تجار ورجال أعمال غزة بين مطرقة الحصار وسندان سحب التصاريح

يزعم الاحتلال الإسرائيلي ويتبجح أمام العالم انه يمنح قطاع غزة المحاصر منذ عشر سنوات تسهيلات اقتصادية، وذلك من خلال منح التجار ورجال الأعمال وفئات أخرى تصاريح للعمل والخروج من معبر بيت حانون "ايرز" شمال قطاع غزة.

فالتجار ورجال الأعمال في قطاع غزة يعيشون ما بين مطرقة الحصار وسندان سحب التصاريح، وهذا بالطبع يلقي بظلاله على الواقع الإقتصادى والمعيشي في القطاع، ويؤدي إلى تدمير أي محاولة للتنمية الاقتصادية، مما يؤثر سلبا على واقع الحياة بغزة.

حجة "المنع الأمني"

حكومة الاحتلال و بخلاف كذبها عن التسهيلات المزعومة، لا تزال تشدد الحصار والخناق على قطاع غزة وذلك بالعديد من الخطوات التي اتخذتها بحق التجار ورجال الأعمال وسحب التصاريح منهم بحجة" المنع الأمني"، و هذا الأمر وفق تقرير"وكالة قدس نت للأنباء"، دفع التجار  ورجال الأعمال مؤخرا لتنظيم تظاهرة أمام معبر بيت حانون "ايرز" احتجاجا على سحب إسرائيل تصاريحهم دون إبداء الأسباب.

وقال التجار "إن سياسة سحب التصاريح ازدادت منذ بداية العام الحالي دون أي اتهامات"، مؤكدين أن سحب التصاريح يهدف لضرب الاقتصاد في القطاع الذي يعاني نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر منذ عشر سنوات والحروب المتتالية على غزة.

وأوضح التاجر محمد 45 عاما، أن ما تقوم به حكومة الاحتلال، يأتي في سياق تدمير ما تبقى من الاقتصاد الفلسطيني المدمر، وأن حكومة الاحتلال من خلال استمرار سحب التصاريح بحجة "المنع الأمني"، يدل على ادعاءات الاحتلال بأن هناك تسهيلات تمنح للتجار أو رجال الأعمال.

سحب 2000 تصريح عمل

من جهته قال د. ماهر الطباع مدير العلاقات العامة والإعلام في الغرفة التجارية بغزة في حديث لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، إسرائيل زادت مؤخرا انتهاج سياسة سحب التصاريح من التجار ورجال الأعمال وتقريبا تم سحب 2000 تصريح عمل ومنع ما يزيد عن 200 شركة من كبرى الشركات العاملة بقطاع غزة من التعامل بالتجارة الخارجية، وأوقفت ملفات تلك الشركات عبر معبر كرم أو سالم.

وعن تأثير ذلك قال الطباع: "بالطبع ذلك يؤثر على الوضع الإقتصادى بغزة، وأصبحت هذه الشركات غير قادرة على استيراد أي بضائع من الخارج، بالإضافة إلى استمرار السياسات الإسرائيلية بمنع واستيراد الكثير من البضائع  والسلع إلى قطاع غزة، وعلى رأسها المواد الخام الأولية اللازمة للعديد من القطاعات الصناعية المختلفة التي تعاني من نقص حاد في المواد الخام الأولية، وعلى رأسها الصناعات المعدنية والكيميائية والخشبية والبلاستيكية وغيرها.

ونوه مدير العلاقات العامة والإعلام في الغرفة التجارية بغزة، أن هذه الإجراءات، تسببت بزيادة ارتفاع معدلات البطالة بقطاع غزة، ونتحدث اليوم عن43 % أي أكثر من 200 ألف عاطل عن العمل في القطاع".

وفي معرض رده على مزاعم الاحتلال، أن هناك تسهيلات تمنح لقطاع غزة قال الطباع، "بأن هذا يخالف ما تدعيه حكومة الاحتلال بأن هناك تسهيلات، لأنها تحاول تحسين صورتها أمام المجتمع الدولي، ولكن على الأرض الواقع يختلف كليا، ولا يجب أن ننجر وننخدع بهذه الإدعاءات الكاذبة التي تزيد من سياسة الحصار على قطاع غزة".

مواصلا حديثه "يوجد الآن محاولات من هيئة الشؤون المدنية ونأمل بأن تأتي بنتائج إيجابية، والمطلوب أيضا أن يكون هناك تدخل من قبل المؤسسات والهيئات الدولية للضغط على إسرائيل، من أجل أن يكون هناك تسهيلات فعليه وليس مجرد أكاذيب وأوهام إسرائيلية تروج.

تشديداً للحصار على القطاع

من جهته ذكر مركز الميزان الحقوق الإنسان، وفق تقرير أصدره حول سياسة استمرار الحصار الإسرائيلي و تدمير الاقتصاد بعنوان "واقع الحق في حرية التنقل والحركة في قطاع غزة"، أن في الإجراءات الإسرائيلية الخاصة باعتقال التجار وسحب تراخيصهم ومنع الشركات الفلسطينية من مزاولة أعمالها في التجارة الخارجية ومنع دخول المواد الخام المستخدمة في الصناعة والتجارة، تضييقاً وتشديداً للحصار على القطاع، وتهدف إلى إعاقة عجلة التجارة والاقتصاد

وانهاك الاقتصاد الغزي الذي يعاني على مدار عشر سنوات من تبعات الحصار الخانق الذي تفرضه سلطات الاحتلال والتي تنعكس سلباً على الواقع المعيشي لسكان القطاع، من خلال ارتفاع نسب البطالة والفقر. وعدم تمكينهم من التمتع بحقوقهم الأساسية.

وأوضح مركز الميزان لحقوق الإنسان  إلى أن التقرير يهدف للتعرف على واقع هذا الحق خاصة بالنسبة للمرضى والتجار ورجال الأعمال والطلبة في التنقل من خلال معبر بيت حانون (إيرز).

كما يبرز التقرير الذي اطلعت عليه " وكالة قدس نت للأنباء"، انتهاكات قوات الاحتلال لهذا الحق في القطاع، ويقف على النصوص القانونية التي تكفلها المواثيق الدولية لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، ويرصد ويحلل أهم هذه الانتهاكات وأوجه معاناة المرضى والتجار ورجال الأعمال والطلبة الفلسطينيين في المعبر.

ويعاني التجار ورجال الأعمال أثناء السفر من خلال معبر بيت حانون (إيرز) لغرض العمل، وتضع أمامهم العراقيل وبالتالي يحرمون من حقهم في حرية التنقل والحركة، حيث يمنعون من السفر وتسحب تصاريحهم، فقد سحبت تلك القوات خلال العامين الماضي والجاري عدد (449) تصريحاً، كما منعت من الاستيراد عدد (130) تاجراً، و(30) شركة، واعتقلت عدد (48) من التجار داخل المعبر خلال السنوات الست الماضية.

وشدد مركز الميزان على ضرورة احترام قوات الاحتلال لمعايير حقوق الإنسان التي أكد عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادتين (22)، والمادة (25)، والمادة (12) من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ويطالب المجتمع الدولي بالتحرك لضمان احترام قواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان خاصة، والعمل على رفع الحصار المفروض على قطاع غزة والذي يعتبر عقاباً جماعياً ويشكل جريمة بحق السكان المدنيين. كما يؤكد على مطالباته السابقة بضرورة ضمان حرية الحركة والتنقل لسكان قطاع غزة.

المصدر: غزة- تقرير وكالة قدس نت للأنباء -