نظمت جمعية مدرسة الأمهات، طاولة مستديرة ضمت ممثلين وممثلات عن المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات النسائية والقطاع الخاص وفصائل العمل الوطني في محافظة نابلس وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP ولجنة المرأة للأمم المتحدة UN-WOMAN، للفحص المشترك للتدخلات المطلوبة لمعالجة قضية العاملات في المستوطنات الإسرائيلية وما يتعرضن له من انتهاكات اقتصادية واجتماعية تمس كرامتهن الإنسانية والوطنية
وفي بداية اللقاء رحبت مديرة الجمعية ناديا شحاده بالحضور وتطرقت إلى التطورات الحاصلة على برامج جمعية مدرسة الأمهات على امتداد17 عاما والتي ابتدأت ببرنامج التعليم والإرشاد في موقع واحد وهو مخيم عسكر، وباتت الآن تتضمن عددا من البرامج التمكينية والإرشادية في محافظات الشمال الست، والتي يقع برنامج التمكين الاقتصادي للنساء العاملات في المستوطنات الإسرائيلية ضمن أهم هذه البرامج لخصوصيته النسوية والوطنية.
ثم تم عرض فلم حول تحقيق استقصائي كان قد أعده تلفزيون وطن برعاية مؤسسة أريج حول الانتهاكات المتعددة التي تتعرض لها العاملات في المستوطنات وانعكاساتها الصحية والأسرية والاجتماعية والإنسانية
بعد ذلك عرضت نائلة الشولي منسقة مشروع التمكين الاقتصادي للعاملات في المستوطنات، الذي تنفذه جمعية مدرسة الأمهات بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبدعم من البنك الإسلامي للتنمية والتعاون مع مديرية التنمية الاجتماعية والمجتمع المحلي، عرضت طبيعة المشروع وأهدافه وسير العمل به حيث استهدف 100 أسرة من مناطق النصارية ومخيم بلاطة ومخيم عسكر، ، جرى دراسة لأوضاعها وفحص لاحتياجاتها الاقتصادية والصحية والأسرية والبيئية، تم على ضوئها تنفيذ سلسلة لقاءات إرشادية للعاملات، وتم البدء بتنفيذ 25 مشروعا اقتصاديا لنساء تركن العمل بالمستوطنات خضعن لتدريبات متخصصة حول إدارة المشاريع،
هذا وأشارت ماجده المصري رئيسة المجلس الاستشاري للجمعية، التي أدارت النقاش والإستخلاصات، بأنه تمت الدعوة للطاولة المستديرة للفحص المشترك بين مختلف الأطراف، الرسمية والأهلية والمؤسسات النسائية على وجه الخصوص كذلك المجتمع المحلي والقطاع الخاص، من موقع مسؤوليتهم المجتمعية والوطنية والأخلاقية تجاه نسائنا العاملات في المستوطنات الإسرائيلية، ولوضع التدخلات المطلوبة والداعمة من هذه الأطراف لتوفير الاحتياجات الضرورية التي برزت لدى تنفيذ المشروع، باعتباره نموذجا تجريبيا تم تنفيذه مع عينة محدودة من العاملات، في مجال المشاريع الاقتصادية البديلة، في الدعم الصحي والتعليمي والنفسي والحقوقي، وفي تحسين بيئة السكن وتوفير العيش الكريم للمرأة وأسرتها، وبما يؤدي إلى مغادرتهن النهائية للعمل في المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية.
وشددت على أن ذلك يتطلب خطة وطنية شاملة تضم جميع الأطراف تعمل بشكل تكاملي ومسئول ومستدام خاصة وأن عدد العاملات في المستوطنات آخذ بالتزايد، يترافق مع حملة وطنية ضد عمل النساء والفتيات والأطفال في المستوطنات
وتحدث منجد أبو جيش، ممثل شبكة المنظمات الأهلية، عن عمق الاستغلال الذي تتعرض له العاملات في المستوطنات من قبل المشغلين والسماسرة حيث تتقاضى العاملة ما يتراوح بين 30- 40% من أجرها والباقي يذهب للسمسار والمشغل، داعيا الحكومة لإيجاد بدائل حقيقية، والى تشكيل فريق وطني للمتابعة ووضع حلول لهذه القضية الحساسة والمؤلمة
كما طالب أيمن صوالحة، ممثل وزارة التنمية الاجتماعية، بوجود دراسات مسحية حقيقية لتقدير الاحتياجات الحقيقية لهذه الفئة، داعيا لوجودها على سلم الأولويات الوطنية، مشيرا بأنه يجري حاليا دراسة إقامة مشاريع جماعية من قبل فريق عمل برنامج التمكين الاقتصادي في وزارة التنمية الاجتماعية
وتطرق هاني هندية، ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP، إلى واقع العاملات في المستوطنات الذي يذكر بزمن العبودية والسخرة، مشيرا إلى أن المشكلة مركبة ومعقدة ومن الصعب معالجتها من جانب واحد ودعا للعمل الجماعي وتوفير برامج تطوير ودمج للعاملات من قبل الوزارات.
هذا ودار نقاش جاد ومسئول بين جميع المشاركين والمشاركات قدمت عبره عدد من المقترحات الهامة، وخرج الاجتماع بتشكيل لجنة متابعه لمتابعة مخرجات الطاولة المستديرة وفي مقدمتها تشكيل فريق وطني من الأطراف المشاركة الحكومية والمجتمع المدني والمؤسسات النسائية والقطاع الخاص، كذلك الربط بين مقاطعة البضائع الإسرائيلية بمقاطعة العمل في المستوطنات، والإعداد لمؤتمر وطني يسلط الضوء على موضوع عمل النساء الفلسطينيات في المستوطنات باعتبارها قضيه انتهاك للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والوطنية للمرأة الفلسطينية
