تمكن علماء من معهد "سكريبس" الأمريكي للأبحاث من تصميم روبوتات مائية صغيرة قادرة على دراسة التيارات البحرية والتأقلم مع الظروف الموجودة في البحار والمحيطات، في الوقت الذي تشهد فيه صناعة الروبوتات طفرة عالمية غير مسبوقة.
وأشار العلماء إلى أن الروبوتات الجديدة عبارة عن اسطوانات صغيرة تحمل اسم (М-AUE)، وتم تجهيز تلك الاسطوانات بأجهزة استشعار قادرة على قياس درجات حرارة المياه والعوامل البيئية الأخرى في البحار والمحيطات.
وأضاف العلماء: "هذه الروبوتات غير قادرة على السباحة بعكس التيارات المائية، لكنها قادرة على الغوص إلى أعماق كبيرة جدا وتحمّل الضغوطات ودرجات الحرارة المنخفضة الموجودة في الأعماق، ما يجعلها تشبه إلى حد كبير تلك الكائنات التي تعيش في قاع المحيطات، وهذا الأمر سيمكننا من معرفة الظروف التي تعيش فيها تلك الكائنات".
واعتمد العلماء في تصميم تلك الروبوتات على الدراسات التي أجروها على الكائنات البحرية المجهرية التي تعيش على شكل تجمعات كبيرة في البحار والمحيطات وتتحرك ببطء تحت سطح الماء.
في هذه الأثناء كشفت أحدث البيانات المنشورة من قبل "رابطة الصناعات الروبوتية" التي يُشار لها اختصاراً باسم (RIA) عن زيادة في عدد الروبوتات العاملة ضمن المصانع، حيث طلبت شركات أمريكا الشمالية 35 ألف روبوت خلال عام 2016، أي بزيادة قدرها 10 في المئة بالمقارنة مع عام 2015.
ويعتبر العام الماضي عاماً مزدهراً لصناعة الروبوتات، حيث سجلت مبيعات الروبوتات في أمريكا الشمالية خلال عام 2016 أعلى مستوى على الإطلاق بكلفة تقدر بحوالي 1.9 مليار دولار، مما شكلاً تفوقاً على الرقم القياسي السابق 1.8 مليار دولار لعام 2015.
واستحوذت صناعة السيارات على أكثر من 20 ألف روبوت ومكوناته خلال عام 2016، الأمر الذي شكل الزيادة الأكبر في أرقام الطلبات على الروبوتات، بينما تراوح العملاء الآخرين بين الصناعات الغذائية والاستهلاكية والإلكترونيات والصناعات البلاستيكية.
وعملت الشركات المصنعة على شحن ما يقرب من 31 ألف ربوبوت إلى أمريكا الشمالية في العام الماضي، وطلبت الشركات الأمريكية 27 ألف روبوت تليها كندا بعدد 2700 روبوت تليها المكسيك بعدد 1300 روبوت.
وشكلت الروبوتات التي تعمل على التقاط الأشياء ووضعها على خطوط تجميع المصنع الروبوتات الأكثر شعبية، بينما حلت الروبوتات التي تساعد على التعبئة في المركز الثاني تليها الروبوتات التي تعمل على قطع أو صياغة المواد في المركز الثالث.
وانخفضت أسعار الروبوتات على مدى السنوات القليلة الماضية، إلا أن السبب الرئيسي الذي يدفع الشركات للحصول على الروبوتات هو التنافس بشكل أفضل بين بعضها البعض من حيث السرعة والإنتاجية.
وسمح التطور التقني للروبوتات بالتطور بشكل أفضل من حيث معرفتها لمكان وجودها في المستودع والمصنع وتجنب إصابة البشر الذي يعملون إلى جانبهم في المكان نفسه، الأمر الذي ساعد على ازدهار الطلب عليهم.
وتعتبر دول أمريكا الشمالية متأخرة عن الباقين من حيث تبني الروبوتات، حيث تعد الصين الأسرع نمواً في العالم من ناحية استخدام الروبوتات، كما أن الشركات الأوروبية تشهد ارتفاعاً ملحوظاً من حيث هذه النقطة.
ووفقاً لتقرير سابق من الاتحاد الدولي للروبوتات IFR سيطرت الصين في عام 2015 على ما يقرب من 69 ألف روبوت في القارة الآسيوية تليها كوريا الجنوبية مع 38 ألف روبوت واليابان مع 35 ألف روبوت.
