القوات الدولية بغزة.. تكبيل ليد المقاومة وأمن لمستوطني الغلاف

يحاول رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الهرب بأي شكل من الفضائح السياسية التي تعصف به، ويمكن أن تطيح به خارج الحكومة وتؤدي به إلى السجن بتهم الفساد والرشوة.

نتنياهو لا يترك أي فرصة إلا ويحاول استغلالها، وحديثه حول إرسال قوات دولية إلى قطاع غزة، كان دليل واضح على هذه المحاولات التي تعد ضرب من الخيال ولا يمكن أن تقبل بها الفصائل الفلسطينية بقطاع غزة، كونها ستكون بمثابة حبل المشنقة التي يلتف على رقبتها، وفي المقابل ستكون حارسة أمن لمستوطني غلاف غزة.

باحث بالشأن الإسرائيلي: محاولة لقراءة ردة الفعل

إسرائيل تردك جيدا و تعلم علم اليقين، أن فكرة القوات الدولية ستجابه على أنها احتلال جديد للقطاع، وأنه لن يكون لها صدى دولي ليرحب بهذه الفكرة، وأنها أرادت أن تطلق بالون لقياس ردات الفعل، وهذا الأمر أكده الباحث بالشأن الإسرائيلي فراس حسان، الذي قال في حديث لـ "وكالة قدس نت للأنباء"، تعقيبا على طرح نتنياهو "اعتقد أن نتنياهو هو من طرح الفكرة لجس نبض المجتمع السياسي الإسرائيلي ومحاولا قراءة ردة الفعل لهذا المجتمع وخصوصا في ظل الأوضاع السياسية والتحقيقات الجنائية التي يتعرض لها نتنياهو.

ويواصل حسان حديثه "قطاع غزه يعيش هاجس يومي للقادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين في إيجاد حل لهذه البقعة التي تشكل تهديد حقيقي للمجتمع الإسرائيلي الذي أن ما استمرت التهديدات وخاصة مسألة الأنفاق فان منطقة غلاف غزه ستكون خالية من السكان ولن تجد إسرائيل أحدا من مواطنيها يقبل السكن هناك".

وحول الهدف من فكرة طرح نتنياهو لقوات دولية بغزة، ورد فعل المقاومة قال حسان: "الفكرة التي طرحها نتنياهو وأؤكد هنا أن من طرح الفكرة هو نتنياهو وسيعيد طرحها في قابل الأيام لأنها لاقت استحسان وقبول لدى الكثيرين بالمجتمع الإسرائيلي لأنها وان نجحت وقبلها المجتمع الدولي وتبناها فإنها ستضع المقاومة الفلسطينية في اشتباك مع المجتمع الدولي الذي بالأساس يريد الحفاظ على امن إسرائيل.

وأضاف، الفكرة ذكية من قبل نتنياهو وهي محرجة للمقاومة الفلسطينية لأنها ستكبل أيدي المقاومة وستجعلها تحت المراقبة اليوميه الدولية وستكون إسرائيل في أمان وستحقق مبتغاها في تحييد قطاع غزه عن الصراع الذي تسعى إسرائيل لإنهائه عبر ضم الضفة الغربية لها، وحتى اللحظة الفكرة غير واردة التحقق لعده أسباب من أهمها عدم وجود دول يمكن لها أن تتقبل الفكرة في ظل أن إسرائيل مازالت دولة محتلة، فمن الصعب تحقق الفكرة في المنظور القريب ولكن يمكن لها النجاح ان استطاعت إسرائيل إقناع بعض الدول العربية ذات التأثير القوي على حماس.

قوات دخيلة على غزة.. المقاومة والبطولة ستقابلها بالبارود

الفصائل الفلسطينية من جهتها عبرت عن رفضها القاطع لفكرة القوات الدولية، وقالت حركة حماس على لسان المتحدث باسم الحركة عبد اللطيف القانوع في بيان صحفي: إن إرسال قوات دولية إلى القطاع "هو أمر خطير ومرفوض تماما".

بينما أشار الدكتور محمد الهندي عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي إلى أن التهديدات التي يسربها الاحتلال والمتمثلة بشن عدوان جديد على قطاع غزة، والمطالبة بقوات دولية في غزة، تأتي في إطار الحرب النفسية، وطالب  وفق تصريحات له المقاومة أن تكون جاهزة في كل الأحوال.

هذا واعتبر د. سالم عطالله رئيس الدائرة السياسية لحركة المجاهدين التحدث عن قوات دولية تحكم السيطرة على امن غزة ضرب من ضروب الخيال, وتابع عطالله غزة انتزعت من أنياب "الصهاينة" بالقوة وأي تدخل أجنبي لن يقابل إلا بالمقاومة.

وأكد عطالله في تصريح وصل "وكالة قدس نت للأنباء"، أن تصريحات نتنياهو بهذا الشأن تعبر عن فشله الذريع أمام ملف غزة التي هزمت جيشه في معارك عدة, وتأتي في سياق المؤامرة المتجددة ضد شعبنا ومقاومته, وختم عطالله نحن في فصائل المقاومة نؤكد أن حل الدولتين مرفوض بالنسبة لنا فلا شرعية للكيان على أرضنا, ولن نتخلى عن درب الجهاد حتى انتزاع كل الأرض وكل الحقوق.

وكانت الإذاعة الإسرائيلية العامة الرسمية قد ذكرت في وقت سابق من يوم أمس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان قد ناقش خلال اجتماعه مع وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب إمكانية إدخال قوات دولية إلى قطاع غزة.

هذا وبعد ردات الفعل الغير مرحبة تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تصريحاته حيال موافقته على نشر قوات دولية في المناطق الخاضعة للسيطرة الفلسطينية.

وكانت القناة الإسرائيلية الثانية قد ذكرت، أن نتنياهو قال لوزيرة الخارجية الأسترالية رداً على سؤالها حول إمكانية نشر قوات دولية في المناطق الخاضعة للسيطرة الفلسطينية، أجاب نتنياهو قائلاً "إن الجيش الإسرائيلي يجب أن يسيطر على الضفة المحتلة كلها، وأن السيادة الفلسطينية ستكون محدودة". وأضاف أنه ينبغي البحث في بدائل أمنية بواسطة إدخال قوات دولية إلى قطاع غزة.

وأوضح مصدر كبير في حاشية نتنياهو، أنه لم يطرح أي فكرة لإدخال قوات دولية إلى قطاع غزة بل أنه رفض اقتراحا بهذا الصدد قدمته وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب حيث أبلغها بأن تجربة إسرائيل مع هذه القوات لم تكن ناجحة.

وأضاف المصدر أن نتنياهو أكد للوزيرة الأسترالية أن السيطرة الأمنية في الدولة الفلسطينية المستقبلية ستكون بيد إسرائيل. وهو ما ذكرته القناة الإسرائيلية الثانية إضافة إلى نشر قوات دولية في قطاع غزة.

محلل سياسي: هروب من الواقع ويعكس حالة التخبط

نتنياهو من خلال طرحه ومحاولة استغلال الفوضى السياسية في المنطقة، والتأييد الأعمى من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يحاول أن يحقق أي مكاسب سياسية، وفي هذا الصدد قال المحلل السياسي الدكتور محمد خليل مصلح في حديثه لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، حول محاولة استغلال نتنياهو للأوضاع الراهنة: "هناك حالة من الميوعة والفوضى السياسة في المنطقة جزء من تكتيك نتنياهو وحمى المبادرات والاقتراحات من بعد نجاح ترامب تعكس الفوضى السياسة التي تتولد في المنطقة بالإضافة إلى حالة التسخين الذي تفرضها علاقة إيران بالإدارة الأمريكية الجديدة والتي تتمناها مع رغبة نتنياهو وضع الملف الإيراني في المقدمة".

ويواصل مصلح حديثه، لكن تبقى القضية الفلسطينية مركز الاهتمام العالمي وان الصراع العربي الإسرائيلي أساسه القضية الفلسطينية وان العبور للعلاقات مع دول الجوار والتطبيع لن يمر إلا من البوابة الفلسطينية حل القضية ومنح الفلسطينيين الاستقلال وزوال الاحتلال من حياتهم وان الحل الأمني أو الاقتصادي التي تسوقه إسرائيل لن يكون الوصفة السحرية المناسبة للازدهار في المنطقة وزوال شبح الحرب في المنطقة، وتطبيع العلاقات مع الدول العربية المجاورة.

وأضف إلى ذلك ما يطرح اليوم من قبل نتنياهو إدخال قوات دولية إلى غزة والتي تم الحديث به مع وزيرة خارجية استراليا في جولته لتجنيد موقف دولي ضد قرارات الأمم المتحدة المعادية للكيان الإسرائيلي، وطبخة مشروع غزة سيناء وبقاء الضفة الغربية تحت السيطرة والسيادة الأمنية في إطار تسوية مستقبلية مع دول الجوار؛ لا شك أن هذا هروب من الواقع ويعكس حالة التخبط والارتباك لدي الإسرائيليين ؛ خاصة نتنياهو فهو حبيس الفكر اليميني والواقع الراهن للوضع الداخلي الإسرائيلي ويعبر عن ذلك جملة الأفكار والمقترحات التي أطلقها ثم تراجع عنها أمام ضغوطات اليمين الإسرائيلي وآخرها تراجعه السريع عن فكرة القوات الدولية على حدود قطاع غزة.

المصدر: غزة- تقرير وكالة قدس نت للأنباء -