حق الامتياز المطلق للإدارات الامريكية المتعاقبة ....واستراتيجياتها ذات العلاقة بإدارة صراع الأزمات والصراعات ....كما ادارة الإرهاب والفوضى الخلاقة .
السياسة الأمريكية والعداء الواضح والبارز بمواقفها اتجاه الشعوب التي تسعى الى التحرر والاستقلال ....كما مواقفها اتجاه الدول التي تسعى للخروج من ازماتها وتعزيز استقلالها وتطوير وتنمية مواردها .
ما يدين السياسة الامريكية ومواقفها له الكثير من الدلائل والقرائن والحقائق الثابتة.... سواء على مستوى المؤسسات الدولية وقراراتها ...أو على مستوى التدخل الامني والعسكري وحتى الاقتصادي والاستخباراتي وما تهدف اليه الولايات المتحدة من محاولة اضعاف وتردي اوضاع الكثير من الدول التي لديها مكانة ودور ومقومات بشرية واقتصادية وسياسية.... حتى تهتز صورتها ...وحتى تكون درسا للدول الاقوى منها وللدول الاخرى .
الولايات المتحدة وعبر اداراتها المتعددة منذ ايزنها ور مرورا بجون كندي وجونسون ونكسون وجيرالد فورد وريغان وكلينتون وحتى اوباما ومن سياتي بعده ....سواء ترامب او هيلاري كلينتون يؤكدون عبر كافة المخططات التاريخية والصراعات الدولية... انهم يسعون الى سياسة اضعاف الاخر.... وتسهيل عوامل التوتر والصراع ....بما يديمه ويؤجج من أثاره وانعكاساته السلبية ...كما وتأتي الادارات الأمريكية المتعاقبة على صناعة الارهاب منذ تنظيم القاعدة ....وما جرى في افغانستان وحتى احتلال العراق وتأجيج الصراعات الطائفية وصناعة تنظيم داعش الارهابي ....وما جرى بحكم سياسة أمريكا ومخططاتها من فوضى خلاقة لتدمير نظام الدولة وادخال الدول في صراعات داخلية وفوضى مدمرة وصلت الى حد تهجير الشعوب.... واعادة توطينها خارج حدود بلادها .
السياسة الامريكية تتزعم دون منافس ادارة الصراع العربي الاسرائيلي وحتى النزاع الفلسطيني الاسرائيلي جوهر هذا الصراع من خلال سياسة تكتيكية لا تعمل على حسم الصراع وانهاء أسبابه ....بل تعمل على اختلاق ما يؤجج هذا الصراع .....وما يجعل من اميركا دور في ادارته وليس العمل على ايجاد الحلول الجذرية لمثل هذا الصراع الممتد منذ عقود طويلة .....حيث لم يتبقى من الصراعات والنزاعات الا القضية الفلسطينية .....كما لم يتبقى من الاحتلالات الا الاحتلال الاسرائيلي .
اميركا واداراتها المتعاقبة التي اجرمت بحق قضيتنا .....كما اجرمت بحق شعوب عديدة في العراق وسوريا وليبيا والتاريخ حافل بسجلاته التي لا تنسى حول اميركا وعدوانها وقتلها عشرات الالاف من الفيتناميين والأفغان وغيرهم من الشعوب التي سعت الى تحرير نفسها من عبودية الاستعمار واستغلاله.
اميركا وسجلها الدموي وارتكابها للعديد من المجازر وتأجيجها للكثير من الصراعات.... لم تأخذ ما يستحقها من ادانة واضحة وبارزة عبر المواقف السياسية للدول..... ولا حتى عبر القرارات الاممية ومؤسسات الامم المتحدة ....بل تركت الادارات الامريكية المتعاقبة تصول وتجول وتعبث بأمن الدول ....وتنتهك سيادتها دون رادع او وازع من الضمير..... ليوقف هذا الزحف الاميركي المدمر للشعوب واستقلالها واقتصادها وحتى امنها .
اميركا دولة عظمى وقوية وتمتلك ترسانتها المتقدمة.... كما تمتلك مقومات اقتصادية تستطيع من خلالها ان تنافس وان تفرض ارادتها ....وحتى ان تتلاعب بالتجارة الدولية ....وحتى بالسياسة الدولية.... لكن الرهان الاميركي بدأ بالتراجع والانسحاب لخطوات الى الخلف ...أمام التقدم الروسي والصيني والياباني والكوري..... والذي جعل من زمن التفرد الاميركي السياسي العسكري والاقتصادي في تراجع لخطوات الى الخلف أمام تقدم العديد من الدول والقوى الاقتصادية والعسكرية ....والتي اثبتت مقدرتها وتواجدها على خارطة السياسة الدولية .
الصين وروسيا واليابان وكوريا من الدول التي عملت على سحب البساط من تحت اقدام اميركا ....وما يلاحظ من ضعف الأداء الأميركي حتى على المستوى الدولي والمحلي الداخلي..... مما يؤكد على عدم المراهنة على الدور الأميركي ...بعد أن ثبت بالملموس أن السياسة الخارجية الأمريكية لا زالت على حالها وعملها وفعلها بادارة الصراع وليس العمل على حل الصراع..... كما سياستها وفعلها الذي يعمل على صناعة الارهاب وتغذيته وتسهيل تحركاته وتوفير الأجواء له ....من خلال اختلاق صراعات داخلية داخل الدول حتى يتقاتلوا مع بعضهم البعض ويقوموا على اضعاف بعضهم البعض.... وأن يكونوا ضحايا ...والدماء التي تسيل هم ابناء هذا البلد أو ذاك .... وكما يحدث في سوريا الشقيقة والعراق الشقيق وليبيا الشقيقة .....وكما حاولوا ان يعملوا ويصنعوا في مصر الشقيقة التي حماها الله.
اميركا وقد اصبحت سياستها واضحة في ادارة الصراعات وتغذية الارهاب وافساح المجال له .....وكأنه ليس ارهابا ....بل صراعا على السلطة.... لقوى ترى اميركا أن لها حق الحكم والسيطرة ....وهذا بعكس الحقيقة والواقع.
اميركا وسياسة الفوضى الخلاقة حتى تكتمل دائرة الصراع والارهاب واسقاط أنظمة الدول وتفتيتها وتقسيمها وسلب ارادتها ....وتجويع شعوبها وتشريدهم بالعراء ....وداخل البحار والمحيطات ..واسكانهم داخل مراكز الايواء ....وانتهاك حقوقهم الانسانية والوطنية ....مخطط اميركي بامتياز لكن السؤال يبقى.... حول المخطط العربي الذي يمكن لنا ان نفعله لمواجهة هذا المخطط الاميركي ....ونحن مقبلين على انتخابات امريكية لا بد ان يصل للمرشحين الجمهوري والديمقراطي رسالة عربية واضحة .....لا مجاملة فيها.... ولا حتى خوف ....لأنه لن يحدث بنا أكثر مما يحدث الأن.
بقلم/ وفيق زنداح