مسلسل غريب وعجيب تمارسه نرجسيات اصحاب القرار في السلطة الفلسطينية وفي اجهزتها وخارج عن اي قيم او مسؤليات تحتم اصحابها بالامتثال للاخلاق الوطنية ببعدها النضالي والانساني ، يتحدثوا عن سلطة... ويتحدثوا عن دولة ..... ويتحدثوا عن بناء مؤسسات الدولة ... ولا افهم اي مؤسسات وشغل مؤسسات تحتكم لرؤية الفرد وغرائزه الشخصية في التحكم في ارزاق العباد والعائلات .. وبعيدا عن القانون ان وجد وبعيدا عن مسؤليات وان تاهت في الاغراض الشخصية واهوائها تعني انهيار فوق الانهيار السياسي والامني بل يتوافق مع تلك الانهيارات التي حدثت لرجال اشداء ومناضلين لهم تاريخهم في الثورة وحركة التحرر ولهم دورهم ايضا في بناء السلطة التي تطلع لها الجميع ان توفر لهم مظلة امان اجتماعي وحماية من تقلب الزمان ومن خلال مؤسسات تحتكم للقانون في كل الاجراءات واحكامها .
هؤلاء المناضلين الذي تم قطع رواتبهم منذ وما قبلها من قطع رواتب مناضلين ابان اتفاقية اوسلو ، وتحت بند الاغراض الشخصية والتزوير والاتهام الباطل ولكونهم وقفوا بشجاعة وبكلمة وموقف حر امام حالة التهاوي في البرنامج الوطني وامام تغول دكتاتوري من صاحب القرار المتنفذ في السلطة .
لا ادري السيد الرئيس في سلوكه هذا هل فكر ام لم يفكر متوازن او غير متوازن في مستقبل و مصير عائلاتهم وهل فكر في مستقبل ابنائهم الذين هم في رقبته بحكم الاعتباريات الوطنية والمسؤليات عن شعب هو رئيسه.
عجب العجاب نرى من تلك السلطة ورئيسها عندما يقتل الرأي والموقف الاخر ولم يفهم هؤلاء ايجابيات المعارضة وفضائلها لاي سلطة والحكم والسلطة المطلقة مفسدة كبرى، وهذ ما حدث فعلا مع سلطتنا العتيدة ورئيسها . مجموعة من المناضلين وقادة في مهماتهم وتاريخهم قطعت رواتبهم وبلا تحقيق او سبب او اي اجراءات من حق من قطعت رواتبه ان يمتثل اليها وبناء على النظام الداخلي والاساسي المعمول به في الجيش او الاجهزة ، وكأننا نعيش جميعا واقدارنا معلقة بحكم الفرد ورؤيته في سلوك دكتاتوري صارخ .
هل هو هذا التكريم الذي يلاقيه المناضل ...؟؟؟؟ ام هي مرحلة بتر واستئصال لكل من ينتمي لنظرية الكفاح المسلح والاصلاح والرؤية الديموقراطية التي تعالج كل الازمات الداخلية لحركة فتح والسلطة ، ام لمنهم انسلخوا عن ثوب الانتماء هم اصبحوا من يقروا ويتحكموا في رقاب العباد .......؟؟ انها مأساة ونكبة تضاف لكل النكبات والانتكاسات والفشل تلك الظواهر التي تدفع اصحابها لممارسة سياسة الغل والانتقام من قوى حية في داخل فتح والمكون النضالي للشعب الفلسطيني .هذا النهج برئاسة الرئيس الذي ادار ظهره لكل محاولات ومبادرات الوفاق والتوافق الوطني والوحدة للخروج من كل ازماتنا الفلسطينية ، وما يصاحب ذلك من مبادرات اقليمية تتكفل بها مصر لاعادة الوحدة الفلسطينية وبرؤية مرحلة جديدة ، ويتوجب بناء على ذلك ان تسوى جميع المشاكل العالقة في داخل البيت الفتحاوي وعلى رأسها اعادة رواتب من قطعت رواتبهم فهو استحقاق وطني وليس منة من احد ، ولذلك ننتظر ان يعود الى حالة التوازن النفسي والوطني واعادة تلك الحقوق والرواتب التي تكفلها كل الاعراف والقوانيين الدولية فلا مساس لراتب موظف حتى لو اخطأ فالرواتب هي المربع المعيشي للاسر وكما قال ابو عمار الراتب خط احمر ولانه ملك الاسر الفلسطينية ، فكم من ظاهرة جاسوسية تصرف رواتب لعائلاتهم ، فكيف بالله عليك يا سيادة الرئيس تقطع رواتب مناضلين لهم تاريخم وتجربتهم في مقاومة الاحتلال وفي معارك البناء الداخلي منذ بداية انشاء السلطة .
...وكل شيء يمكن صناعته الا الضمير
سميح خلف.