ثمة ما هو مهم ويقفز ابجديات الرفض والاستنكار والفضح لمؤتمر التنسيق الامني في مقاطعة عباس ومملكته التي تحصن بالاجهزة الامنية ، هو واقع وخطورة هذا المؤتمر التي تتجاوز مهامه ومخرجاته واقع الحفلة ، وان بسطنا مؤثراته تعني اننا لا نستطيع وضع دفاعاتنا وخطوط الهجوم دفاعا عن حركة فتح وتاريخها وبرنامجها الاصيل .
منذ الوهلة الاولى لمبايعة سليم الزعنون باسم المؤسسين والمستجلبين لهذا المؤتمر وتنصيب محمود عباس رئيسا وقائدا عاما لحركة فتح تبين لمن كان يجهل المارب من وراء هذا المؤتمر ، وفي حين ان المؤسسين الشهداء الذين مضوا باستشهادهم من اجل الوطن والشعب لم يستشاروا او يؤخذ اذنهم في هذه المبايعة وهو انتهاك لحق الشهداء المؤسسين ، اما من حضروا بطريقة التشييك الامني فهو واقعهم ولن يزيد عطاؤهم عن التصفيق ولذلك استجلبوا في مخالفة وقفز عن التجربة والكفاءة ونصوص النظام .
وكما قال رئيس وزراء الاردن ان هذا المؤتمر يتجه بفتح الى التحول الحزبي على قاعدة الولاء وهذا ما تعرضت له فتح من اقصاءات واستبعاد لمئات المناضلين الذين لهم استحقاق وطني وتاريخي في تمثيل الحركة وفي مؤتمرها العام.
اخي محمد دحلان واخي سمير المشهراوي هذا الدينمو الذي يعمل ليلا نهارا من اجل فتح والحركة الوطنية الفسطينية ، لم تعد قصة الاقصاءات تتوقف كما قالوا على تيار محمد دحلان بل طالت كل الاتجاهات من خبرات وقادة في جهاز الغربي وقادة تم توصيفهم بتيار ابو عمار هؤلاء تم اقصاؤهم جميعا اي ان فتح الحقيقية خارج مؤتمر المقاطعة .
الجميع يتوسم خيرا فيكم فلم يعد هناك مفهوم لتعدد الخنادق والتوجهات بل خندق واحد انتم تمتلكون كل ادوات التجميع لمواجهة هذا الخطر الداهم وافرازاته ليس على فتح بل على الحركة الوطنية الفلسطينية وما سيترتب عليه من انجراف لسيناريوهات تدمر اي منجز وطني على مدار العقود السابقة .
اذا اردنا فتح قوية وتستطيع ان تواجه المؤتمر الحزبي في المقاطعة وعلى فلسفة التنسيق الامني يجب اولا الابتعاد عن ظاهرة الشللية والمحاور الخاصة والجغرافيات المقيته صغيرة او ا كبيرة ووحدة البرنامج ليس على قاعدة الولاء الشخصي بل على قاعدة البرنامج والاخلاق والادبيات وتقديم الكفاءة عن الولاء لما سلف من تجمعات والا سيبقى الانهيار حتمي كما يريد مؤتمر عباس وما يخطط لفتح.
ان انعقاد مؤتمر حركي الان وقبل غدا يجمع كل الطاقات الفتحاوية واينما وجدت هو من صلب العمل المثمر والمواجهه والمنجز لمتطلبات انقاذ فتح وتجربتها وتاريخها على قاعدة التمسك بالنظام الاساسي واحياؤه ردا والتزاما فتحاويا برفض اي تعديلات عليه.
ان مخاطبة الشعب بمدخلات هذا المؤتمر الفتحاوي الجامع وردا على مؤتمر عباس وما سيأتي بمخرجات تنظيمية وسياسية وابعاد اقليمية ودولية تعيد فتح لشعبها بالامه باحلامه بنضالاته هو من يكشف اكثر حقيقة هذا التيار الخبيث الذي استولى على فتح وقرارها ومتاجهاتها النضالية ليحولها الى حزب المصفقين والمهللين للاة والعزة .
اخي محمد دحلان ، لقد اصبح غالبية الفتحاويين بكل اتجاهاتهم ينظرون اليك ووبقدراتك وامكانياتك بانك القادر على ادارة شراع السفينة الفتحاوية لوصولها الى بر الامان ولتتفرغ الى مقاومة الاحتلال وتحقيق امانينا الوطنية .
ان المهمة الان استعادة حركة فتح من مختطفيها ، وارساء قواعد الادبيات والاخلاق والمنهجية النضالية التي شوهها المشوهون الذين عملوا لحساباتهم الخاصة وحسابات اقرباؤهم وابناؤهم، فلا نفهم هؤلاء الذي يدعي ابو الاديب انهم المؤسسون الذين منحوا رئاسة الحركة لهذا الخرف انهم يعملون لمصالح ابنائهم واقاربهم وجيرانهم ، لقد اساءوا للمؤسسين الشهداء واساءوا للمناضلين واكلوا حقوقهم ، فعليكم اخي القائد ان تعيدوا الاعتبارية للمؤسسين الشهداء والمناضلين بالمئات بل الالاف الذين ينتظرون ان تعود فتح لبيتها النضالي .
دمتم سندا وذخرا لفتح وللحركة الوطنية الفلسطينية
بقلم/ سميح خلف