.