"حكومة الوحدة الوطنية"

بقلم: أشرف صالح

 حكومة الوحدة الوطنية مصطلح جميل يفتح لنا طاقة الأمل من جديد ويوقظنا بعد نوم عميق ويجعلنا نقف من جديد في ساحة الإنتظار . فهذا ما نستطيع أن نفعله كشعب ليس له قرار . فالخوف دائما يخيم علينا كظلام الليل لأننا نعلم أن الخلافات كثيرة والملفات شائكة والمشاكل متراكمة . حكومة الوحدة رغم أنها جميلة ولكنها ستصبح ضياع للأمل في حال فشلت لأن الفشل سيكلفنا الكثير من وقتنا وحياتنا وقوت يومنا . الإنقسام قسم ظهورنا وحطم أحلامنا . هناك شيئ خطير يلعب دورا هاما في الإنقسام وللأسف الشديد الكثير من الناس يعتقد أنه يكمن في عدم التفاهم بين الفصيلين المتناحرين "فتح حماس" أو يكمن في الكراهية بين الفصيلين فحسب أو يكمن في تطبيق أجندة دولية ومصالح إقليمية تسعى لنشر نفوذها على الساحة الفلسطينية الداخلية . فهذه الأسباب موجودة كما يظن غالب الناس ولكنها واضحة وصريحة عبر ذهن الناس جميعا والسكوت عنها يعني عدم المقدرة على تغييرها ولكن أسباب الإنقسام الأكثر خطورة من هذه الأسباب التي ذكرتها هي مجموعة من الأخطاء القاتلة التي يمارسونها الأشخاص القائمين على ملف المصالحة وهي عدة نقاط .

 أولا : الصولات والجولات المتكررة في ملف المصالحة وتسويقها في المجتمع الدولي والوطن العربي وتسويقها عبر وسائل الإعلام وتكرار الجلسات المنعقدة بين الطرفين المتناحرين يعطي إنطباعا للناس بأنهم جادين في المصالحة وأنهم يعملون ليلا نهارا لتحقيق هذا الملف الشائك . ولكن في الحقيقة ما هي إلا تقاليد واعراف سياسية الهدف منها الحفاظ على هيبة بعض الاشخاص أما الرأي العام .

ثانيا: الغريب في الأمر أن جولات المصالحة الوطنية الفلسطينية تتنقل بين العواصم العربية والدولية وتبحث على من يرعاها ويدير الحوار بين الأشقاء وهذا دليل واضح على أن الأشقاء أنفسهم لا يملكون القدرة على إدارة انفسهم وحل مشاكلهم بانفسهم . فكيف سوف يديرون الوطن سويا في حال إنتهت مهام الوسطاء بينهم وتركو الشئن  لأصحابة .

ثالثا : من المؤسف أيضا أن بعد كل جلسة للمصالحة مباشرتا تبدأ الإتهامات بين الطرفين والتراشق بالألفاظ وتحميل المسئولية من طرف الى آخر عبر وسائل الإعلام وهذا ما يجعلهم يتنصلون من الإتفاقات السابقة بشكل سهل ويبقى الشعب المطحون في حيرة من أمره .

يجب علينا أن نعلم تماما أن مهما كانت الخلافات كثيرة ولكن الحلول كثيرة أيضا ومهما تراكمت المشاكل والملفات الشائكة سيكون حلها سهلا بشرط وجود النية الصادقة والوقت كفيل والجهد المتواصل كفيل أيضا في حل جميع المشاكل المتراكمة بشرط أن تكون النية صادقة لله وللوطن وللشعب ودون تأخير ولا تأجيل ولا تردد عن خدمة الخير للجميع .

 

بقلم الكاتب الصحفي : أشرف صالح