تمكن عشرات الأطفال الفلسطينيين، ممن يمتلكوا موهبة الرسم بإتقان وحرفية عالية، من انتاج عشرات اللوحات والقطع الفنية المميزة، التي تعكس مواهبهم، التي يعجز من هم دون سنهم عن انجازها بهذا الشكل المميز واللافت للنظر.
وتنوعت المُنتجات الفنية، ما بين لوحات خشبية وورقية، وقطع خشبية مُختلفة الأحجام والأشكال ومُتعددة الأغراض، وسيراميك بأشكال متنوعة جذابة، ولوحات تطريز تُحاكي التراث الفلسطيني، ورسم على الفسيفساء، الذي أضاف للمعرض صبغة فنية.
تلك المشغولات التي شارك في انجازاها مئات الأطفال على مدار ثلاثة أشهر تقريبًا، ساعدت الأطفال بها مدربون في الفن التشكيلي والمجال الاجتماعي، داخل جمعية الثقافة والفكر الحر، بمراكزها في محافظة خان بونس جنوبي قطاع غزة، "بناة الغد، الشروق والأمل، نوار التربوي".
وحاز المعرض الذي أقيم، على أرض الكلية الجامعية للعلوم والتكنولوجيا بخان يونس، على إعجاب الكثيرين من رواده وزائرية، الذين شدهم الإبداع الفريد من نوعه لفئة عمرية لم تتخطى 17 عامًا من عمرها؛ وأصر بعضهم على اقتناء بعض اللوحات والقطع.
جهد كبير
الطفلة يارا مطير واحدة من أصل حوالي 30 طفل وطفلة، نجحوا في انتاج ما يزيد عن "500 قطعة سيراميك" فنية، نجحوا في الكتابة والرسم عليها بإتقان، منها قطع تضمنت صورًا لشخصيات وطنية، مثل الرئيس الراحل أبو عمار، وأحمد ياسين، بجانب بعض الكتابات والكلمات والوطنية المُعبرة.
تقول مطير التي اصطحبت عائلتها وصديقاتها ليشاركوها السعادة داخل المعرض بعد أن تحقق انجازها، لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" : "بداية عملنا كان شاق، وليس بالسهل، كون فن الرسم على السيراميك والخشب والزجاج ليس سهلاً، لكن مع مرور الوقت والعزيمة والإصرار على النجاح، وصلنا لما نصبوه له مع المدرب المُشرف".
وتضيف مطير "استخدمنا ألوان وفراشي زجاج للرسم، وكانت البداية بإتقان ما نريد رسمه وتدوينه على الأطباق على ورق خارجي، في حال حققنا نتائج مميزة، ننقل المراد رسمه وتدوينه للطبق، ويُترك حتى يجف لفترة ليست طويلة، حتى لا تختلط الألوان ببعضها وتشوه جمال القطع".
وتعبر الفنانة الصغيرة عن فخرها وسعادتها لأن تصل في هذا السن من عمرها للمشاركة في عمل فني هكذا، ومعرض فني يحضره الكثير من الشخصيات؛ مُشيرةً إلى أن أكثر ما يُسعدها هو أن الكثير شدهم الانتباه لعملهم، وحاز على إعجابهم، وأصروا على اقتناء قطع".
جهد ونتائج مرضية
مدرب فئة الأطفال الذين رسموا على السيراميك والأخشاب ولوحات فنية مختلفة، محمد أبو لحية من قسم الفن التشكيلي بمركز بناة الغد التابع لجمعية الثقافة، يقول لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" : "عملت على تدريب حوالي 30 طفل وطفلة ما بين 11_17عامًا لفترة طويلة، بعدها باشرنا العمل على مدار ثلاثة أشهر، وتمكنا من انجاز على الأقل 600قطعة فنية مُختلفة الأشكال".
وبين أبو لحية أنه جرى تدريبها على أهمية الفن التشكيلي، ومبادئ وعناصر العمل الفني؛ فهي فئة تُحب الرسم وموهوبة في العمل الفني؛ ونحن بدورنا عملنا على تنمية الموهبة لدى الفئة وقدراتها ومهارات، حتى أصبحوا فنانين على مستوى عالي؛ شارك بعضهم في معارض سابقه منها: مياسم وطن، وجع تموز، انتفاضة الأقصى، طيف الحرية".
وأشار إلى أن الأعمال الفنية التي أنجزها الأطفال، تنوعت ما بين الرسم على: "السيراميك بمختلف أشكاله (أواني، كاسات)..، والزجاج، والفسيفساء، والخشب الطبيعي، بما فيه خشب الزيتون والليمون؛ وحققنا نتائج مُرضية، للمرة الأولى تعرض بهذه الحرفية العالية".
رسالة للعالم
من جانبها، قالت مديرة جمعية الثقافة والفكر الحر مريم زقوت لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء"، إن معرض أطياف فنية، هو أول معرض في غزة ينظم بأيدي الأطفال؛ جميع اللوحات والتشكيلات الفنية هي من ريشة الفنانين الصغار؟
ولفتت زقوت التي عبرت عن إعجابها الكبير لإنجاز الأطفال، إلى أن المعرض يحمل قضية وطنية وهم للأطفال الفلسطينيين، ويقولوا للعالم أنهم يستحقوا الحياة كغيرهم من أطفال العالم، ولديهم طاقات وإبداعات لن يستطيع أحد تقويضها.
وشددت على أنهم في جمعية الثقافة والفكر الحر يؤمنوا بأنه لو مُنحت المساحة الكافية لأطفالنا فهم مبدعون، بهذا المعرض يوصلون رسالة للعالم أجمع، أن أطفال فلسطين يستحقون الحياة، وأن لا التدمير ولا القتل والإغلاق يحد من إبداعهم.
