الاجتماع الذي عقد في العاصمة القطرية الدوحة وضم الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي خالد مشعل ونائب رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنيه وبحسب المحللين والسياسيين انه اجتماع مهم وفق غالبية الآراء بحيث السؤال المهم والاهم عن جدوى وأهمية اللقاء في كسر الجليد الذي وصلت إليه حوارات الدوحة وعن إمكانية تحريك المياه الراكدة في حوار فتح وحماس لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية التي تمهد لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعيه ، بعد أن اصطدمت إجراءات انتخابات حكم الهيئات المحلية بقرار محكمة العدل العليا التي اعتبرت المحاكم الفلسطينية في غزه لا تخضع لمجلس القضاء الأعلى واعتبرت الطعون ألمقدمه لمحاكم غزه غير قانونيه وشككت بنزاهة إجراء الانتخابات .
الانقسام معضلة فلسطينيه ويقف حجر عثرة أمام تحقيق الوحدة الجغرافية ووحدة المؤسسات الفلسطينية ، رغم كل المحاولات التي بذلتها حكومة الوفاق لحل مشكلة موظفي قطاع غزه ومحاولات استلام المعابر وتوحيد المؤسسات التي جميعها اصطدمت بموضوع حل مشكلة الموظفين في غزه بعد أحداث 2007 الدامية واعتبرت تمرد على الشرعية الفلسطينية .
الصراع الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط له انعكاس على الوضع الفلسطيني ، وان هناك محاولات إسرائيليه وإقليميه لإضعاف حركة فتح وشق صفوفها ضمن محاولات لفرض وصاية على الشعب الفلسطيني ، هذه المحاولات لإضعاف فتح تمهد للاستفراد في حركة حماس وتمهد لمخطط مشروع تصفية القضية الفلسطينية
وزير الحرب الصهيوني في مقابلته مع صحيفة القدس يوضح سياسة حكومة الاحتلال الإسرائيلي مع غزه حيث قال لن نحتل غزه مرة أخرى ولن نستوطن فيها ولن نبادر ضدها بحرب أخرى ، وهو يقول انه بعد الانسحاب من غزه وسيطرة حماس بقيت غزه عبئا امنيا ، وأضاف أن فك الارتباط عن غزه لم يستكمل بعد ، وقال منحت إسرائيل غزه معبر حدودي بري مع مصر ، ومن جهة أخرى فرضت إسرائيل على قطاع غزه إغلاق بحري وجوي ، وان المسؤولية الاسرائيليه تكمن في أنها مسئوله عن مصير سكان غزه وهي مكلفه قانونا بتامين احتياجات غزه وكل صباح تواصل إسرائيل إدخال ألف شاحنة وتوريد احتياجات لها: الطعام، الوقود، الطاقة، الاسمنت حيث يتهم ليبرمان حماس باستغلال الاسمنت والحديد للأنفاق وصناعة الصواريخ
المشروع الإسرائيلي يكمن في تجسيد الفصل الجغرافي لغزه عن الضفة الغربية وان إسرائيل تسعى عبر تركيا لترتيب يجسد الانقسام الفلسطيني بين غزه والضفة الغربية ،
المخطط الإسرائيلي ضمن مفهومهم لمخطط تصفية القضية الفلسطينية تكمن في اعتبار الضفة الغربية أراضي متنازع عليها وهي تسعى لإضعاف السلطة الوطنية عبر فرض نزاعات وانشقاقات في حركة فتح وان إستراتجيتها تكمن إضعاف حركة فتح بما يمهد لإسرائيل الاستفراد بحركة حماس وإعطائها إغراءات ضمن تسهيلات فتح الميناء والمطار وغير ذلك من التسهيلات التي تهيئ قطاع غزه ليكون دويلة فلسطين بحيث تتخلص إسرائيل من عبئ غزه امنيا ، إذ أن مقابل تلك التسهيلات تسعى إسرائيل عبر الوسيط التركي لعقد اتفاقية لوقف إطلاق النار مع حركة حماس طويلة الأمد
هناك مسعى إسرائيلي لرفع العلاقات بين إسرائيل وحركة حماس إلى مستويات متقدمه حيث بات معظم أعضاء الحكومة الاسرائيليه على قناعة للتوصل إلى تفاهمات مع حماس تقود إلى تدمير رؤيا الدولتين وترك الضفة الغربية تغرق بصراعات وخلافات تحقق لإسرائيل هدفها في استكمال مشروعها الاستيطاني والتهويدي ، وان في الاتفاق مع حماس فرصة ذهبية: التحرر نهائيا من المسؤولية عن مصير غزة، تثبيت انقسام الفلسطينيين بين كيانين وربما أيضا الإبعاد الحقيقي للحرب القادمة. لإسرائيل. فإسرائيل معنية بهدنة طويلة الأمد مع حركة حماس
هذا المخطط الصهيوني لا بد من مواجهته بموقف فلسطيني يدرك أبعاد وخطورة ما تسعى إسرائيل لتحقيقه ويهدف لتصفية القضية الفلسطينية وهي تستغل احتياجات دول عربيه تسعى للتطبيع مع إسرائيل والبعض متحالف معها تحت عنوان أن أولوية الصراع مع إيران وفق تحريف للبوصلة لأولوية الصراع مع إسرائيل حيث نجحت الصراعات في الشرق الأوسط لتحريف البوصلة والإيحاء بان إسرائيل هي الحليف للدول العربية وبخاصة مجلس التعاون الخليجي للوقوف في وجه إيران
الرئيس محمود عباس يدرك لمخطط إسرائيل وهو يرفض الانصياع للتنازل عن الثوابت الوطنية الفلسطينية ومتمسك بحق العودة وازالة الاستيطان وإقامة دوله فلسطينيه مستقلة بحدود الرابع من حزيران 67 ، وتمكن من تحقيق انتصارات سياسيه أزعجت إسرائيل ، بعد أن تمكن من انتزاع الاعتراف بدولة فلسطين كدولة محتله بحدود الرابع من حزيران والقدس عاصمتها وتمكن من اختراق الحواجز ودخول فلسطين منظمات دولية وآخر تلك النجاحات هو بالنجاح باعتراف اليونسكو بان الأماكن ألمقدسه في القدس عربيه وهو نجاح يسجل للتنسيق الأردني الفلسطيني وهذا أزعج الإسرائيليين
بعض الدول العربية بتحريض إسرائيلي بدأت بمخطط يستهدف إقصاء الرئيس محمود عباس عن قيادة السلطة الوطنية ضمن مخطط يقود لفرض وصاية عربيه عبر تنصيب قياده بديله تنال رضا وارتياح إسرائيل لتتمكن من مخططها لفصل غزه عن الضفة الغربية وتعميق الانقسام ، وان إسرائيل بدأت بحمله إعلاميه لإثارة النعرات وخلق حاله من العبث الأمني والفلتان في الضفة الغربية تمهد لفرض البديل عن الرئيس محمود عباس بخطه عربيه كي تكتسب غطاء عربي إقليمي يرضي إسرائيل
توجهات الرئيس محمود عباس للمصالحة وإنهاء الانقسام أزعج المخططون والمتآمرين بحيث أن السياسة التي ينتهجها الرئيس محمود عباس هي إفشال لجميع المخططات التي تهدف للنيل من الأهداف والتطلعات الفلسطينية
تحركات الرئيس محمود عباس ، حول المحور العربي والإسلامي، تبدو أنها ذاهبة باتجاه، تحقيق المصالحة الوطنية مع حركة حماس، لاعتبار أن هذه الدول لها علاقات جيدة مع الحركة وأن لها ضغطُا محوريًا عليها
وان هذه التحركات جاء بيقين الرئيس محمود عباس أن إسرائيل ماضيه في مخططها الاستيطاني والتهويدي وإفشال رؤيا الدولتين ، وان المصالحة الفلسطينية قد قطعت شوطا كبيرا
و أن الرئيس محمود عباس يريد فعلًا تحقيقها، وان الاجتماع مع رئيس المكتب السياسي خالد مشعل ونائبه إسماعيل هنيه يصب في قناة تضييق شقة الخلافات بين فتح وحماس ويمهد إلى التوصل إلى حكومة وحده وطنيه ، بحيث أن إستراتجية الرئيس محمود عباس ترتكز على استعادة الوحدة الجغرافية والسياسية بين جناحي دولة فلسطين بما يضمن إفشال كافة مخططات فصل غزه عن الضفة الغربية وان هذا الموقف للرئيس محمود عباس هو بإعادة الامانه الفلسطينية وقد حافظ على الثوابت وتمسك بها وافشل جميع المخططات التي هدفت لتصفية القضية الفلسطينية وحرف بوصلتها ،
وهي رسالة لكل الهادفين لإضعاف حركة فتح والاستفراد بحركة حماس ، أن فتح وحماس في سفينة واحده وان فتح كانت وستبقى سفينة إنقاذ لحركة حماس كما أن حماس هي سفينة إنقاذ لفتح ضمن وحده وطنيه جامعه يسعى الرئيس محمود عباس لتحقيقها ، فهل تنجح مهمة الرئيس حيث فشل الآخرون وهل تتجاوب حركة حماس مع مسعى إنهاء الانقسام وتوحيد الجهود لتوحيد المؤسسات ، خاصة وان المرحلة تتطلب الاتفاق والتوافق لإفشال مخطط ما يستهدف القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني بحيث باتت المصالحة بين فتح وحماس حلم الجميع في أن تتحقق
المحامي علي ابوحبله