الرئيس الفلسطيني القادم يجب أن يكون خيارا شعبيا وفق انتخابات

بقلم: حازم عبد الله سلامة

كثرت التحليلات والتوقعات والتصريحات والأحاديث حول خلافة الرئيس عباس ، وترددت أسماء كثيرة ، وكثيرون أدلوا بدلوهم في هذا الموضوع ، كل يتحدث حسب ما يري أو ما يتمني أن يكون ، أو من وجهة نظره الحزبية أو مصالحهم ،

ونحن نتابع تلك الأحاديث والتصريحات والمعركة المستعرة حول هذا الموضوع لم نسمع أو نقرأ لأحد أن تحدث عن حق الشعب بالاختيار وعن انتخابات ديمقراطية يمارسها الشعب كحق من حقوقه باختيار من يمثله ، الجميع غيب واستثني الشعب من الموضوع ،

الرئيس الفلسطيني القادم يجب أن يكون خيارا شعبيا وفق انتخابات ، فالرئيس يجب أن يفرزه صندوق الاقتراع وليس اتفاق فصائلي أو توافق بين المتنفذين بالسلطة ،

لا يهم من يكون الرئيس مادام خيارا شعبيا ، وليس مهم ما يتردد من أسماء وشخصيات لهذا المنصب ، ولكن الأهم هو تعزيز ثقافة الديمقراطية وممارسة الشعب لحقوقه بالانتخابات لاختيار ممثليه ، ونشر ثقافة الديمقراطية وتداول السلطات بشكل سلمي وفق مشاركة شعبية بالقرار لتمنح الشرعيات قوة وتأييد والتفاف حولها ،

الوضع الفلسطيني يمر بأصعب حالاته فالشرعيات مشكوك بها في ظل انتهاء مدتها القانونية ، وفي ظل الانقسام بين شطري الوطن والانقلاب علي الشرعية ، فالشعب يختار من يمثله وهذا التمثيل مقيد بفترة زمنية تنتهي بانتهاء الفترة القانونية المحددة لهم ، ليتم إعادة القرار للشعب مانح الشرعيات ، وفي ظل هذا الانقسام البغيض تم سرقة حق الشعب بالاختيار سنوات عديدة ، والجميع يتغني بالشرعية ويمارسون ديكتاتوريتهم تحت اسم الشرعية ، ويتغنون ليلا نهارا بالشعب دون أن يعطوه حقه بان يمارس أبسط حقوقه الديمقراطية ،

فحين اختلاف الشرعيات والتناحر الفصائلي والحكومات حول الصلاحيات والشرعية يتم الخروج من هذا المعترك بالرجوع إلي الشعب ، والذهاب إلي انتخابات مبكرة تعيد الوضع إلي طبيعته الصحيحة ، ولو حدث هذا في بداية الخلاف في فلسطين لما وصلنا إلي هذا الحد من الانقسام والعداء وإرهاق الشعب والوطن بخلافات لا طائل منها سوي المزيد من التشرذم وإضعاف القضية الوطنية ،

منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني كافة وفي كافة أماكن تواجده ، والمنظمة هي صاحبة الولاية بالتمثيل الفلسطيني ، وهي التي أقرت بقرار المجلس المركزي إقامة سلطة وطنية فلسطينية ، وفي حالة تعثرت الانتخابات وعدم القدرة علي إجراء انتخابات والعودة إلي الشعب ليقرر من يمثله ، يجب العودة إلي منظمة التحرير وعقد اجتماع عاجل للمجلس الوطني لاختيار لجنة تنفيذية ، واختيار رئيس للجنة التنفيذية ، واختيار رئيس المجلس الوطني ، واختيار رئيسا مؤقتا للسلطة الوطنية إلي حين التمكن من عقد انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني ، والذهاب إلي عقد المؤتمر السابع لحركة فتح والعمل علي الفصل بين رئيس السلطة ورئيس المنظمة ورئيس فتح لتتوزع المهام والقضاء علي التفرد بالصلاحيات ، المجلس الوطني يمثل جميع الساحات ، وأعضاء التشريعي هم أعضاء بالمجلس الوطني ،

نحتاج إلي الوحدة الوطنية وإعادة صياغة كاملة للوضع الفلسطيني وتحديد الصلاحيات ، وإعادة قضيتنا للواجهة الدولية ، فهذه قضية وطن محتل وصراع مستمر مع الاحتلال بكافة الطرق والسبل ، وليس صراع علي سلطة ونفوذ ومناصب ،

فأعيدوا القرار إلي الشعب ليختار من يمثله ، أعيدوا للشعب حقه بممارسة الديمقراطية ، ولتُعزز ثقافة الديمقراطية وتداول السلطات بشكل سلمي وحضاري بعيدا عن هذا الصراع والانقسام البغيض ،

نتمنى الخير لوطننا وقضيتنا والوحدة الوطنية والانتصار للمشروع الوطني وحماية شعبنا ووطننا ،

والله الموفق والمستعان

بقلم/ حازم سلامة