كيف استقبل الأسير نائل البرغوثي إعادة حكمه ؟

بنفسية مطمئنة، استقبل الأسير نائل البرغوثي(59عاماً) من بلدة كوبر شمال مدينة رام الله، حكم إعادة المؤبد له، وخاطب القاضي في محكمة عوفر العسكرية قائلاً" إن الحكم إلا لله، وستكون حريتي قريبة".
الأسير نائل البرغوثي، عميد الأسرى، وأقدم أسير سياسي في سجون الاحتلال الاسرائيلي، أمضى في سجون الاحتلال 36 عاماً، وقد أصدرت محكمة عوفر يوم أمس الأربعاء حكماً نهائياً بحقه يقضي بالسجن المؤبد إضافة إلى 18 عاماً.
في حديث لمكتب إعلام الأسرى مع زوجته إيمان نافع قالت " كعائلةٍ لأقدم أسيرٍ فلسطيني، فإننا لا نثق بالمحاكم العسكرية، وأنا عايشت ظروف الاعتقال، وصدر بحقي سابقاً حكمٌ بالسجن مدة تسع سنوات، وأعرف حيثيات ما يجري في محاكم الاحتلال".

لحظات قبل الحكم
توضح نافع أحداث ما قبل النطق بالحكم، تقول" شاهدت زوجي يدخل المحكمة غير آبهٍ بما يجري، فهو قضى أكثر من نصف عمره خلف قضبان الأسر، ويعرف عقلية الاحتلال حق المعرفة، وقد حاول القضاة اللعب على أوتار أعصابه، وتبرير إعادة حكم المؤبد بحقه، بتهمة مخالفة شروط صفقة وفاء الأحرار، لكن نائل يعرف أساليبهم جيداً، ولا يعير لها بالاً".
رغم معرفة عائلة نائل بأساليب المحكمة الملتوية، إلا أن الأمل كان لا يزال موجوداً بنيله الحرية، فقد قالت زوجته أن محكمته ستنطوي على أحد قرارين إما الإفراج الفوري عنه، والاستجابة للاستئناف المقدم من طرفهم، أو الاستجابة لاستئناف المدعي العام وإعادة حكم المؤبد بحقه، وقد تحقق الأمر الثاني.
زوجة الأسير البرغوثي، إيمان نافع، وعائلته وشقيقه الأسير المحرر عمر البرغوثي، والذي أمضى أكثر من 25 عاماً في الاعتقال، لم يتوقعوا من المحكمة أن تنصف نائل، ولكن الأمل كان لا يزال موجوداً.
يقول شقيقه المحرر عمر البرغوثي، في حديثٍ لمكتب إعلام الأسرى" هذه دولة عنصرية بامتياز، تحيا على عذابات أبناء الشعب الفلسطيني، وإعادة الحكم يشير إلى مدى وقاحة الاحتلال وتماديه، وما هو إلا محاولة من حكومة الاحتلال لإرضاء شعبها الذي لا يثق بها".
يفخر عمر البرغوثي بشقيقه نائل الذي استقبل خبر الحكم بنفسٍ شامخةٍ وهمةٍ عاليةٍ، وردد مقولة، لو عرف قضاة المحكمة معناها، لكانت عليهم كالصاعقة، فالحكم حكم الله، ولا قيمة لحكم محكمة عوفر".
بدوره قال المحرر القيادي شاكر عمارة، زميل الأسير نائل البرغوثي في الأسر، معقباً على إعادة حكمه المؤبد" نائل عندما نكتب عنك يا أيها البطل فإننا نبحث عن كلمات، نخاف أن لا ننصفك، نحاول أن نبحث علّنا نجد في قاموس المفردات تلك الكلمات التي تستحقها Kلكننا نخاف أن نكتب، لأننا نعجز عن التعبير عما بداخلنا تجاهك أيها البطل".
وأضاف عمارة " ماذا نقول وماذا نكتب عن الأسير نائل وهو الذي قضى في سجون الاحتلال 36 عاماً وشهرين، فعندما اعتقل كان عمره 17 عاماً، ودخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأقدم أسير سياسي في العالم، ويمضي أطول فترة اعتقالية عرفها التاريخ في سجون الاحتلال، ماذا نكتب عن نائل البرغوثي الذي لم يعش في الحرية إلا القليل القليل، مات أبوه وبعد عام ماتت أمه رحمهما الله، الأم التي قالت لأولادها عمر ونائل، "درهم شرف أفضل من بيت مال"، لن تطول عليكم الأيام أيها الأسرى".
إعادة الاعتقال
لم يكن قد مضى على زواج نائل وإيمان ثلاثين شهراً حتى أعاد الاحتلال اعتقاله من جديد، وقد حرم الاحتلال الزوجان من الإنجاب بواسطة الزراعة، واليوم يستمر في استكمال مسلسل العذاب بحقهم، بإعادة الحكم السابق للأسير نائل البرغوثي.
الأسير نائل البرغوثي اعتقل بتاريخ 4/4/1978، وكان عمره آنذاك 17 عاماً، واتهمه الاحتلال بالانتماء لخلية عسكرية، وأفرج عنه في صفقة وفاء الأحرار، في المرحلة الأولى بتاريخ 18/10/2011.
الاحتلال أعاد اعتقال الأسير نائل بعد 32 شهراً، عقب عملية خطف المستوطنين الثلاثة في مدينة الخليل، وصدر بحقه حكمٌ بالسجن الفعلي لمدة 30 شهراً، وأنهى هذا الحكم في تاريخ 17122016م، إلا أن الاحتلال رفض الإفراج عنه، وأبقى على اعتقاله، وبعد تقدم النيابة بطلب استئناف إعادة حكمه، تمت الموافقة يوم أمس الثاني والعشرين من شباط الحالي على إعادة الحكم.
الأسير البرغوثي يأمل أن يعود لقريته كوبر في القريب العاجل، وقد كان أخبر محاميه بأنه يأمل أن يعود ويرى عائلته ويقضي ما تبقى من حياته هناك، ولا يزال أمله وإيمانه بتحقيق هذا الحلم قائماً. فالبرغوثي الذي فكر في التعليم الجامعي عند الستين من العمر وبعد 34 عام سجن، يبدو ان ان الاحكام لم تعد تنل من عزيمته، فكانت ردة فعله في هذا الفيديو الذي سرب لوسائل إعلام محلية من باحات سجن النقب.

المصدر: رام الله - وكالة قدس نت للأنباء -