ثمة ما هو مهم بفوز ترامب لرئاسة الولايات المتحدة الامريكية ن وبخطابه الغير مأألوف وغير النمطي الذي اتبعه الرؤساء السابقين سواء من الحزب الديموقراطي او الجمهورين ففي بعض الاحيان كان خطابه وجمله صادمة للراي العام والسياسيين سواء من الحزب الجمهوري الذي تولى الرئاسة باسمه او الديموقراطي الخصم والتي كانت تمثله هيلاري كلنتون وما تم من تجييره في حلبة الصراع من اعلام ورأس مال ومؤسسات لمنع وصول هذا الرجل الملياردير الى قمة القرار في امريكا ويبدوان ان ترامب لن يدخل الى البيت الابيض بقدمه اليمنى بل سيدخله بقدمه اليسرى المتجهة نحو بوتن وروسيا.
قيل عن عن ترامب بانه سوري الاصل ن فلا يخفى على احد ان تصريحاته بشأن سوريا كانت تميل لدعم الدولة وبشار الاسد امام المجموعات المتطرفة الاخرى والمناوءة لبشار والدولة السورية ولكن في حقيقة الامر ان ترامب تنحدر سلالته الى الجنسية والمواطنة الالمانية .
ترامب: قد يكون من الصعب استكشاف او استنباط ماذا ستكون سياسته الداخلية امام العجز المالي العام وخاصة انه وعد بثورة في المؤسسات الامريكية واكال الاتهامات للادارات الامريكية السابقة بوس واوباما بخصوص السياسات الداخلية والسياسات الخارجية مثل العراق وليبيا وسوريا والاتفاق النووي مع ايران 5+1 ووعد بطلب تعديل بعض البنود فيها .
في عهد الحزب الديموقراطي ورئاسة اوباما برزت الحرب الباردة وعادت من جديد بتسلم بوتن الكرملين واوباما البيت الابيض في مناطق ساخنه جدا في جزر القرم واوكرانيا لتزداد حدتها في سوريا وتصعيد ملحوظ في خليج عدن ، الى ان كانت الحرب الباردة وبضعف السياسة الخارجية لاوباما ووزير خارجيته كيري الى ان تميل الحرب الباردة الى الحسم من قبل الروس في اوكرانيا وفي سوريا فمنذ عام وضع الروس كافة امكانياتهم لصالح الدولة السورية امام الجماعات المتطرفة والمتعددة الى ان حسمت معركة حلب بهزيمة مذلة للمجموعات المناوءة للدولة السورية والنظام السوري وكما هو الحال التقدم السريع للقوات العراقية التي توصف بالمذهبية نحو الموصل .
من اوليات ترامب والتي انعكست عن تصريحاته انهاء وجود داعش والجماعات المتطرفة لصالح الدول الوطنية في المنطقة سواء في سوريا او ليبيا او اليمن والعراق ولكن ترامب لم يخفي طموحاته في استغلال الخزانة العربية لدول الخليج لتمويل مشاريعه الخاصة بالمنطقة وكما يدعي بالمديونية العامة التي تعاني منها الخزانة الامريكية .
سياسة ترامب الخارجية التي بدت ملامحها بتعيين مقرب وصديق لبوتن لوزارة الخارجية الامريكية مما يعني انهاء بوادر الحرب الباردة في العالم لتكاتف القوتين العظمتين لحل مشاكل العالم الثالث وما نتج من خراب من سياسات الحزب الديموقراطي بقيادة بوش واوباما وخاصة نشرهم وتغذيتهم للفوضى ونشر النزعات المذهبية والطائفية في المنطقة العربية تمهيدا لتقسيم المنطقة من جديد في تعديل لسايكس بيكو يعتمد على التجمعات المذهبية والعرقية ، ففي كتاب الكاتب والمحلل السياسي الامركي الصهيوني اويدد يونيو ن" استراتيجية اسرائيل " نجد ان ما يحدث في البلدان العربية هي السيناريوهات التي طرحها هذا الكتاب لتصل اسرائيل الى "" اسرائيل العظمى """ وبالتالي كانت السياسة الخارجية للديموقراطيين هي عبارة عن تطبيق لتلك الاستراتيجية الاسرائيلية في المنطقة .
ولكن ترامب وسياسته الخارجية التي اوضح فيها بتقييد الاتفاق النووي مع ايران هو يفتح المجال بتزويد كوريا الجنوبية بالسلاح النووي .
خصوص اوروبا اعتقد ان الاوروبيين سيواجهون سياسة مضطربه من التحالفات بين اوروبا وامريكا قد لا تلبي طموحات بريطانيا الطفل المدلل للديموقراطيين .
بخصوص الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وما كانت تصريحات ترامب ابان حملته الانتخابية بنقل السفارة الاسرائيلية للقدس قد يكون هناك تراجعا حول هذا التوجه وان كان قد عين سفيرا للولايات المتحدة في اسرائيل يهوديا وتمنى نقل السفارة قريبا الى القدس ولكن الامور قد تكون معقدة اكثر من الاماني فقد سبق ان طرح هذا الملف على رؤساء الولايات المتحدة السابقين ، ففي اجتماع لسفراء عرب في واشنطن وكما نقلت cnn عبر مستشار ترامب "" وليد فارس"قائلا إن مثل هذه الخطوة "معقدة"، وإذا جرى اتخاذها فستكون جزءا من عملية تستغرق وقتا طويلا. وأشار إلى أن رؤساء أمريكيين سابقين درسوا نقل السفارة. وفي نفس الوقت عبر وليد فارس ان الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ليس من بين اولويات الادارة الامريكية الجديدة في هذه المرحلة بل معالجات بؤر التوتر والفوضى في سوريا والعمل على مناطق امنه للمدنيين وكذلك في ليبيا واليمن والعراق، وكما افاد ربما سيكون اهتمام ترامب اهتمام شخصي للوصول لتفاهمات بين الاسرائيليين والفلسطينيين وبدون طرح حل استراتيجي للصراع .
قد تكون زيارة صائب عريقات وماجد فرج لامريكا وهي الزيارة الاستكشافية التي منيت بالفشل والتي تنازل فيها صائب عن حل الدولتين واللاجئين هي تنازلات اضافية قد تسهل امام الاهتمام الشخصي لترامب وضع اليات جديدة لحلول وضعية في القدس والضفة ويبقى الحال على المستوى الوطني الفلسطيني في جمود امام ادرة جديدة امريكية لها من الاولويات في المنطقة تبتعد عن اولويات الصراع الفلسطيني الاسرائيلي الذي لايوجد فيه محفز فلسطيني مقاوم للاحتلال يجعل الادارة الامريكية تضع الصراع من ضمن اولوياتها .
بقلم/ سميح خلف