صور.. شابة فلسطينية تنسخ المصحف كاملاً بالخط العثماني!

استثمرت الشابة الفلسطينية سعدية العقاد "24عامًا"، التي تقطن محافظة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، موهبتها في الخط العربي، لتحفر بأقلام ذاك الخط، اسمًا لها، فكانت الوجهة نسخ المصحف الشريف كاملاً بيديها.

في مايو عام 2014، أنهت العقاد دراستها الجامعية في جامعة الأقصى بغزة، تخصص "إدارة أعمال"، وباشرت على الفور كتابة المصحف الشريف، حتى انتهت منه قبل أسابيع، بعد عمل متواصل على مدار العامين الماضيين.

إيمانها بطهارة دينها الإسلام، وشمولية المصحف لكافة مناحي الحياة، وبالآية القرآنية " اللّهُ وَلِيّ الّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُمْ مّنَ الظّلُمَاتِ إِلَى النّورِ"، كانت أهم الدوافع التي منحتها العزيمة والإرادة للمباشرة في تدوين القرآن الكريم بالخط العربي يدويًا.  

أهداف عملها

وتوضح العقاد لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء"، أن عملها يُعتبر تقربًا لله، وهبة لأرواح شهداء فلسطين، بما فيهم شقيقها نور الدين العقاد، وتوعية الأجيال الحالية والقادمة بأهمية المصحف، وتحفيزهم كتابته وتدوينه بأشكال مختلفة، ليس فقط حفظه وقرأته.

وتُشير إلى أنها لم تواجه صعوبات طيلة فترت الكتابة والتدوين، وقامت بتذليلها عبر الإرادة والإصرار والعزيمة، التي كانت نابعة من موهبتها الخالصة في إتقان الخط العربي، بحبر الأقلام المُختصة في ذلك.

وتؤكد عدم تلقيها دورات تدريبية في كتابة الخط العربي أو تدوين المصحف، بل كان الجهد شخصي نابع من الموهبة التي تمتلكها، والتي عملت على تنميتها وتطويرها طوال سنوات تعليمها الدراسي، حتى توجت بتدوين المصحف كاملاً.

الأدوات المستخدمة

وتوضح العقاد أن الخط الذي نسخة به المصحف العثماني، ذلك مُحاكاة للخط العثماني الذي كُتب به المصحف؛ كما أن الأقلام التي استخدمتها هي قلم الخط العربي المتعارف عليه، والأوراق التي دونت سور المصحف عليها هي "A4" المُستخدمة في عمليات الطباعة المتداول في غزة.

كما لم تغفل أن تزيين حدود المصحف بالأقلام الخشبية، لتجميل تلك الحدود، واستخدام أقلام التشكيل "بايلوت" الحبر السائل لتشكيل الحائط كذلك، كما زينت الغلاف بآلية التطريز التراثي الفلسطيني، وتزيين صفحتين منه بالرسم اليدوي بالأقلام الخشبية.

وتشعر العقاد بعد الانتهاء من عملية نسخ المصحف يدويًا، بالفخر والاعتزاز بعملها، الذي لم تشكو منه للحظة ولم يُشكل لها إرهاقًا، رغم أنه يحتاج لجهد وتركيز عالي جدًا "حسب وقولها"؛ مؤكدًا عدم تقديم أي مساعدة من أي جهة لها خلال العمل، بل جُله ذاتي.

كما تُبدي استعدادها لعرض الكتاب الذي أنهته للتحكيم من قبل أي جهة؛ متمنيةً أن يحظى باهتمام كبير ووافر من قبل كافة الجهات المُختصة، ويتم عرضه في معارض محلية ودولية، ليكون نموذج يُحتذى به، ويُشجع آخرين على تقليد الفكر لو بأشكال وخطوط وتصاميم مختلفة.  

المصدر: غزة – وكالة قدس نت للأنباء -