إن العدوان الأخير على قطاع غزة خلف دمار شاملا للبنية التحتية وهدم غير مبرر للمستشفيات والمدارس والمساجد وللمنازل والبيوت التي يسكنها الأطفال والنساء وكل المدنيين المحميين باتفاقية جنيف الرابعة هذا يجعلنا جميعا اليوم نقف ونفكر في ضرورة وضع آليات واضحة لضمان إدماج مشاركة الشباب وتحقيق تطلعاتهم في عملية اعمار قطاع غزة مع التأكيد على ضرورة إزالة العقبات والتحديات التي تحد من مشاركة الشباب في عملية صنع القرار عملا ... بالمقولة التي أقولها ومازلت ارددها دائما وباستمرار في كل مكان وزمان (حنكة الشيوخ وعنفوان الشباب) هما خطان متوازيان يكملان بعضهما البعض ويمثلان الصورة الجملة لهذه الشعب العظيم . لذلك فإننا سوف نحدد ما هي الضمانات لمشاركة الشباب في عملية إعمار قطاع غزة؟ وما هو دور المنظمات الأهلية والفصائل والحركات الوطنية والإسلامية والحكومة الفلسطينية في توفير فرص المشاركة الفعالة والحقيقية في دعم الشباب في عملية اعمار قطاع غزة ؟ وفي حال عدم دعم وإعطاء الشباب الدور الحقيقي ومساندتهم في عملية الاعمار نتسأل ما هي الآثار السلبية المترتبة على الجانب الاقتصادي والاجتماعي والسياسي؟ وما هو معدل ارتفاع البطالة بين صفوف هؤلاء الشباب؟ وما هو أثار استمرار الحصار الإسرائيلي والانقسام السياسي الفلسطيني على عملية مشاركة الشباب في الاعمار؟ وهل يعتبر ذلك من أهم العقبات في طريق الشباب وعملية الاعمار في قطاع غزة ؟ إن عدم توفير فرص أفضل للشباب وعدم تمكينهم من العمل على مختلف المستويات والميادين سيترك أثاراً سلبية كبيرة على عملية الاعمار في قطاع غزة. كما إن العدوان الإسرائيلي الأخير لعام 2014 على قطاع غزة وحصار قطاع غزة وعدم السماح لعملية الإعمار أن تتم بالشكل المطلوب تركت تداعيات خطيرة جدا على عملية مشاركة الشباب في الاعمار . إن الشباب في قطاع غزة ومن خلال تشخيص واقعهم واستعراض مساراتهم والمعيقات والعوامل السلبية المؤثرة عليهم في عملية الإعمار وخاصة غياب التمثيل العادل لهم في مواقع صنع القرار وغياب التمويل المخصص لتنميتهم وتمكينهم من تأدية واجبهم الوطني والمهني والأخلاقي والتطوعي وخلافه أدى إلى بطء عملية الاعمار إضافة إلي الانقسام السياسي وتعطل المؤسسات التشريعية والرقابية لدي الحكومة الفلسطينية وخلافه..... وعليه لابد لنا من التركيز في عملية الاعمار على القطاعات التي تستوعب أعداد كبيرة من الشباب مثل قطاع الإنشاءات والزراعة وتكنولوجيا المعلومات وخلافه للحد من نسبة البطالة التي وصلت إلى أرقام مرعبة بين صفوف الشباب حيث تجاوزت في الإحصائيات الأخيرة الى 60%. وعليه لابد من تفعيل الشراكة بين منظمات المجتمع الدولي والمحلي للنهوض بواقع الشباب وتمكينهم من تحقيق مشاركتهم في عملية الاعمار ووصولهم إلى المشاركة في صنع القرار . فعلي الشباب اليوم ألا يبقوا متفرجين يصنع بهم الحديث ولا يصنعوه، فاليوم إن لم يصنعوا الحدث عليهم أن يكونوا شركاء في صناعته وأقول للشباب أن مآخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة وأيضا أقول أنت تقاتل إذن أنت موجود أنت لا تقاتل أنت ليس لك وجود ... ولن يصنع لك احد مكانا تحت الشمس إن لم تصنعه بيدك وعلي الشباب انتزاع الفرص من اجل حماية مستقبلهم وتحسين واقعهم عبر الضغط المستمر والحقيقي على صناع القرار بما يضمن لهم مشاركتهم الفاعلة في مختلف مستويات مراحل اعمار قطاع غزة. وعلي الحكومة الفلسطينية وضع خطة وطنية لإدراج الشباب ضمن أولوياتها ومشاركتهم في إعادة الإعمار وضمان مشاركتهم في صنع القرار على مختلف المستويات وفي كل الميادين. إن استمرار الحصار والانقسام السياسي يعتبر عقبة في طريق الشباب للمشاركة في الاعمار وعليه لابد من تمكين الشباب في طرح رؤيتهم والضغط على أصحاب القرار بأعطاءهم الفرصة الحقيقية في اعمار قطاع غزة حيث مازال عدم تمكين الشباب والسماح لهم بالمشاركة الفاعلة في عملية الاعمار تشكل أزمة حقيقية للشباب حيث مضي على العدوان الأخير علي قطاع غزة مدة عامين دون تحقيق أي تقدم يذكر في هذه القضية. وعلى الشباب حشد كل طاقاتهم و إمكانياتهم لدفع عجلة التنمية والإعمار في قطاع غزة لكي يثبتوا أهليتهم الوطنية في حل مشاكل الوطن ومشاكلهم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية وخلافه.... إن مشاركة الشباب بالعمل التطوعي والخدمة المجتمعية من خلال أجندات تقوم بأعدادها وعملها مختلف الجهات الرسمية والأهلية والعمل على إعدادها بالتنسيق مع الشباب وأجبار أجندة المانحين لعمل مشاريع تخدم الشباب وتساعد في تمكينهم من المشاركة في الاعمار . إن إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة وإعادة الوحدة الوطنية التي تعتبر هي الأساس في تمكين الشباب من اخذ دورهم الحقيقي والريادي في المشاركة بإعادة الاعمار في القطاع. وفي النهاية فأنني أوصى الحكومة الفلسطينية والفصائل والحركات ومنظمات المجتمع المدني والكل الفلسطيني بمنح الشباب الفرصة الحقيقية لكي يكون لهم دورا ايجابيا في عملية اعمار قطاع غزة وفي المصالحة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام و تنفيذ ما جاء في اتفاق القاهرة وبيان الشاطئ وتحديد موعد للانتخابات التشريعية والرئاسية واستعادة الوحدة الوطنية والتي هي الأساس في اعمار قطاع غزة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي . و تعديل القوانين و التشريعات الفلسطينية السارية بما يضمن تلبيتها لإحتياجات الشباب الفلسطيني داخل الوطن وفي الشتات الفلسطيني. وإنهاء الانقسام و الرجوع إلى الوحدة الوطنية حتي يتمكن الشعب الفلسطيني من إنهاء الاحتلال ونيل حقوقه التي كفلتها المواثيق الدولية وخاصة الحرية و الاستقلال.
بقلم الدكتور/ عبد الكريم شبير
الخبير في القانون الدولي ورئيس التجمع الفلسطيني المستقل