وقعت دولة فلسطين وجمهورية البرتغال أربع اتفاقيات تهدف إلى تعميق العلاقات بين البلدين، اليوم الجمعة.
جاء ذلك في أعقاب لقاء بين وزير الشؤون الخارجية رياض المالكي ووزير خارجية البرتغال أوغوستو سانتوس سيلفا، في مقر الوزارة في مدينة رام الله.
ووقع الطرفان مذكرة تفاهم حول تأسيس حوار سياسي رفيع المستوى بين وزارتي خارجيتي البلدين، وقعه وزيرا خارجيتي البلدين، وبروتوكول تعاون حول التعليم والتعليم العالي وقعه وزير خارجية البرتغال ووزير التربية والتعليم العالي صبري صيدم، ومذكرة تفاهم حول تأسيس مجموعة عمل مشتركة بين وزارتي الاقتصاد الوطني ونظيرتها البرتغالية، حيث وقعتها عن الجانب الفلسطيني وزيرة الاقتصاد الوطني عبير عودة، ومذكرة تفاهم حول الزراعة والنبات والصحة الحيوانية وقعها وزيري خارجيتي البلدين.
وقال المالكي خلال مؤتمر صحفي، إنه بحث تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات.
وأشار إلى أنه أطلع نظيره البرتغالي على الوضع السياسي في فلسطين، والانتهاكات المستمرة التي تقوم بها إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، للقانون الدولي، عبر إجراءاتها وخروقاتها، واستمرار سياسية الاستيطان، وهدم منازل المواطنين، ومصادرة الأراضي، إلى جانب القتل خارج القانون والعقوبات الجماعية، وسياسة التهويد التي تجري بحق مدينة القدس المحتلة.
كما بحثا العملية السياسية والمبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي للسلام منتصف الشهر المقبل، حيث أكد المالكي رغبة فلسطين في إنجاح المؤتمر عبر مشاركة أكبر عدد من الدول.
وتحدث المالكي حول الخطوة التي ستقوم بها دولة فلسطين بدعم من الدول العربية، ودول أخرى صديقة، لاستصدار قرار حول الاستيطان. وأكد أهمية أن يتحرك مجلس الأمن، ويسارع لمعالجة الوضع القائم في فلسطين، داعيا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه هذه القضية.
ورحب المالكي بالخطوة التي ستقوم بها فرنسا والمتمثلة بتوسيم بضائع المستوطنات، معتبرا إياها خطوة ضرورية في إطار التعامل الدولي مع منتجات المستوطنات غير الشرعية. وطالب باقي دول الاتحاد الأوروبي والدول الأخرى بتبني هذه الخطوة، واعتبار منتجات المستوطنات ومن يقيم فيها غير قانوني.
وعلق المالكي على توقيع الاتفاقيات بالقول: إنها تسمح لنا في تطوير وتعميق العلاقات بين فلسطين والبرتغال، وتشكل أساس وطبيعة هذه العلاقات، ونأمل أن تتوسع العلاقة في مجالات أخرى، مع وجود رغبة بين البلدين بتوسيعها.
من جانبه عبَّر سيلفا عن موقف بلاده الداعم للحل القائم على أساس الدولتين، والذي يتطابق مع إرادة المجتمع الدولي وقراراته العديدة.
وأكد أنه تلقى تأكيدا من الحكومة الإسرائيلية والتزامها بالحل القائم على أساس الدولتين. وبيّن موقف بلاده الرافض للاستيطان، لأن استمراره يعني تدمير آفاق السلام، ورؤية حل الدولتين.
وأشار إلى أنَّ تجريف الأراضي وتدمير المشاريع، خاصة تلك الممولة من دول العالم، يعني عدم الرغبة بالسلام، وهذا ليس موقف البرتغال وحدها وإنما موقف الاتحاد الأوروبي.
واعتبر أن توقف إسرائيل عن سياسات تجريف الأراضي وهدم المنازل ووقف الاستيطان هي أفضل الضمانات لنجاح أي مفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مع رغبتنا بأن يكون الاتحاد الأوروبي شريكاً فاعلاً وأساسياً في عملية السلام.
كما أعلن دعم بلاده المبادرة الفرنسية والروسية والمصرية، وكل ما من شأنه تحقيق السلام الذي هو أساس الأمن والاستقرار في المنطقة.
كما تطرق وزير الخارجية البرتغالي إلى اجتماع سيعقد بين الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية في العشرين من الشهر المقبل في العاصمة المصرية، القاهرة، لمناقشة المبادرة العربية والمبادرة التي من شأنها أن تدفع بعملية السلام قدماً، وإنهاء حالة الجمود والتردي الذي يكتنف هذه العملية منذ فترة طويلة.
وبخصوص الاعتراف بدولة فلسطين، قال سيلفا "كان واضحا قرارنا بهذا الخصوص، حيث اعترفنا بدولة فلسطين عضوا مراقبا، أما الاعتراف الكامل فهو مسألة وقت وقرار سياسي، حيث ستعترف العديد من الدول في الفترة المقبلة بالدولة الفلسطينية".