أخطرت الشرطة اللبنانية يوم السبت، عشرات العائلات الفلسطينية في الجنوب، بإخلاء منازلتهم تمهيدًا لهدمها، بحجة بناء أوتوستراد يربط المدن اللبنانية بعضها ببعض.
وأفادت مصادر فلسطينية في بيان لها، بأن الشرطة اللبنانية أخطرت بهدم 50 منزلًا يعود لعائلات فلسطينية لاجئة في تجمع "القاسمية" شمالي مدينة صور بالقرب من مصب نهر الليطاني (جنوبًا).
ويقيم في التجمع المقام منذ نحو 50 عامًا، 6000 نسمة يعملون في الزراعة، وساهموا في تطوير المنطقة، والذي يُعرف أيضًا باسم "الشبريحا".
وكان أهالي تجمع "الشبريحا" للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان، قد تصدوا مؤخرًا لجرّافة تابعة لبلدية العبّاسية، مانعين إياها من تنفيذ قرار هدم صادر عن الجهات البلدية والأمنية اللبنانية بحقّ منازلهم لغرض توسيع أوتوستراد صيدا- صور الدولي.
يرجع تاريخ إنشاء تجمع القاسمية، الذي يقع بالقرب من مدينة صور الجنوبية، الى نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948. حيث تحده من الشرق بلدة برج رحال، ومن الغرب طريق عام صيدا- صور، ومن الشمال نهر القاسمية ومن الجنوب بلدة البرغلية. وهو يتبع إدارياً وعقارياً لبلدة برج رحال.
يعاني سكان تجمع القاسمية، مشكلة أنه تجمع غير رسمي، وبالتالي لا يحظى باهتمام "الأونروا" كما هو الحال مع المخيمات؛ خدمات الصحة وإزالة النفايات (...)، كما أن العقارات التي يعيش عليها سكان تجمع القاسمية هي عقارات إما تابعة للدولة نفسها أو لمواطنين لبنانيين.
من جهتها، قالت منظمة "ثابت" لحق العودة، إن قضية تجمع القاسمية تُعد "أزمة إنسانية جديدة، يتعرض لها جزء من الشعب الفلسطيني في لبنان".
ودعت في تصريحات صحفية لها تعقيبًا على أوامر الهدم، لدعم المطالب الإنسانية "المُحقة" للعائلات الفلسطينية التي تعيش في التجمع والمتضررة من قضية الأوتوستراد الدولي الذي يمزق تجمع "الشبريحا" ويجعل جزء من أهله بلا مأوى.
بدورهم، شدد الأهالي على دعمهم المشروع التطويري في منطقة الجنوب من خلال استكمال بناء الأوتوستراد، "لكن دون إلحاق الضرر بمنازلهم وتهجير عائلاتهم".
وطالبوا، الدولة اللبنانية بـ "معالجة عادلة" لقضيتهم؛ من خلال بناء منازل لهم في أراضي مشاع غرب الأوتوستراد في تجمع "الشبريحا"، في حال تعذر تغيير خط سيره، ومؤكدين رفضهم مبدأ التعويض.
وناشد الأهالي في مطالبهم التي نقلتها منظمة "ثابت"، كل الجهات السياسية والمؤسسات الأهلية والحقوقية والإعلامية ووكالة الأونروا، للتحرك والوقوف إلى جانب قضيتهم الإنسانية العادلة.
