من قتل الزواري ومن قتل وقتل وقتل اسئلة دائما متكررة ومن هم ولصالح من ولكن الحققة تبقى الخسارة الفادحة التي تخسرها فلسطين والعرب مع كل حادثة اغتيال تنسب بشكل مباش للموساد الاسرائيلي، لم يتسأل احد عن دعما لوجستيا ومعلومات وامكانيات ، واستهبال امني او تغافل امني او تورط امني ، وتبقى السلوكيات السائدة الشجب والاستنكار والصراح والعويل من حم الضربة والخسارة والتي يتخللها تهديد ووعيد لاسرائيل والموساد وفي الوقت والزمان المناسبين ، وتذهب فيما بعد الى ادراج الرياح، وتنتهي الصدمة وصداها ليصدم الفلسطينيين والعرب بصدمة جديدة ايضا، وليبدأ المشهد من جديد... ولكن الحقيقة المؤلمة ان الفلسطينيين والعرب يخسرون دائما ، وخسارات فادحة من جهاز ما يسمى المؤساد، فالموساد يلاحق الفلسطينيين في الداخل والخارج ويقوم بتصفية واعدام النشطاء في الداخل ولو كانوه افال او نساء ويلاحقهم في الخارج ايضا باحثا عن طاقاتهم وعولهم وقادتهم .. ودائما ينجح ، اما العرب والمتعاطفين مع الفلسطينيين ويعتبرون فلسطين هي قضيتهم المحورية ليس بعيدين ايضا في برامجهم العلمية او العسكرية او الاقتصادية عن اعين الموساد وترصدهم وترصد تحركاتهم سواء داخل الارض العربية او خارجها .
ليس هناك متسع للكم الكبير الذي قام به جهاز الموساد"" وكالة الاستخبارات الاسرائيلية "" الذي تأسس في 13 ديسمبر عام 1949م والمكلف بتنفيذ العمليات السرية داخل الكيان الاسرائيلي فهو يعمل لجمع المعلومات الاوالاختراقات سواء في داخل الدول الصديقة او او الدول التي لا تعترف باسرائيل وربما كشفت الايام عن العميل الاسرائيلي الذي كان يتجسس على امريكا وكما الحال في روسيا وغيره من البلدان في العالم ، المهم يتصور البعض ان جهاز الموساد جهاز خارق يفعل مايريد وبما يستهدف ولكن الحقيقة ورغم لمعان عملياته وتركيزها واستهدافها لعناصر وخبرات وقادة واكاديميين الا انه كثيرا ما يصاب بالفشل في اداء مهامه وخاصة ما قبل عملية الفردان عام 1973 والتي فيها اغتيال القادة الثلاث المؤثرين في حركة فتح والمقاومة الفلسطينية ابو يوسف النجار وكمال عدوان وكمال ناصر وتأثير هذا الاغتيال على محورية عمل حركة فتح من ذاك الوقت .
ومن ابرز عملاء الموساد الذي كان لهم دورا في تنفيذ عمليات مؤثرة على المستوى العربي او جمع المعلومات او تنفيذ الاغتيالات ،احمد خميس بيومي ن امينه المفتي ووصلت لمكتب عرفات ، عدنان ياسين محورية الجوسسة لاغتيال ابو جهاد عمل مدير العلاقات في مكتب المنظمة في تونس وكذلك له دورا في التجسس على القيادة الفلسطينية وله دور في اغتيال القائد الامني عاطف بسيسو، ابراهيم سيناء ، سعيد شاهين، ايلي كوهين، باروخ زكي ، شولا كوهين، طارق عبد العزيز، محمد صابر ، مصعب داوود خليل،منير روفا،هبه سليم.
اختراقات قد تطال اجهزة ومؤسسات تعكس حالة الغياب الامني عند تنفيذ عمليات الاغتيال ، لم تتوقف عملية اغتيال الشخصيات الاكاديمية من الاربعينات لعلماء الكيمياء والذرة والفيزياء ، فحيث كان نصيب العراق بعد اجتياحه من اغتيال اكثر من 1500 عالم في مختلف المجالات ، ومن ابرز هؤلاء ماقبل الاجتياح اغتيال عالم الذرة المصري الدكتور المشد في باريس ، اما الفلسطينيين فلقد كان لهم النصيب الاكبر في اغتيال قادتهم ونشطائهم سواء في فتح ولجنتها المركزية وكادرها خيث تم اغتيال غالبية قادتها المؤسسين مما اثر على تكوينها وتوجهاتها التي نراها اليوم ، كما طالت التصفيات كل قادة الفصائل الوطنية وكما كانت نفس الخطوات المؤثرة على قادة الحركة الوطنية قد طالت التصفيات وبنفس التوجه الاستراتيجي قادة حماس المؤثرين والمؤسسين وكما طالت حركة الجهاد الاسلامي باغتيال مؤسسها فتحي الشقاقي ..
ولنتذر ايضا في اوائل الخمسينات استعان الزعيم القومي الراحل جمال عبد الناصر بعلماء تكنولوجيا وذرة من المانيا الشرقية لتطوير القاعدة الصناعية والبحثية الا ان هؤلاء الخبراء تم اغتسالهم جميعا على ايدي الموساد.
اذا نحن امام حالة متكررة وتكاد تكون بنفس السيناريوهات وبنفس الاليات وكما حدث لابو جهاد تكاد العملية مشابهة لاغتيال عالم الطيران التونسي الحمساوي والمنتمي لحركة المقاومة الاسلامية حماس والذ عاش في سوريا متعلما وباحثا وعاملا في المصانع السورية ونظمته حماس اثناء عمله في مجال الطيران السوري وعندما كانت سوريا هي حاضنة حماس ما قبل ما يسمى الربيع العربي ، العالم الزواري لم يعيش كثيرا في صفاقس بل هلاب من نظام زين العابدين ومنذ شبابه والتجأ الى سولريا وتعلم فيها وتزوج منها وعمل فيها .
القتاة العبرية العاشرة ومراسلها تذهب الى صفاقس والى بيت الزواري وتصور وتتحدث عن سيناريوهات ، القاناة العاشرة الاسرائيلية هي اداة اعلامية للموساد، تعمل في تونس وبسهولة ولتكمل ما هو ناقص من مؤثرات وردود الافعال على عملية الاغتيال وتوثق ، هذه من احدى المهازل والفراغات والاهمال الامني ، وقد تكشف الايام كما كسفت من احداث اغتيال خليل الوزير ان هناك من قدم دعما لوجستيا ونفذ ايضا من متواطئين ، ولكن السؤال الاهم ، كيف عرف جهاز الموساد وبدقه عن مشروعه مع حماس في صناعة الطائرة بدون طيار وخغواصة تعمل عن بعد...؟؟ وانه زار غزة مرتين ،وكثير من الاسئلة التي ترجعنا الى حياة المهندس يحيى عياش وكيفية اغتياله وكسف مهامه ونشاطاته في حركة المقاومة الاسلامية .
تبقى الاسئلة متكررة بعلامات استفاهما وتعجبها ن ونبقى نحن الخاسرون والموساد يعلق النياشين لنجاحاته في اغتيال قادتنا وعلمائنا وكوادرنا النشطة وكلها جزئيات هامة في الصراع والتي احدثت تحول مهين في البرنامج السياسي والنضالي وفي مستوى مدارك الصراع مع الكيان الاسرائيلي .
بقلم/ سميح خلف