أصبح حلم "السيارة الطائرة" قاب قوسين أو أدنى من التحقق بعد أن بات في حكم المؤكد أنه سيبدأ بيع السيارات الطائرة اعتباراً من العام المقبل وستتوفر أمام السائقين مقابل 400 ألف دولار أمريكي للسيارة الواحدة، على أنها تتمتع بقدرات فائقة، ويمكن استخدامها على أنها سيارة على الأرض أو طائرة في الجو.
وتمكنت شركة هولندية من تطوير أول سيارة طائرة وبدأت بالفعل في تلقي طلبات الشراء من المستخدمين، إلا أن التسليم سيكون العام المقبل، لتكون شركة (PAL-V) الهولندية هي أول من حول الحلم إلى حقيقة، رغم أن الفكرة ليست جديدة بل مستهلكة، وكان الكثيرون قد تحدثوا عنها لكنها لم تتحول إلى حقيقة بعد.
وحسب المعلومات التي نشرتها صحيفة "القدس العربي" اللندنية نقلا عن تقارير في الإعلام الغربي فان السيارة الطائرة عبارة عن مركبة هجينة تتضمن مقعدين فقط، ويمكنها السير بسرعة قصوى تصل إلى 180 كلم في الساعة، ويمكن استخدامها كسيارة عادية تقليدية تسير على الطريق، أو تحويلها إلى سيارة طائرة، بما يتيح لراكبها أن يتجنب الازدحامات المرورية على الشوارع، أو الوصول إلى المكان المنشود عبر اختصارات الطرق ودون المرور بتعرجات الطريق التقليدي.
ويمكن لهذه المركبة التحليق على ارتفاع يصل إلى أربعة آلاف قدم، أي أنها لا ترتفع كثيراً كما هو حال الطائرات التقليدية، أما التحول من مركبة تقليدية إلى سيارة طائرة فيحتاج إلى عشر دقائق فقط.
وتقول الشركة إن مستخدمي هذا الطراز الجديد من السيارات يتوجب عليهم أن يكونوا حاصلين على رخصة قيادة سيارة عادية، إضافة إلى شهادة طيار رياضي، وهي رخصة الطيران التي يحصل عليها هواة الطيران من أجل قيادة الطائرات الصغيرة دون التجارية في مختلف أنحاء العالم.
وبدأت شركة (PAL-V) في تلقي طلبات الشراء المسبقة من الراغبين بشراء النسخة الأولى، على أن سعرها في أول طرح لها سيكون 600 ألف دولار، وسينخفض لاحقاً إلى 400 ألف فقط.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة المنتجة للسيارة الطائرة روبرت دينغيمانز إنه "بعد سنوات من العمل الشاق، تمكنا من التغلب على التحديات التقنية، ونجح فريقنا في ابتكار السيارة الطائرة والتي تتوافق مع معايير السلامة المطلوبة".
ولفت إلى أن البدء في تلقي طلبات الشراء تم بعد أن أجريت تجارب ناجحة على هذه السيارة، كاشفاً أن أول تجربة أجريت على أول نموذج لها كان في العام 2009، ثم أجريت تجارب على نموذج آخر في العام 2012 قبل البدء بطرح السيارة للانتاج والبيع بشكل تجاري.
وحسب الشركة فان السيارة ستكون وصلت إلى الشوارع وتسير على الطريق مع نهاية العام 2018.
ونشرت الشركة صوراً وتسجيل فيديو للسيارة الطائرة يظهر فيه أن المركبة عملية ويمكن أن تلقى رواجاً خلال الفترة المقبلة، كما يمكن أن تنتشر بفعل الازدحامات المرورية في المدن الكبرى بالعالم.
يشار إلى أن شركات السيارات في العالم تتسابق حالياً لانتاج أجيال جديدة من المركبات، ومن بينها السيارات ذاتية القيادة التي يتوقع أن تغزو العالم في المستقبل القريب، كما أن العديد من الشركات عملت على تطوير سيارات ذاتية القيادة تطير في الهواء أيضاً، وهي مركبات قد تحدث نقلة جدية في عالم المواصلات في المستقبل.
وشهدت صناعة الطائرات بدون طيار انتعاشاً كبيراً في السنوات الأخيرة، وطفرة غير مسبوقة، سواء في الاستخدامات العسكرية أو المدنية، فيما دخل هذا النوع من الطائرات بقوة في عالم التصوير خاصة مع انخفاض تكلفتها وتوافرها في الأسواق بأسعار متواضعة، وهو ما أتاح انتشارها بشكل كبير.
وتعمل شركة صينية تدعى (EHang) حالياً على إنتاج أول طائرة بدون طيار في العالم لنقل الركاب، حيث سيتم التحكم بها عن بعد من خلال "ريموت كونترول" على الأرض.
والطائرة الجديدة المشار إليها تستطيع أن تحمل راكباً واحداً ويتم التحكم بها عن بعد، حيث قالت الشركة إنها عبارة عن "تكسي طائر" يتيح للركاب تجاوز الازدحامات والتحليق في الهواء من أجل الوصول سريعاً إلى المكان المطلوب، على أن الطائرة عبارة عن مروحية يقل حجمها عن حجم السيارة الصغيرة، وبالتالي يمكن أن تهبط على أسطح البنايات أو في الساحات المحيطة بالمباني.
وتقول الشركة إن التنقل عبر هذه الطائرة أمر في غاية السهولة، حيث أن كل ما على الراكب أن يقوم بفعله هو أن يحدد الوجهة التي يريد السفر إليها، ومن ثم يطلب عبر تطبيق هاتفي الوجهة، ثم يقوم بالاسترخاء داخل الطائرة لتقوم هي على الفور بنقله إلى الوجهة التي أمر بها.
وتتضمن قمرة الطائرة حاملاً للهاتف المحمول أو الكمبيوتر اللوحي من أجل التحكم بمسار الطائرة، إضافة إلى حامل آخر يمكن للراكب أن يضع عليه كوباً من الشاي أو القهوة أو العصير لاحتسائه خلال الرحلة، إضافة إلى كرسي مريح يجلس عليه الراكب.
