بنفس الاوراق وبنفس اللاعبين يتوجه في الايام القادمة وفدي فتح المقاطعة برئاسة جوكر السيد عباس عزام الاحمد وجوكر حماس برئاسة موسى ابو مرزوق ن وكأن شيئا لم يحدث على واقع بعد حفلتها في المقاطعة لتجديد شرعية محمود عباس لا من حيث المهام او الوجوه فما زال جوكر السيد عباس هو عزام الاحمد الذي كما يقال مكلف بملف المصالحة مع حماس وننتظر نفس مهامه في الساحة اللبنانية ن اما حماس ايضا وبعد ما قيل عن انتخابات داخلية ما زالت الوجوه هي الوجوه التي تلعب دور رئيسي في سياستها وما زال ابو مرزوق هو ايضا الذي يملك ملف المصالحة مع فتح المقاطعة .
ان تتكرر تلك الوجوه ذاتها بعد فشل دام حوالي عقد من الزمن هو اصرار على الفشل وادرة ازمة الانقسام واطالة عمره على قاعدة كل منهما يعترف بواقع الاخر وقطعة الارض التي يسيطر عليها في ما تبقى من ارض الوطن في الضفة وغزة .
وكأن الحفلة ومخرجاتها لم تأتي باي شيء جديد سوى تجديد شرعية محمود عباس واعتماد الحل السياسي التفاوضي هو الخيار الوحيد والمقاومة السلمية الذكية والذهاب للمحافل الدولية وبنفس الوجوه العاملة في مهامها فها هو منجديد يذهب صائب عريقات الى امريكا لمزاولة مهامه واما الاضافة المحدودة للجنة المركزية فهي اضافة هامشية على واقع اللجنة المركزية السابقة ، واعضاء مؤتمر الحفلة استمتعوا بعدة ايام في الفنادق وخدماتها وحقنة موضوعية ليشعروا بالنشوة ولو على منحدر جرف.
اما حماس فكل ما قيل عن تغيرات ومراجعات ومعام جديدة في انتخاباتها الداخلية لم يحدث اي تغيير وفي اطلاقتها كل ما قيل في مهرجاناتها في غزة هو التباهي بانجازاتها الصاروخية وغيره من توسع لحاضنتها الشعبية وجماهيرها ودعوات مثل تلك الدعوات المتبادلة بينها وبين عباس وطاقمة في النية لانهاء الانقسام .
على مدار عشر اعوام من الانقسام وكل منهما يحمل حقيبة المصالحة وبنفس الاشخاص حيث اصبحت تلك الحقيبة مصابة بالتقادم والتهالك ولان من ادار حوارات المصالحة في كلا الطرفين من وجوه لن ياتو بجديد من القاهرة لجدة ثم العودة للقاهرة ثم قطر ""1" وقطر ""2"" وسويسرا وغيره من جولات يتم تبادل الابتسامات والضحكات الواسعة ثم اتفاق الشاطيء الذي تمخض عنه ولادة حكومة التوافق التي لم تفعل شيئا لقطاع غزة فما زالت ازمة الطاقة والصحة والتعليم والبطالة والفقر وظواهر متعددة من الاهمال والاستهبال .
هذه المرة يذهب الطرفان الى جنييف وبنفس الوجوه السابقة وكأن العواصم السابقة لم تتسع لمقدار ذكائهم وحنكتهم ولم تعد الدول الراعية في البلاد العربية وخاصة مصر بقوتها وقوة اكاديمييها في مجال السياسة والاستراتيجيات قادرة ان تحتوي تلك العبقريات ...!! والذهاب لجنييف برعاية جنيفية لها ذوق الغرب وارتكاز اوروبي وهذا ما يبحث عنه كلا من الطرفين .....!!!
ولكن لماذا جنييف بعد ان تردد على لسان محمود عباس مرارا بان الطرفين سيذهبان مجددا الى قطر وبرعاية وزير خارجيتها لاستئناف المحادثات وان صح التعبير المفاوضات ...!!
لقد التقت الدولة المصرية مع قادة الجهاد الاسلامي للبحث في مبادردتهم لانهاء الانقسام والوصول لبرنامج سياسي واحد وتجديد الشرعيات المؤسساتية الفلسطينية ، واتجهت مصر من اكثر من عام من رح مبادرات انهاء الخلافات الفتحاوية الداخلية للوصول الى معادلة وطنية ناضجة مع حماس ومن ثم اتجهت مصر استراتيجيا نحو غزة لمعطيات تاريخية وسياسية وامنية ، وعزمت مصر على عقد لقاء يضم كل الفصائل الوطنية والاسلامية لانهاء الخلافات الفلسطينية ، وامام ما تردد على لسان محمود عباس ومن حوله عن ما يسمى القرار الفلسطيني والفتحاوي المستقل ، وقطع الطريق على الجهود المصرية لانهاء الخلافات الداخلية الفتحاوية بعقد مؤتمره بحفلة المقاطعة ، فيبدو ان كلا الطرفين عباس وحاس يريدان ان يهربان من من اي التزامات او ضوابط ترعاها مصر لتحقيق المصالحة بين السلطة وحزبها وحماس وقوتها وسيطرتها على غزة ليذهبان الى جنييف قد تستفيد حماس من هذا اللقاء الاوروبي المفتوح عل حكومات اوروبا ويستفيد عباس وحزبه وسلطته من ايتحقاقات وحدوية ترعاها القاهرة .
قد نفهو ان الطرفين لديهم قاعدة الهروب من اي التزامات اوضوابط ترعاها مصر تجاه الاوضاع الفلسطينية المتفرقة سواء على صعيد فتح الداخلي او على صعيد الانقسام الفلسطيني بين الضفة وغزة .
قد يكون الان عباس وبعد رسالة الغزل التي وجهها لحماس محتاجا لتواصل وضمن خطوات محسوبه مع حماس لمواجهة عدوه اللدود دحلان وقاعدة الشعبية في غزة ولاول مره هناك نية لدى مركزيته للتوجه لقطاع غزة كما افاد عباس زكي ، رسالة الغزل من عباس التي واجهتها حماس بكل استهتار ونقد لاذع لمدخلات مؤتمره ومخرجاته.... ولكن هل تبلع حماس طعم عباس ام يبلع عباس طعم حماس وكلاهما له برنامج يتناقض مع الاخر ..... وهل ستكون هناك تحالفات مرحلية وليس انهاء الانقسام على قواعد وطنية .. فما زال دحلان صامتا ولديه ما يقول وما يفعل ..... وهنا يكمن ما تخبيء الايام القادمة ...... وتبقى جنيف حفلة توزيع الضحكات والوجبات الغذائية الدسمة في عاصمة اوروبية قريبه من حكومات اوروبا الاخرى ..
بقلم/ سميح خلف