اليوم تشغل صفحات التواصل الاجتماعي نقاشا حادا بين مؤيد ومعارض بتهنئة المسيحيين في الوطن الواحد بأعيادهم ومناسباتهم ويعتبرها البعض غير جائز وهي من نواقض الاسلام بناء على دين حنيف يراد تشويه من بعض الجهلاء الذين لا يعرفون مقاصده حيث أطلقوا مصطلح "الولاء والبراء" فجعلوا التهنئة والحب موالاة تخرج من الملة. وهذا محض افتراء على الدين الاسلامي الحنيف الذي جاء للعالمين وللكافة .
وانا لا أعتبر أن التهنئة من العقائد ولا من العبادات بل هي من المعاملات والمجاملة وهي تتعلق بالجانب الاجتماعي والأخلاقي والإنساني وقبل ذلك كلة الجانب الوطني والأصل في ذلك هو الإباحة ما لم يرد نص يحرم أو يقيد.
فكيف لا نهنئ أنفسنا والمسيحيين بأعيادهم في الوطن الواحد والوطن العربي الكبير وهم شركاء في الوطن وشركاء في الواجب الوطني والإنساني والأخلاقي وشركاء بالقرار الخاص بكل مناحي الحياة وفي فلسطين الحبيبة، حيث استشهد واعتقل منهم الكثير دفاعا عن الوطن، وصدحت كنائسهم بالآذان والصلاة وتقديم الطعام والشراب والملبس وخلافه .... للمتضررين من العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة لعام 2014 تضامنا مع قضيتهم الفلسطينية وشعبهم الفلسطيني بل في كل الحروب الاخيرة على قطاع غزة ضد دولة الاحتلال وجيشه الصهيوني، وفتحوا كنائسهم عندما اعتدى الصهاينة على أبناء شعبهم الفلسطيني. فكيف لا يهنّئ المسلم المسيحي الذي استضافه مرحلاً ومهاجرا في بلاده بعد أن شرد ورحل من بلاده.
فكل عام وهم ونحن والأشقاء والأصدقاء والأخوة في الإنسانية جميعا بألف خير وشعبنا الفلسطيني كله بألف خير وفلسطين الحبيبة بألف خير وأمتنا العربية والإسلامية بألف خير.
بقلم/ د. عبدالكريم شبير
خبير في القانون الدولي