هل رايتم الى ماذا يؤدي اعتقال النساء على خلفيه حريه الراي ؟؟

بقلم: سهيله عمر

راينا صورة محزنه للمناضله عطاف الحمران وهي بالمستشفى بعد الافراج عنها بعد اعتذارها لرئيس بلديه رفح. الذي لا يعرفونه ان المرأه لها احتياجات خاصه. هناك نساء مريضات بحكم ضعف المراه بشكل عام وتقدمهن بالسن وتحتجن ادويه. أي الذي يعتقل امراه يجب ان يستفسر عن ظروفها الصحية وطبيعة الأدوية التي تحتاجها وتوفيرها لها. هذا ناهيك عن احتياجاتها الاخرى من طعام خاص وشاي وقهوه وانترنت وتليفون وتلفزيون ونزهه والاطمئنان على ابناءها واهلها، وتلح حتى يتم توفيرهم. اضف ان المراه لا تتحمل ظروف الاستجواب والتعامل معها كمتهمة او مجرمة خاصه وهي تعلم انها لم تعمل اصلا جريمة. ثم المرأه معتقله بحكم العادات والتقاليد في بيتها ولا تخرج الا للضرورة القصوى خاصه اذا لا تعمل، فلماذا الاعتقال ؟؟
.
الموضوع كان تافها بسبب شكوى من رئيس بلدي رفح على انتقاده ومطالبته تحسين الاداء. ان كان سبب الاعتقال هو انتقادها لتسلم بلديه رفح خدمات الوكالة في المخيمات برفح كما يشاع بمقابل مادي، وهو ما تنفيه البلدية بينما يشعر به المواطنون علي ارض الواقع. سأدلي رأيي بهذا. انا لست لاجئه ولا علم لي بخدمات الوكالة. لكن من المنطق ان اللاجئين يلتصقون بالمدن ويأخذون نفس حقوق المواطنين، بينما المواطنون لا يأخذون خدمات الوكالة كاللاجئين سواء تعليم او صحه او نظافة او خدمات بلديات او توظيف. لذا الموضوع مركب. لكن في النهاية من الطبيعي ان يخاف اللاجئون علي ضياع المنافع التي يحصلون عليها من الوكالة مجانا، بينما الوكالة يهمها تقليص مسئولياتها وهي ترى ان اللاجئين يأخذون كافة حقوقهم كالمواطنين وحل مشكلتهم ستطول. لذا ارى انه يجب التوافق فيه مع اللاجئين بالمخيمات اذا كان بالفعل الخبر صحيحا، لأن المتضرر يلجا للقضاء. اللاجئون حتما سيتضررون بالحرمان من خدمات البلدية المجانية لهم. وليس من الخطئ ان حاولت عطاف الحمران ان تحمي حقوق اللاجئين بتصريحاتها حتي لو البلديه نفت تحسبا من اي اجراء يجري بالخفاء. قد يكون الاسلوب يختلف من شخص لاخر لكن العبره بالنوايا. جميع الشعب ينتقدون الخلل باي مؤسسه وهذا من حقهم المطالبة بالخدمة الافضل. علي سبيل المثال لم يبقي فرد في الشعب لم يتذمر من مشكله الكهرباء او معبر رفح سواء من حماس او فتح. الخدمات لا يوجد بها حزبيه، فكافه فئات الشعب تتفق في تقييمها والمطالبة بتحسين اي خلل بها. ثم ان البوست الذي تم الشكوى عليها بخصوص بلديه رفح قديم جدا من 30-7 ، فهل تذكروا ان يشكوا عليها اليوم بعد 3 اشهر، ام انه تتم الشكوى حينما يحين مزاج وظروف المسئول خاصه اذا تعرض لضغط او مسائله بسبب الانتقاد؟

ولنا عبره في الجدل الذي حدث بين اللواء توفيق الطيراوي ورئيس مجلس القضاء الاعلى صرصور. ولا اريد ان اعقب على ما لا علم لي بخصوص صحة ادعاءات اللواء الطيراري من عدمه. لكن الطيراوي قال حينها انه سيوافق ان يقف في المحكمة شرط ان يقف بها ايضا المستشار سامي صرصور في نفس المحكمة ولا يكون القاضي المستشار سامي صرصور. واعتقد هكذا يجب ان يكون العدل الحقيقي، لا ان يحاسب طرف على انتقاد مسئول بينما يبقى المسئول محصنا. وهذا يجب ان ينطبق على عامة الشعب وليس فقط على اصحاب النفوذ. الطيراوي وصلت كلمته وتم اقاله المستشار صرصور وان كنت لا اعلم اسباب الإقالة، لكن هل تصل كلمة المواطن الضعيف ام يعاقب عليها بحجة التشهير.

يجب ان يكون هناك لوائح قانونيه واضحه بخصوص حريه ابداء الراي. يجب ان يشعر الشخص انه امنا لدى انتقاده قرار اي مسئول، وعلى المسئول ان يتقبل الانتقاد ويحسن اداءه. كلكم راع ومسئول عن رعيته. واعتقد هناك مؤتمرات وندوات تعقد لمسئولين ويتعرضون للنقد والمسائلة من الحضور ولا يخرج المسئول للشكوى عن كل من وجه له سؤال او نقد لم يعجبه. والرسول عليه الصلاة والسلام لم يكن يجرأ ان يؤذي أي شخص ينتقده. اتي الْخُوَيْصِرَةِ الرسول وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْدِلْ ، فَقَالَ : ( وَيْلَكَ ! وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ ؟! قَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ ) ، فَقَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي فِيهِ فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ ، فَقَالَ : ( دَعْهُ فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ ))

على العموم شكرا لرئيس بلديه رفح على سحبه الشكوى. والموضوع اعتقد لم يكن يستوجب. اذا كانت جرحته بدون قصد بانتقادها، المطلوب ان يتواصل معها ويوضح لها الصورة الحقيقية للأمور ويطلب منها الاعتذار عن البوست بشكل ودي، ولا تستحق الامور ان تصل للشكوى والاعتقال بدون مخالفه تستوجب.

سهيله عمر
[email protected]