مع اقتراب انتهاء العام 2016 يخيم جو ضبابي على الآفاق السياسية في العالم العربي، فالعالم العربي لا يزال غارقا في الحروب والصراعات الداخلية وانتشار الإرهاب ، هجرة ونزوح الكثير من العرب نحو الدول المجاورة والدول الأوروبية جراء الصراعات حيث ينعدم الاستقرارالسياسي والاقتصادي في المنطقة ،مع أنتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية واتجاه العالم الغربي نحو اليمين واليمين المتطرف وظهور نزاعات شعبوية عنصرية في أمريكا وأيضا إنعكست على أوروبا سيترك حتما أثر على مستقبل المنطقة ، وسياسات الغربية تجاه العالم العربي وخاصة إنعكاسه إتجاه القضية الفلسطينية في ظل إنشغال العالم العربي في قضاياه .
بعد فوز ترامب في الإنتخابات الأمريكية أعلنت إسرائيل مزيدا من الإستيطان ومصادرة الأراضي وهدم المنازل وإعتداء على المقدسات أي تزايدت بالفترة الأخيرة وتيرة ممارسات الاحتلال العنصرية إتجاه الفلسطينيين ، وأخيرا تم إصدار قانون شرعنه البؤر الإستيطانية ومنع الآذان وهذا يعني الإستيلاء على ما تبقى من أراضي القدس والضفة الغربية وقانون منع الآذان بنفس التوقيت هو أاستكمال لمسلسل العنصرية الإسرائيلية في الضغط على الشعب الفلسطيني لإخلاء الأرض من سكانها وإثارة المشاعر الدينية للإنجرار إلي حرب دينية .
الإحتلال الإسرائيلي لديه مخطط للقدس ففي العام 2020 ستصبح مركز تكنولوجي متقدم ذو أغلبية يهودية تستهدف مجالات عديدة : كالآثار والسياحة والثقافة والتعليم، حيث تم تخصيص أموال ضخمة لجعلها مدينة جاذبة للسكان اليهود تأتي ضمن الإطار العام في التغيير الديموغرافي لصالح تثبيت أغلبية يهودية تصل إلى 90% يهود و 10% عرب
وهناك مخططان آخران خطة ماروم التي تكفلت الحكومة بإعدادها لتطوير القدس والترويج لها كمدينة عالمية ورائدة في التجارة ونوعية الحياة و خطة القدس 5800 " القدس 2050 " وهي مبادرة خاصة مطروحة باعتبارها خطة ستغير ملامح القدس أطلقها كيفن بيرميستر المبتكر التكنولوجي والمستثمر العقاري الاسترالي ,تشمل إنشاء مطار دولي ضخم بين البحر الميت وأريحا وقطار من رام الله و حتى بئر السبع ومنطقة صناعية تجارية بالقرب من قلنديا ,وعشرات الفنادق الجديدة ,القدس 2050 حسب الخارطة هي مدينة عالمية مزدهرة سيقيم فيها خمسة ملايين شخص ,ويزورها 12 مليون سائح سنويا ستعج بالأماكن السياحية الجذابة والفنادق ,وسيتم اجتيازها عبر شبكات مواصلات متطورة ,لكنها ستدار وفق مبادئ بيئية متشددة , ولكن ابرز ما يظهر في الخارطة حسب المنتقدين هو تجاهلها للوضع السياسي في القدس .فالخارطة تتعامل مع القدس كمنطقة كبيرة،وتوسع حدودها إلى ما هو ابعد بكثير من الحدود البلدية .وحسب الخارطة،ستشمل القدس5800موديعين وغوش عتصيون،وبيت لحم وأريحا ورام الله، وتعزز هذه المخططات بعضها تحقيقا لهدفها المشترك المتمثل في زيادة عدد اليهود وتقليل عدد الفلسطينيين في القدس من خلال الاستعمار والتهجير وسلب الممتلكات. ويعد كينغ بأنه سيتم عرضها على الإدارة الأمريكية الجديدة،على أمل أن تؤثر على سياسة الولايات المتحدة الأمريكية اتجاه القدس والفلسطينيين.
من المخططات السابق ذكرها وما تمارسه إسرائيل يعني ان إسرائيل تستعد لاستقبال المزيد من المهاجرين اليهود بإعداد كبيرة غير مسبوقة، وكما أسلفت في البداية أن العالم الغربي متجه إلي اليمين ومع انتخاب ترامب سيؤدي إلى انتشار العنصرية في أميركا وتنعكس على أوروبا المقدمة على انتخابات بعدة دول وستظهر العنصرية وستنتشر ليس فقط اتجاه المسلمين أو الأفارقة أو الملونين أيضا، بل وستنعكس على اليهود، وقد توقف أمريكا الدفاع عن اليهود ، مما يدفع الكثير من يهود أمريكا وأوروبا بالهجرة إلى إسرائيل، وإن المؤسسات الصهيونية قد بدأت بالفعل العمل على ذلك ،خصوصا ان المخططات الإسرائيلية بحاجة إليهم لما يمتلكونه من كفاءات و خبرات وما لديهم من أموال للاستثمار في المشاريع والمخططات الإسرائيلية المستمرة لتحقيق حلم إسرائيل .
بقلم / سامر حنا ترزي-غزة