مش إخوان ولا مسلمين..!!

بقلم: توفيق الحاج

منذ غزوة (الفتح) الشهيرة صيف سنة 1399هجرية _1979م و قهر الهلال الأحمر لأنه أحمر ودحر أربابه من المنافقين المرجفين والكفرة الشيوعيين!! وحرق مكتبة الضرار بما فيها من مصاحف ومراجع دينية !! بما يذكرنا بحرق كتب الفيلسوف ابن رشد قبل الغروب الاندلسي من غرب اوروبا !!
منذ ذلك الوقت وأنا أبحث وأنقب وأدرس وأقلب الاحداث الشهادات والمذكرات والفيديوهات عن حركة الإخوان المسلمين بشكل عام وعن إخوان غزة بشكل خاص الذين عرفوا قيمة وتأثير المساجد و بدأوا منها التنظيم سرا وعلانية وتغلغلوا فيها ثم حربهم الضروس في الخمسينات على الشخصيات الوطنية وتكفيرها ومطاردتهم للشاعر الأشهر (معين بسيسو ) ورفاقه لكي يدخلوا بهم الجنة..!! مع ان المعتقلات المصرية جمعت بمفارقة ساخرة بين الكفار والمؤمنين في منتجعات أبو زعبل والواحات..!! ويلجأ المغضوب عليهم من اخوان مسلمين واخوان ماركس واخوان بعث غزة الى التقية من مخابرات عبد الناصر ثم يتعايش الاخوان بعد هزيمة 67 بالحلال مع ليخم وشمينت الاحتلال بينما يزهر ربيع المقاومة مع فتح والجبهة باقحوان محمد الاسود ورفيق السالمي ودلال المغربي !!
في الضفة يفشل الاحتلال في تحجيم المد الوطني بمحاولة اغتيال رؤساء البلدبات وروابط القرى !!
وفي غزة نسمع فجأة عام 76 عن جمعية خيرية اسلامية وترخيصهاعام 78 من منسق الادارة المدنية باسم(المجمع الاسلامي ) كذراع غزاوي معتمد للجماعة الأم وتتعاظم الانشطة وتتنوع وننوسع وتتمدد وتتعدد الجمعيات بدعم داخلي وخارجي !!
كان الهدف فيما يبدو الوقوف في وجه الخط الوطني المتصاعد تماما كما فعل إخوان مصر في الاربعينات وكان المجمع الاسلامي المسئول الخفي عما جرى من فتن واغتيالات واحتكاكات دموية في الجامعات والمخيمات مثلما حدث في السبت الاسود ليتحول اسمه فيما بعد لسوء السمعة من جنازير ومية نار الى (حماس) تماشيا مع المزاج العام في انتفاضة شعبية أولى..!!
قرأت ما لجماعة الاخوان من ما قبل التكوين أيام الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا الوهابي علنا وابو الاعلى المودودي وطبعا الامام المرشد حسن البنا وأستاذه الشيخ محب الدين الخطيب ورحلتهما للحجاز وتقبيل الامام ليد الملك عبد العزيز!! وتأثرهما بالوهابية شعارا وشعورا وبيعة مشابهة للبيعة الماسونية في غرفة مظلمة !! بهدف رفع شأن الاسلام والمسلمين والالتزام بنهج الدين القويم وانتشارهم السريع في النجوع ونجاحهم منقطع النظير بالموعظة الحسنة وبسالتهم في حرب فلسطين وما مروا به من تحديات ومحن واعتقالات ومحاكمات وتعذيب واعدامات و...و......
وقرات ما عليهم من بداية ملفتة و مثيرة للشك ببناء مسجد في الاسماعيلية بدعم 5 الاف جنيه من شركة قناة السويس الى دعم المندوب السامي لخط ديني في مواجهة الخط الوطني فالوطن عندهم ليس جغرافيا وإنما دين فحيث يكون الإسلام يكون الوطن..!! وتظاهراتهم لنصرة الملك الخليفة فؤاد الاول ثم فاروق وشعار والله الملك بدلا من الله الوطن!!
وجدت حركة كفر مرشدها الاول الامة في رسائل التعاليم واعتمد القوة تحت شعار بسيفين ومصحف وآية (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) فتسلحت وأرهبت بمواقف مريبة وممارسات ومؤامرات وخيانات وأنانيات وانقلاب فاشل في اليمن واغتيالات في وضح النهار للقاضي الخازندار والحكمدار ثم النقراشي مما اغضب الملك فاروق واربك البنا فاعتذر وتبرأ من فعل الزعران فقال ماقلته لكم في العنوان لكن ذلك لم يشفع له عند مولاه السلطان فقضى بنفس الطريقة نادما على ما كان من تحول من الدعوة الى العنفوان..!!
وقرات عن ركوب الاخوان لراحلة ثورة يوليو التي رقت لهم لكنها لما احست غاياتهم بالوصاية شمصت!! فلجأوا لاغتيال عبد الناصر..وفشلوا فاعدم من اعدم وعذب من عذب وسجن من سجن.. وهرب من هرب مستنجدا بولاة امره بريطانيا وامريكا والسعودية..!! وتكرر الامر بعد سنوات بظهور عم سيد قطب ملك التكفير.!!ومؤامرة مدبرة لقلب النظام فانتهى على اثرها المرحوم الى عشماوي !!
وكانت النكسة التي اظهر فيها الاخوان شماتة مقززة باخوانهم العرب المسلمين معللين الهزيمة انها بسبب الفجور والفسوق والبعد عن شرع الله.. وكأن شعب الله المحتار انتصر لانه كان أكثر ورعا وتقوى..!!
ولجأ لهم االسادات وقربهم بلعبة (خذ وهات) لكنه اغتيل على يد غلاة منهم.. ولاعبهم مبارك ولاعبوه الى ان انقضوا عليه راكبين موجة شباب مؤمرك ارعن تقودهم ماما أمريكا التي اعتبرت الاخوان بعد مباحثات سرية وعلنية (الحصان الاسود) البديل لخيل عربية حاكمة هرمت ولم تعد قادرة على تنفيذ مخطط الشرخ الاوسخ الجديد والمسمى فيما بعد (الربيع العربي)..!!
قبل ذلك الوقت بثلاث سنوات كان اخوان غزة وقد قويت شوكتهم في ظل فساد وترهل وطني قد نجحوا من خلال حركة حماس في الحصول عمليا على موطئ قدم اخواني خالص في غزة بعد انقسام دموي قبيح ومرير وانسحاب سلطة مهترئة ومهلهلة واصبحت هذه التجربة الفريدة مع فشل تجارب ترابي السودان ونهضة تونس وشريعة ليبيا فيما بعد مثالا اخوانيا ناجحا يحتذى للسيطرة على حكم ولو حاكورة !! ونموذج قابل لتطبيق يبعث على الامل في إحياء حلم الخلافة المجيد الذي شبع موتا منذ رحيل السلطان عبد الحميد..!!
بينما كان شعبنا ولازال يرى فيها فتنة وطنية فادحة في حجم نكبة و انقساما سياسيا واجتماعيا بغيضا لايندمل حتى في الاسرة الواحدة!!
لقد خلصت بعد كل هذه القراءات وتلك المعايشات طوال30 من السنوات إلى ان حركة الإخوان المسلمين أكبر حركة (دينو ساسية) سلفية بروح وهابية صارمة في العصر الحديث محكوم أتباعها بالطاعة التامة من المأمور للأمير إلى درجة ان ينفذ الامر دون نقاش حتى ولو كان قتل ابيه..!!
حركة ولاء وبراء تكفيرية متطرفة لا اعتدال فيها البتة وان ما يبدو للبعض من اعتدال ليس الا مرونة مطلوبة تبعا للحاجة والمصالح !!
حركة اسلام سياسي خالصة تسعى للحكم والامارة تخرجت من بين يديها كل المسميات المتطرفة التي سمعنا ونسمع عنها من جماعة (صالح سرية) الى حركة (حسم) !! وهي قريبة الشبة بما عرف عنها من اغتيالات من فرق دينية دموية شهيرة مرت عبر التاريخ !!
حركة انغلاقية مستريبه بكل ما دونها اشتغلت بالدين للدنيا واجتهدت 90 عاما فتمكنت من الانتشار وقوة النفوذ والدعم الغربي والرجعي مستغلة مكانة الدين عند الناس والقدرة على الوعظ بالتحبب والتقرب والتواصل في المساجد والندوات واستطاعت امتطاء مايسمى بالخريف العربي وحكم مصر عاما مريرا لفظها فيها الشعب بشكل قاطع!!رغم اخطبوط الجزيرة الاعلامي المضلل!!
وبمرور الزمن مع تراكم اخطائها وخطاياها اضحت الحركة الهرمة بحاجة لمراجعات شابة جريئة قاومها زعماء مكتب الارشاد المتسلطون والذين تقزموا في النهاية الى عملاء سمسونايت يتنقلون مابين الدوحة واستانبول !! فتراجعت الجماعة وقد فشلت في مصر وانكشف امرها بشكل واضح وفاضح بشهادة الشيخ (عبد الفتاح مورو ) الرجل الثاني في نهضة الغنوشي التي كانت أذكى وأبعد نظرا !!
أكتفى بهذا القدر وأنا أعلم ان البعض ممن احترمهم من إخوان غزة قد لا يعجبه قولي وربما يقول في ما قال مالك في الخمر وأنا كما أدبني ربي بكل سعة صدر وصبر أعذر وأغفر!!
اللهم اني وكلتك امري وأنا أكتب شهادتي هذه مطمئنا مرتاح الضمير وانت مولاي وحسبي ونعم النصير

توفيق الحاج