القدس خط احمر .... كلام جميل .. عبارة موزونة نحويا .... ولكن هل حقا قضية القدس كانت ومازالت خط احمر يحدد العلاقة بين الفلسطينيين واسرائيل وبين العرب واسرائيل وبين المسلمين والمسيحيين واسرائيل ... ارى في ذلك ما هو منافي للحقيقية .. ومجرد تصريحات لا تغير من واقع الاحتلال ، تصريحات ومواقف خطابية منذ ما قبل النكبة وما بعدها ... لا ادري عن اي واقعية يتحدث بعض المسؤلين الفلسطينيين .... اهو واقع الاحتلال ام واقع الفلسطينيين ام واقع العرب ام واقع الامة الاسلامية ..؟؟!!!
امام تهديدات ترامب وادارته الجديدة بنقل السفارة الامريكية الى القدس وبموقف يتنافى مع سياسات الادارات الامريكية السابقة ما بعد حرب حزيران عام 67م ، انطلقت ردود افعال واقتصرت اعلاميا على الرئيس الفلسطيني وبعض مسؤلي السلطة ، ولكن لي ان اسأل : هل القدس خط احمر لنقل السفارة الامريكية للقدس لمعاني ومتجهات سياسية ودبلوماسية وامنية هو فقط الخط الاحمر ...؟؟!! الم يكن خط احمر عندما احرق متطرف استرالي وتوجيه من المتطرفين الاسرائيليين القدس عام 69م ببحرق الجناح الشرقي للجامع القبلي ومنبر صلاح الدين ...؟؟!! حينها وجه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر رسالة الى القوات المسلحة المصرية ولقائده الفريق اول الشهيد محمد فوزي و التي كانت تخوض حرب استنزاف ضد الاحتلال الاسرائيلي قال فيها: . : مع كل مشاعر الغضب الجارف والحزن العميق والآلام الروحية والمادية التي تعصف في قلوب امتنا بأسرها من المحيط إلى الخليج فإنني لم أجد من أتوجه إليه هذه اللحظة بخواطري غير القوات المسلحة للجمهورية العربية المتحدة ومن ورائها القوات المسلحة لشعوب امتنا العربية وكل قوى المقاومة الشريفة التي فجرتها التجربة القاسية التي أراد الله بها عز وجل أن يمتحن صبرنا وان يختبر صلابتنا
لقد انتظرت وفكرت كثيرا في الجريمة المروعة التي ارتكبت في حق قدس الأقداس من ديننا وتاريخنا وحضارتنا وفي النهاية فإنني لم أجد غير تأكيد جديد للمعاني التي كانت واضحة أمامنا جميعا منذ اليوم الأول لتجربتنا القاسية وذلك انه لا بديل ولا أمل ولا طريق إلا القوة العربية بكل ما تستطيع حشده وبكل ما تملك توجيهه وبكل ما تستطيع الضغط به حتى يتم نصر الله حقا وعزيزا... سوف نعود إلى القدس وسوف تعود القدس إلينا ولسوف نحارب من اجل ذلك ولن نلقي السلاح حتى ينصر الله جنده ويعلي حقه ويعز بيته ويعود السلام الحقيقي إلى مدينة السلام "" اما ما قالته جولدمائير رئيس وزراء اسرائيل ليلتها :.
" لم انم ليلتها وأنا أتخيل العرب سيدخلون اسرائيل أفواجاً من كل صوب .. لكني عندما طلع الصباح ولم يحدث شيء أدركت ان بإستطاعتنا فعل ما نشاء فهذه أمة نائمة "
كثير من الخطوط الحمر كانت للقدس ولم يغير ساكنا في اريخها المعاصر وهنا نعيد نفس التساؤل :-
اليس كان هناك خط احمر عندما عندما ....؟؟1
1- احرق المسجد الاقصى في 21869م
2- عندما اكتسحت المستوطنات لتلف اركان القدس والمسجد الاقصى وتدادها 41 مستوطنة للان
3- اليس بيع اراضي القدس عبر سماسرة واخرها عن طريق بطريرك الكنيسة الارثوذكسية تيوفيلوس الثالث ببيع الف دونم مقابل مليون دولار للاسرائيليين.... واين السلطة التي تتحث عن الخطوط الحمر ...!!
4- موازنة السلطة التي لا تتجاوز 6،5 مليون دولار امام رصد اموال كبيرة اسرائلية لشراء العقارات والاراضي ، حيث صرح عدنان الحسيني مسؤول ملف القدس: أنه منذ توليه منصب محافظ القدس قبل نحو 9 سنوات ومنصب وزير شؤون القدس قبل نحو 5 سنوات لم يتلق قرشا واحدا من الدعم العربي والاسلامي له علاقة مباشرة بتثبيت المقدسيين وصمودهم فوق أرضهم. باستثناء دولة الامارات والنائب دحلان بضخ اموال ومساعدات لدعم صمود القدس والحفاظ على عقاراتها .
5- بيع الاراضي عبر سماسرة فلسطينيين اليس خط احمر..؟؟
6- عمليات التجريف والانفاق والاستراحات والكباري والمقاهي تحت ارض المسجد الاقصى اليست خط احمر ..؟
امام هذه الحقائق على مستوى المسؤليات الفلسطينية والعربية والاسلامية لامة يقدر تعدادها بمليار ونصف القدس تهود فعلا والقضية ليست شعارات بل واقع وبدون ردود افعال عملية لانقاذ القدس فلسطينيا ، فالسلطة في حالة تنسيق دائم مع الاسرائيليين لملاحقة ومطاردة من يقاومون الاحتلال في القدس ، وعربيا ، العرب منشغلين في احولهم الذاتية بعد فقدانهم زعيم الامة جمال عبد الناصر ، اما المسلمين والدول الاسلامية ولجنة حماية القدس والمؤتمر الاسلامي لا يزيد الموقف عن الاستنكار والشجب لما تقوم به اسرائيل من عمليات تهويد.
ومن هنا لفت نظري بعد التصريحات للرئيس الفلسطيني وقاضي قضاة فلسطين الهباش حول نية نقل السفارة الامريكية للقدس :
الرئيس عباس : اي موقف يعطل أو يغير وضع مدينة القدس هو خط أحمر لن نقبل به». وهنا اقول ما هي البدائل والخيارات التي تمتلكها وما ذا باستطاعتكم ان تفعلوا لو فعلها ترامب ...؟؟!! وفي واقع فلسطيني مشتت منقسم لم يتخذ عباس اي مبادرة لجمع الصف الفلسطيني والوحدة الداخلية وانهاء الانقسام .
اما الهباش :-
إن مثل هذه الخطوة بمثابة إعلان حرب على المسلمين، ولا يمكن القبول بها، او «الوقوف مكتوفي الأيدي إزاءها»، داعياً الى التصدي لها بقوة من أجل منع العبث بمصير المنطقة، وقال: «نمد أيدينا للسلام بصورة لا يستطيع أن ينكرها أحد، لكن ليس بأي ثمن، وليس على حساب القدس».
وأشار إلى أن العالم الإسلامي والمسيحي يرفض مثل هذه الخطوة التي وصفها بـ «الرعونة السياسية»، موضحاً أن التسويات والتفاوض عادة ما تتم في الجوانب السياسية، وليس في الدين والعقيدة والتاريخ. وشدد على أن القدس مفتوحة.
لا اجد في كلا تصريحات الرئيس عباس او قاضي قضاته الا كلمات جوفاء لا تقترن بالواقع ووضع المعالجات له على المستوى الذاتي الفلسطيني من وحدة وحشد الطاقات والصف الفلسطيني والثقافة الوطنية والتعبوية فالسير في التنسيق الامني واضعاف فتح عامود الحركة الوطنية يجعل من اي خيار مستحيل وبدون تأثير او تفعيل ، اما القدس مفتوحة كما ذكر الهباش فهذا يعطي اسرائيل الحق في المسجد الاقصى وحي المغاربة وحائط البراق وينسف قرار اليونسكو ذات العلاقة بضحد الادعاء التاريخي لليهود بحائط البراق وهي عبارة في منتهى الخطورة .
بقلم/ سميح خلف